لم أعتد أن أدور فى دائرة مغلقة،،كانت حياتى هادئة قبل هذا،،فقط بعض الكوابيس من كانت تؤرق صفو هدوئى،،لم أكن أفكر بتفسيرات لما يحدث حولى..
المفترض أنى حلمت بالممرضة مشنوقة فى غرفتى ولها نفس الجرح الذى حصلت عليه فى حلمى،،ثم استيقظت ووجدت أنها بالفعل مقتولة..ثم تلك الدماء وما كتبته بدفتر مذكراتى أثناء الحلم..
أي هراء هذا!!....
أغلقت الدفتر سريعا ووضعته بمكانه المعتاد أسفل وسادتى،،احتضنت رأسى بين قدماي وسرحت بتفكيرى طويلا..
مرت ساعة..ساعتان..لا أدرى..
الوقت هنا يمضى ببطء عندما أكون مستيقظة..
لم أشعر برغبة فى النوم ككل يوم بعد أخذى لعلاجى..
حاليا لا أشعر برغبة فى النوم،،لا أريد أن أحلم بكوابيسى تلك الآن..
بعد فترة من الوقت بدأ النعاس يتسلل الى عيناي كلص محترف،،قاومته ولكنى لم أستطع..
"نانسى"
قبل أن أخلد الي عالم الأحلام سمعت ذاك الهمس لأنتفض..
نظرت حولى،،ضوء غرفتى الصغيرة الخافت لا يعكس سوى ظلى..
بالأساس غرفتى لا يوجد بها غير سريرى وأنا..
لم أعتد أن يزعجنى قلة الضوء..
أخذت عيناي تجول بترقب فى أرجاء الغرفة..
قاربت مدة طويلة على الانقضاء وأنا على نفس وضعية الترقب كفريسة تنتظر صائدها أن يفتك بها وهى لا تمتلك حول ولا قوة فى منعه..
"ناانسى"
ذاك الهمس مجددا،،ولكن هذه المرة علمت مصدر قدومه..أسفل السرير..
لم أفكر كثيرا ونظرت بسرعة أسفل السرير ليقابلنى ظلام،،لا يوجد شئ هنا..
صعدت بجسدى لأعود لوضعيتى على السرير..
الممرضة ليزا..جرحها الذى لا يزال ينزف كأنه أحدث لتوه..
عيناها التى نزعت منها الحياة..
حدقتيها التى تحدق بعيناي..
انتفضت جراء ذلك وسقطت أرضا مبتعدة عن السرير بأكمله لألتصق بالباب الحديدي..
تجلس محدقة فيني ولا تتحرك..لا ترمش..
أي جنون هذا!..
حاولت تجميع زمام نفسى حتى أهدأ وأفكر..
هو حلم،،مفزع كحلم،،بل كابوس!..
"لمَ؟،،لقد آلمتيني.."
تحدثت بهمسها المرعب مجددا ولكن بنبرة أعلى من سابقتها..
كيف آلمتها؟..عن أي هراء تتحدث تلك؟..
اتسعت عيناي عند رؤيتها تزحف على السرير برأسها كالأفعى..
نزلت على الأرض وأكملت زحفها نحوى..
لم أستطع النهوض..
فقط تقوقعت بمكانى أكثر..الباب من خلفى يحتضن جسدي..
اقتربت منى لأغمض عيناي بقوة..
أنفاس باردة على وجهى..فتحت عيناي بخوف لآراها مقابلة لوجهى..
"لن أسامحكى،،سأنتقم وأتأكد جيدا من هذا،،سأقتلكى بغير رحمة"
همسها انقلب الى صراخ..
صوتها صم أذنى لأكمل نظراتى نحوها برعب..
ارتفعت يدها حاملة ابرة معدنية..
لا هذا لن يحدث..يجب أن استيقظ..
اقترب السن المعدني من عينى..
غرزته بجلدى ثم سحبته لأسفل..كجرحها..بل كالجرح الذى سببه لى الرجل فى الحلم..
عضضت على لسانى فى ألم..
أغمضت عيناي..ليظلم ما حولى..مجددا..
"صباح الخير يا صغيرة"
فتحت عيناي لأقابل سقف أبيض..
هذه ليست بغرفتى..قيودى أصبحت أكثر..الطاولة الخالية بزاوية الغرفة..
النافذه الحديدية الصغيرة مغلقة..
ماذا أفعل هنا؟...
"كيف حالك اليوم؟"
نظرت للمرضة لوسى بتساؤل وحيرة..دموعى بدأت تزحف الى عيناي..
"لا تقلقى،،لقد تم نقلك هنا وشددت الحراسة عليكى حتى لا تؤذى نفسك أكثر"
أؤذى نفسى!..أنا لم ولن أفعلها أبدا ما حييت..
"لقد تم تحويل حالتك الى الطبيب ادوارد وستزيد أيام فحصكى الدورى لكل يومين..لم تكن حالتك عدائية من قبل،سوف يلتأم جرحك عما قريب لا تقلقى،ولكن سنتأكد بعدم حصولك على أية أدوات حادة حتى لا تكررى فعلتك وتقومى بجرح نفسك مجددا"
كنت أريد أن أصرخ وأخبرها أن ليزا من فعلت ذلك ولكن كلامها ألجم لسانى..
"لقد حصلت على كدمة فى رأسى بسببك عندما حاولت منعك من جرح نفسك عند اعطائى لكى علاجك"
قالت وهى تلمس كدمتها الزرقاء على مقدمة رأسها..
عندما كانت تعطينى العلاج!..
صباحا!..
والذى حدث بعدها..كان..
حلم!..
"ساعدينى"
همست،،لتتسع عيناها..
بعد سنوات عدة..أنا نطقت..
كومنتز+فوتز=شابتر جديد
see you
![](https://img.wattpad.com/cover/51357342-288-k150569.jpg)
أنت تقرأ
الدفتر الأسود
Romansaروايتي تحكى حياة أحدهم،،تحكى مأساة عيش قد يمر بها أحدنا.. تشويق..إثارة..دراما،،رومانسية