الفصل الحادي عشر | صيد

136 7 1
                                    


⠀⠀⠀⠀⠀⠀*⠀
بقيت تنظر اليه مبتسمة بصدق ، فجأة ظهرت تجعيدة بجيبنها إثر تقطيبها لحاجبيها ، سرعان ما تقوس فمها و عيناها البنيتن تلتمعان بدموعها منبئة بنوبة بكاء ، قالت بغصة :
_و إن يكن ! لـ ..لقد احببت ذاك القط كثيرا جدا !! 💔
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
غطت وجهها بيديها الصغيرتين و اخذت تنتحب بصوت مزعج بينما كتفاها يهتزان بعفوية ، اطلق جين تنهيدة طويلة ثم ربت على رأسها و هو يقول بملل :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_لدي علاج جيد للإكتئاب او تلك المشاعر السلبية ، بالنسبة لي طبعاً .. لكن لنجرب.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
بقيت على حالها ثم هدأت بشكل مريب ، فرجت اصابعها عن عينيها و هي تشهق ثم رفعت ناظريها اليه قائلة بصوت مكتوم بسبب يديها :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_أحقا !؟ ا..اين هو !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_إتبعيني فقط.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
كانت السماء قد إصطبغت بـ لون متورد مائل للبنفسجي إثر الشمس التي انتصفت في نهاية البحر ، معطية شعوراً بالإنتعاش ..

*
_سنذهب للبحر !؟ لكن الجو بارد ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
قالتها ماري و هي تحك شعرها بعدم إستيعاب موجهة كلامها لـ جين الذي كان منشغلاً بالقيادة .. قال اخيرا بملل :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_من الذي قال لك بأننا سنذهب لكي نسبح !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
همهمت ماري و هي تقوس بفمها بعدم فهم ،
بعد فترة ، وصلا قرب مكان مخصص للصيد
، ركن سيارته في احدى المواقف ثم ترجل من سيارته و فتح الحقيبة الخلفية ليخرج كرسياً يمكن طويه مع سنارتيّ صيد و دلواً ثم علبة صغيرة بها الطُعم..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
وقفت ماري بجانبه ثم نظرت الى ما يحمله بتعمن سرعان ما شهقت بفرح قائلة :
_سنصطاد السمك !! أليس كذلك !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_كلا ، سأصيد طيور النورس ☺
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
قطبت حاجبيها بعدم فهم ثم قالت متسائلة :
_كيف تصطاد النورس بسنارة صيد !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
تنهد بملل ثم قال :
_اخرسِ ، و خُذِ كُرسيك و سنارتك ثم إتبعيني يا هذه.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اومأت ماري بسرعة و إنحنت لداخل السيارة ساحبة كرسياً و اخذت السنارة من يد جين .. و اخذت تركض لموقع صيدهم ، و حيث جلس بضعة رجال يصطادون بأماكن متفرقة.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
فتحت كرسيها ثم جلست عليه بسرعة و هي تحرك قدميها للأمام و الخلف بشكل متعاكس بحماس ، بينما جلس جين بجانبه و هو يضع سنارته بين ساقيه ، قالت ماري فجأة بإنفعال :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_لم اصطد السمك منذ فترة طويلة !! ، ااء سيد جين !؟ أقلت بأن هذا هو العلاج المناسب لإبعاد المشاعر السلبية !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
نظر اليها مطولاً بغباء ثم رفع رأسه للسماء و هو يغمغم بتفكير ، قال بعدها :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_عائلة والدي تعمل كـ بحارة و هو الآخر يحب الصيد ، يقول بأنه يعطي شعوراً بالراحة كلما قام بالصيد اقصد عندما يتضايق .. و..-
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
صمت لوهلة و اخذ يحدق للبحر بسرحان ، أمالت ماري برأسها و قالت :
_و .. !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
أفاق من سرحانه و تابع قائلا :
_اه اجل ، لقد قمت الصيد كذلك عند وفاة خطيبتي مراراً و تكراراً حتى أن عائلتي ضجرت من أكل السمك الذي اصطاده ، عموماً .. اشعر براحة كلما قمت بصيد السمك.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
بقيت تنظر اليه بتعجب و هو يبتسم ، سرعان ما أدارت رأسها للأمام مبتسمة بسعادة ، بقيا صامتين و هما قد وضعا خيط سنارتهما التي انتهت بفولاذ صغير معقوف بنهاية حادة و الذي عُلق به الطُعم.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
قالت ماري فجأة بضيق :
_إذا ، كيف سأعترف بحبي لـ راين !؟ انا متحيرة جدا من هذا الأمر ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ادارت رأسها ناحية الذي تثاءب و هز كتفيه بعدم دراية ثم قال :
_لا اعلم ، فكرِ بطريقة جيدة لا توتر فيها.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اعادت رأسها للأمام بعبوس .. و هي تفكر بعمق
_اذا .. سأعترف له بظهري ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ضيق عينيه بغباء و هو يطلق العنان لخياله ، بينما حدقت هي للبحر بحدة ثم قفزت غاطسة في القاع ، بقي ينظر للبحر ببلاهة و هو يرى الفقاعات تتفرقع في الاسفل ، نهض من على كرسيه و اخذ ينادي برعب :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_هيهه ماري !! ماري !!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

سرت قشعريرة رعب بكامل جسده جعلته ينتفض .. كاد يقفز للبحر لولا ان ماري قد اخرجت رأسها من البحر و هي تشهق الهواء بقوة ، ثم رفعت يدها الممسكة بسمكة كبيرة و صاحت :
_لقد اصطدت واحدة !!!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
_ها .. ها .. هاتشوو !!

_رحمك الله مجددا ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
تمتمت ببطء و هي تمسح مخاط انفها بكم سترتها :
_و انتَ ايضا.

مد جين علبة مناديل بيده نحوها و هو يقود و قال :
_امسحِ مخاطك يا فتاة ، لقد وصل للمقعد !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
سحبت منديلاً من العلبة ثم امسكت انفها به و شفطته من السائل المنحشر في أنفها.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
#انتهى

إبقى معي | stayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن