بداية الحقيقة

266 9 3
                                    


تتوارى المشاهد على ذاكرتى المكلومة،،بضع ضحكات هنا وهناك تزينها،،تنبعث منها رائحة أبت ألا تركز وجودها أكثر فأكثر...

تظهر بأحد أركانها طفلة ترتدى فستانها الأبيض المزين بزهرات وردية اللون،،تحمل دميتها وتقف تتأمل امرأة تقف على بعد ليس بكثير عنها..لم أتحقق من تلك المرأة ولكن..نظرة الطفلة..ليس محض تأمل ولكنه أشبه للعن..

نظراتها تلعنها بكره واضح..

أقفز بذاكرتى على تلك الطفلة ولكن تلك المرة تبكى بمرارة..وتقف تلك المرأة تصرخ فى وجهها..لم أستطع سماع ما تقوله..فقط مشاهد عقيمة بدون أصوات..

شعرت بلمسٍ طفيف على كفى،،أنزلت بصرى اليه..

لم أرى نفسى،،أنا غير موجودة..

أظلم المكان حولى..لم أعد أرى شيئاً..

أحسست بذاك اللمس مجددًا ولكن هذه المرة بذرات جسدى،،او بالأحرى..داخلى!..

جفناي مثقلان وكأنهما لم يفتحا منذ الأزل..

أستطيع الشعور بضوء مسلط على عيناي..

حاولت مراراً وتكرارا ً تحريك أي جزء من جسدى..حاولت أن أصدر حتى همهمة..

"لا زال هناك أمل لا تقلق،انها فقط المحاولة الأولى"

صوته مألوف،،يشبه صوت الطبيب الجديد،،ادوارد..

قاومت سقوطى فى الغياب عن هذا المشهد..أريد أن أفتح عيناي..

آنات ضعيفة خرجت من ثغرى،،أطبق عليها اللاصوت..

"نانسى،،أنا انتظرك،،لقد غبتِ كثيراً،،كم أشتاق لأنظر لعيناكِ،،ضحكاتك قد أوقعتنى فى غرامك بلا منازع..فقط أرجعى لأجلى"

صوت حنون،،بل شعرت أنه صوت عاشق..

لا أعرف هوية المتكلم ولكنى قد عرفت هويتى..أي جزء من ذاكرتى هو ذاك؟..

ما الذى يقربه لى هذا الشخص؟..

رغبتى فى المعرفة جعلتنى أجاهد أكثر وأكثر..

خف الثقل قليلا عن عيناي..

ضوء ليس بساطع-كما توقعت-يضئ سقف أبيض..

حاولت تحريك رقبتى ولكن من غير فائدة..

عضلات وجهى هي الأخرى بقيت جامدة مكانها..

"ن..نانس...ى..هل أنا أتخيل؟"

سمعت الصوت العاشق مجددا كما قررت أن أسميه..

هرول ذاك الشخص خارجاً وأستطيع سماعه يصرخ بأنى قد استيقظت..

ثوانٍ وقد امتلأت الغرفة وقعات سير جمعٌ ليس بقليل..

أصوات نسائية ورجولية آذت أذنى..

"عذراً،،أرجو من الجميع الخروج حتى أفحص المريضة"

علا صوت الطبيب ادوارد على الجميع ليغادروا بدورهم الغرفة ببطء..

ضغط العاشق على كفى وكأنه يبث فينى قوته..

ضوء كشاف ساطع وضع أمام عيناي،،رمشت كثيرا حتى أبعده..

قرب بأنفاس كريهة الى أذنى هامساً..

"نجحت فى علاجى لك فاستيقظتى وسأنجح أيضاً فى جعلك تشفين من تبعات غيبوبتك وبعدها..سأنتقم..سأنتقم لكل روح أزهقتيها..سأجعلك تتمنين الموت ألف مرة باليوم"

أطلق خناجره بروحى وأطل بهيئته وابتسامته الماكرة..

ملامحه كانت أكبر مما كان...

ابتعد بعد أن تأملنى..

أي كابوس ذاك..ما المدة التى سأعيشه بها؟..

أم هي ذاكرة كباقى الذكريات؟...


ask:.https://ask.fm/lolo_eltabey

الدفتر الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن