المقدمة

520 10 1
                                    

تبدأ حكايتنا . . في أسم ( نور ) ، ضوء الإيمان ولا يكون إلا في القلب، ولا يسطع إلا فيه.
كنت أرى الظلام ، لم أعلم أين أنا . . تهت ، كلا كنت اشعر بالأمان ، كنت ألهو ، خرجت من أعماق قلب امرآة ، وجدت نفسي بين يديها ، شعرت بالأمان . . لا بالسعادة في حضنها الدافئ ، هي . . مليئة بالروح الصافية ، مسكتني وضمتني بين يدها . . كنت أول قطعة ذهبية يهبني الله إلى تلك السيدة العظيمة ، عشت معها أيام ، بل شهور ، هل أصف لكم تلك السنين ؟ كنت في السنة الرابعة ، حين علمت بإن تلك السيدة هي من تسمى بالوالدة ، الأم الحنون . . في سنتي السابعة ، عدت إلى ذلك المكان . . الذي إلتقيت بأمي لأول مرة هناك . . المشفى ، ذهبت لأجراء الفحوصات . . بسبب تعبي الشديد وبقائي بالمنام لساعات عديدة ، لا بل لأيام و أسابيع ، لم أكن أستطيع الحركة ، وجدتني أمي في غيبوبة ، طالت لساعتين و ما فوق . . حتى قررت أخذي إلى المشفى ، و هناك زرت والدي المريض منذ ولادتي . . الذي وصى أمي بالإعتناء بي ، لنعد لحكايتنا . . حين أستيقظت ، وجدت نفسي في الضوضاء إلى الغرفة البيضاء المكتمة . . كان الجميع هناك ينظر إلي بعيون مليئة بالدموع وتجمع البسمات ، لم أعرف ماذا أفعل . . حتى رأيت الممرضات واقفات مع السيدة العظيمة ، دار بينهم حوار ، لم أعرف محتواه ولكن أمي السيدة العظيمة قد بدت عليها ملامح العجب و الحزن بوقت واحد . . صرخت بأعلى صوتي ( أمي ) فلم تجبني أو لا ! لم تسمعني ، لم آرها إلا و هي تخطي خطواتها الأخيرة لتأتي بقرب السرير ، تأملت وجهها و الدموع تتلألأ في عينيها . . أبتسمت قائلةً : أحبك صغيرتي ، وضمتني إلى حضنها الدافئ . . لم أكن سوى طفلة جاهلة في السابعة من عمري ! . . لكنني كنت أعلم ، أعلم بإنها . . تحبني . . حتى آخر لحظة في حياتها .

نافذة أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن