الفصل الرابع عشر | صورة تذكارية

182 5 8
                                    

.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
***
_ألا يمكنك الإنتظار للحظة حتى أرتدي سروالي جيداً !؟
_كلا !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
تأفف بضيق ، غادر المنزل مرغماً -مبهذل الهندام- برفقة آي ، اخرجت الأخيرة بطاقة صغيرة من حقيبتها ثم قالت :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_حسنٌ ، شركة "****" تقع في الشارع التاسع بجانب متجر الهدايا ، أيمكنك إيصالي !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
تأفف مجددا :
_أيمكنني الرفض !؟
_كلا بالطبع ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
و في طريقهم لتلك الشركة ..
_سأبقي عندكم لمدة إسبوع ، بعدها سأحجز لي شقة في فندق قريب ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
تنهد جين براحة و هو يقول :
_يا للخبر الذي يعيد الروح ، بالمناسبة هل وجدتِ سيارتك !؟ لقد ضجرت من إيصالكِ يومياً لذاك الشارع ثم نضيع.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
زمت شفتيها بضيق :
_يوميا !؟ يا مغفل ، هذه المرة الثانية التي توصلني فيها لتلك الشركة ..
_اياً يكن لقد ضجرت .. جدِ سيارتك بسرعة.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
عند مقر الشركة ..
صعدا للطابق العلوي .. ، قالت آي مسرعة :
_انتظرني هنا ، لن اتأخر ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_اه حسنٌ لا تتأخرِ ، لأنني اعلم عندما تقولين "لن أتأخر" ستتأخرين بالفعل.
_اف حسنا.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
جلس جين على احدى كراسي غرف الإنتظار ، اخذ يقلب بصره يمنة و يسرة بملل حتى وقع بصره على عدة مجلات فوق الطاولة ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
إلتقط واحدة منها و اخذ يقلب صفحاتها بملل دون قراءة محتواها حتى ، توقف عند صفحة بها صورة "ماكي" و قد كُتب بجانبها :

" توفيت إبنة السيد لبير "ماكي لبير" إثر حادث سير عند الطريق السريع و ..-
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
جحظت عيناه مصدوماً و هو يقرأ بتمعن .. قاطع تفكيره صوت رجلٍ ما و هو يقول :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_كانت الممثلة المفضلة لدي .. من المؤسف ان تموت في هذا العمر المبكر.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
نظر إليه جين مقطباً بينما تابع الرجل :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_قالت والدتها للصحافة ان خطيبها هو الذي قتلها لأنهم علموا مؤخراً بأنه مريض نفسي ، يا له من مجرم ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
أطبق عليهما الصمت .. قال جين ببرود :
_تلك الخرفة .. ألا تزال تهذي عني حتى الآن !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
نظر اليه الرجل بتعجب :
_أتعرفها !؟
_اه اجل إنها حماتي .. فلتحل عليها اللعنة.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
رمش الرجل بجفنيه متعجباً ، قال :
_أتعني بأنك خطيب ماكي !؟ أم انا مخطىء ؟!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
صاح المعني بعصبية :
_و ما دخلك انت !!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اجفل الرجل مفزوعاًً .. ثم ادار رأسه و جبينه يتصفد عرقاً و هو يهمهم بكلمات مبهمة اشبه بدعاء مقدس اقرب منها للتذمر ، تأفف جين بضيق ..
احسنتِ يا خالتي او بالأحرى البقرة ، اجل احسنتِ صُنعاً ، بـ ودي لو انهض و اتفل على رأسك ثم اعطيكِ تصفيقاً حاراً يعبر عن امتناني الشديد لك.

*
تثاءب للمرة الـ *تعدى العداد* و هو يقلب بصره للممر تارة و للساعة تارة ، بعد فترة وجيزة اتت آي لاهثة و هي تقول :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_آسفة ، اضطررت للتأخر ساعة على الاقل بسبب العقد.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_لا بأس ، التأخر في الوصول خيرٌ من عدم الوصول ☺💔
_حكيم حكيم !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
اوصلها جين للمنزل ثم ذهب للعيادة ، فتح باب السيارة و ترجل منها و اغلق اتوماتيكياً ..
سار لبوابة العيادة حيث وجد ماري تجيء و تروح و هي تحك يديها ببعضها لتحصل و لو على دفىء يسير.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ما إن لمحته حتى هبطت الدَرج و هي تصيح قائلة :
_مساء الخير ، سيد جين.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_اه مساء الخير ، لمَ أتيتِ مبكراً يا هذه !؟ ألديك رغبة في ان تصيرِ قالب ثلج !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_لا ادري.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
جلست على الكرسي المعتاد امام مكتب جين و هي تحرك قدميها بشكل متعاكس .. بينما هو يدون شيئاً ما .. قال بعد برهة :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_حسنٌ ، أتوجد تطورات خلال هذا اليومين !؟
_اجل ! تطور واضح !! حتى انني إستطعتُ التحدث مع صاحبة البقالة التي بجانب منزلنا بلا توتر و بلا خوف.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
همهم مستحسناً و هو يبتسم ، أردفت ماري بتساؤل :
_اعذرني على التطفل ، لكن لمَ لم تُعلن عن إعاده إفتتاح عيادتك من جديد !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_ماذا ؟!
_كما سمعت ، سيدي
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
تنهد ثم خلع نظارته و اخذ يفرك عظمة انفه بضيق و إرتداها مجدداً و هو يقول بملل :
_انا .. لستُ مستعداً بشكل كُليّ.

إبقى معي | stayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن