غموض فتاة

700 29 12
                                    

ذهول سيطر على الفتاة ..توسعت عيناها بين رعب يمزق قلبها و الم يحرق نبضها!..بينما كان الشاب يطيل النظر الى يده التي امتدت برعونة الى الفتاة لتأخذ بالارتجاف كأنها لدغت حسرة على صنيعها !..فلم يعد هناك فرصة لتجنب هذا الخطأ الذي جعله يفكر كم يفصل بين الهدوء و الجنون!..
و فجأة اخذ امن المشفى يسير باتجاههما فصوتهما كان كالرعد في الليلة الساكنة!..كرصاصة وسط ارض قاحلة!..اقترب احد رجال الامن بغضب و قال بحزم :من انتما بالضبط؟!..كيف تتجرؤون على الصراخ وسط مشفى مليء بالمرضى؟!..على الاقل أنت ايها الشاب الست رجلا عاقلا؟!..الم تتعلم كيف تحترم المكان الذي تقف فيه؟!..
في تلك اللحظة ظهرت انياب غضبه ليصفع الشرطي بلا وعي مسببا له الغيبوبة !..سرعان ما عاد لطبيعته الهادئة مجددا وسط ذهول الفتاة ..التي لم تحتمل المشهد فقالت: هل اتت مجنون؟!..ما الذي فعلته؟!..فأجاب بهدوء: " اصمتي و لا تخافي فأن اتى اخر سأسلمك له و نحل المشكلة ففي النهاية انتي المطلوبة لا انا و سأظهر امامه بصورة المنقذ فأضرب عصفورين بحجر ..انتهي منك و انال الثناء من الامن.. لم تستطع الفتاة الرد..لم تستطع الكلام!..فقد رأت ملامح لم تعهدها!..لقد رأت و كأن الجحيم يطلبها!..اخذت تهرب مبتعدة فقال لها: "ايزابيل كيلر!..اهربي الى اي مكان ..الى اي زقاق..الى اي بحر..الى اي مدينة..الى اي بلد..الى اي قارة..اعدك ان اجدك فأنا لا انسى ملامح فرائسي ابدا"!..
ثم اخذ وجهه يبتسم كالشيطان و اخذت عيناه تتفتحان كالبركان !...ما ان رأت ذلك و سمعت ما سمعت حتى تخدرت مكانها !..تخدرت و اخذت تصرخ دون وعي!..ليأتي احد رجال الامن ليطمئن و لكن سرعان ما ادرك الامن انها الفتاة المفقودة من دائرة التفتيش ليهم بإعتقالها ..اخذ القيود و اذا بالشاب ينادي الشرطي ماذا تفعل سيدي بشقيقتي الصغرى؟!..هل اذنبت ؟..ارجوك اخبرني؟!..كانت ملامحه تنسج البراءة كوداعة الارنب و بصوت هادئ و كأنه تغريد بلبل ..سيدي انها قلقة على صديقتها و لم تتخيل الحياة بعيدة عنها خاصة اننا سمعنا انها ستكون في عداد الموتى مع صبيحة الغد ..انت تعلم كيف تشعر اختي صحيح؟..فتبدل وجه الشرطي الى الحزن قائلا بصوت يداعب الالم:" مسكينة هذه الفتاة ..لم يزرها احد غيرك !..كم انتي وفية يا ابنتي !..ارجوك لا تصرخي احتراما لباقي المرضى .. فكانت من صدمتها لا ترد !..لم تنطق بحرف!..تعجب الرجل لكن الشاب استوقفه قائلا: اعذر اختي فقد نهشتها الصدمة!..مسكينة اختي !..كانت الاقرب الى قلبها!..
ذهب رجل الامن و نجت الفتاة وسط دهشتها باختلافه في لحظات!..لقد كان تغير صورته قد شل جسدها رعبا!..اخذت تبكي و هي تضع يداها على فمها!..دموعها حتى اصبحت تخشى الخروج!..قلبها يتمنى التوقف!..و هو امامها يبتسم كالثعبان الهادئ الذي احاط بفريسته!..قالت بخوف مرتعد: لم انقذتني؟!..الم يكن من الافضل ان تراني مكبلة؟!..لا افهمك؟!..اخذ يضحك ضحكا هستيريا كفحيح الافعى بلا صدى لا يسمعه سواها ثم اردف: الا تعلمين لم انقذتك؟...قالت : لم؟!..قال : لتكون نهايتك على يدي يا.."ايزابيل..كيلر"!
ل.حمزة ابو داري

🎉 لقد انتهيت من قراءة غموض فتاة 🎉
غموض فتاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن