لا أزال أضطجع هنا على سريرى،،مرت دقائق عدة على استيقاظى ولكنى لم أتحرك بعد،،يداى وقدماى تم تقيدهم ككل ليلة..حتي لا أستطيع الهروب.
أستطيع الشعور بأطرافى المثلجة آثر انحباس الدم عنها..والدفء
لا زلت مغمضة العينين،،أتنفس بهدوء،،بامكانى البقاء هكذا طوال الوقت ولكن بالطبع بدون قيود..ألا يكفيهم سجنى بتلك الغرفة الصغيرة التي لا تحوى غير سرير حديدى قد أهلكه الزمان..
أسمع فتح الأقفال المصطفة على الباب وكأنها جيش يمنعنى من الخروج..طرقات كعب أنثوي بخطوات بطيئة..رائحة عطرها الذى تغرق نفسها به وكأنه سيزيد جاذبيتها الغير موجودة..أفتح عيناي ببطء لتقابلني بوجهها الحاد..طبقات مستحضرات التجميل التي لا يبدو أنها ستنتهى يوما ما..قامتها القصيرة مع امتلاء جسدها..زيها الأبيض وحذائها الأسود العالى..تحمل بيدها الأدوية لتضعها علي جانب السرير..
هي فقط كما اعتدتها..الممرضة الشمطاء كما اسميها..لا أهتم ما كان اسمها على أي حال..فقط أنا لا أهتم بالأسماء على قدر الألقاب..فهنا ألقبها الممرضة الشمطاء..
"صباح الخير روز،كيف كان نومك ليلة أمس؟..بالتأكيد كان مريح..آآآه لم أسأل..حسنا هيا كوني فتاة مطيعة ولا تتذمرى على العلاج"
قالت بصوتها الكريه الذى يشبه أفعى قد أسعد حقا بتمزيق رأسها..بدات بتجهيز الإبرة..وكأنني سأتذمر كما تقول..بحق الله كيف ذلك وأنا مقيدة...
أغمضت عيناى فأنا أعلم أنها ستحاول بقدر الإمكان أن تؤلمنى..أشعر بالسن المعدنى يخترق جلدى بقوة..ذاك السائل البارد تغلغل فى عروقى ليزيد رجفتى..فقط أي عذاب هذا!
توالت الإبر على ذراعي المسكين ليكتمل عددها ثلاث..أشعر بها تمسد على شعرى..تهمهم بتهويدة ما..ذلك يجلب السكينة نوعا ما..قبل أن أذهب في النوم مجددا...
طرقة تتلو الأخرى..صراخ مرأة ما..وكأن فمها مكبل..فقط صراخ مكتوم ولكنه مع ذلك يدمى القلوب..
أحاول أن أنظر حولى..فقط كل ما أجده هو ظلام وضوء أحمر بنهاية الممر..أين أنا؟!
أشعر بأنفاس تضرب رقبتى من الخلف،،هناك من يقف ورائي..استيقظى،،انه حلم..استيقظى هيا...
يديرنى الشخص الذى خلفى لآراه..قامته الطويلة..بشرته السمراء..يعقد حاجبيه وعلي شفته ابتسامة شر..يحمل بيده سكين عليه آثار دماء..يرفعها عاليا ويسقطها لتصيب وجهى وتنطلق صرخاتي المستنجدة..مجددا..
استيقظ أخيرا وشهقاتى غير مسيطر عليها..فقط الدموع تحفر طريقا على وجنتاي لتمهد لدموع أخرى أن تسقط..أحاول التقاط أنفاسى الهاربة..علنى أهدأ..
ككل مرة يتكرر هذا الحلم..ذاك الرجل يزورنى كل ليلة..يطبع ندوب على أنحاء جسدى..كل مرة يختلف مكان الندب..لا أعلم حقا ما علاقته بى..لا أعلم من هو..كل من رأيته هي تلك الممرضة الشمطاء والطبيب روبرت الذي يفحصنى كل أسبوع..
لا أعلم حقا شيئا عن ماضيى..منذ بضع سنوات استيقظت وكنت هنا..فى هذه المشفى..سألت مرارا وتكرارا عن هويتى وما الذى أتي بى الى هنا ولكنى قابلت الصمت وتجهمات الوجه...
كل يوم تأتى تلك الحمقاء لتنادينى باسم يختلف عن الاسم باليوم الذى يسبقه..
هدأت أنفاسى قليلا لأرى أنه تم فك قيودى..أنهض بسرعة لأفتح دفترى الأسود الذى أضعه أسفل وسادتى وأكتب ما اعتدت كتابته كل ليلة..
قصتى ومعاناتى كبداية..ثم تساؤلاتى..وما حدث فى يومى أخيرا..
أكمل نقرى السريع علي الصفحات بالحبر الأسود..
تسقط قطرة حمراء على الصفحة..دماء!!
كيف أتت؟..
أتفقد أنفى علها سقطت من وضعية جلوسى..قبل أن تزحف أصابعى الي هناك أرى قطرة أخرى تسقط ثم أخرى تتبعها..أنفى ليس بالتأكيد مصدر كل تلك الدماء..
أنظر فوقى ببطء..
آراها..الممرضة..جرح عميق على وجهها..معلقة فى السقف..تشنق نفسها..
جثة هامدة!!..
ports_gg
أنت تقرأ
الدفتر الأسود
Romanceروايتي تحكى حياة أحدهم،،تحكى مأساة عيش قد يمر بها أحدنا.. تشويق..إثارة..دراما،،رومانسية