الفصل السابع | صعقة

154 10 3
                                    


⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

" الساعة ٨:٠٠ ص "
غادرت ميناو في الصباح الباكر من المنزل بسرعة ، وذهبت الى العيادة و اخذت تصفع الباب بقوة و هي تصيح قائلة :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_جين ! أانت بالداخل ؟!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
لا رد ، سمعت صوت وقع خطوات على يمينها فألتفتت ناحية مصدر الصوت حيث تقف ماري
مرتدية كنزة صوفية سوداء تصل لنصف فخذها عليها نقوش سوداء
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
بنطال جينز اسود ، بينما شعرها بدا اشعثاً بشدة ، و ترمقها ببلاهة ، صاحت ميناو بحدة و هي تعقد حاجبيها قائلة :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_انتِ !!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اجفلت المعنية بتوتر ثم تمتمت قائلة :
_مـ .. ماذا هناك !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_لقد كُنتِ مع جين بالأمس ! أتعلمين اين ذهب !؟ او اين هو بالضبط !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
نفت ماري برأسها و اجابتها بصوت خفيض :
_كلا ، فأنا لست سوى مجرد مريضة لديه.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
قالت ميناو بإستنكار :
_اذا فأنتِ مريضته الوحيدة !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
هزت كتفيها ببساطة قائلة :
_أعتقد هذا .. لمَ تسألين !؟⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
عقدت ميناو ذراعيها لصدرها قائلة بغرور :
_لقد صار أخي مشوش الذهن من بعد الحادث ، يعني من الآخر .. لن يستطيع علاجك.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ضيقت ماري عينيها مستنكرة و قالت بريبة :
_لكنه وعدني ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ضحكت ميناو بسخرية قائلة :
_وعدك !؟ ان وضعه النفسي صار بالحضيض ، اخشى بأنه قد فقد عقله ، اذ بدأ يتكلم مع نفسه كثيرا .. مؤخراً ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_اذا !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
نظرت اليها ميناو و اردفت ببرود :
_لقد حذرتك , برأيك لمَ تركه جميع مرضاه ؟!
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ترددت المقصودة بتوتر ، ثم قطبت حاجبيها بإنزعاج و اجابتها بتحدٍ :
_لأنهم .. لأنهم ظنوا بأنه قد اغلق العيادة بسبب الحادث.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
صاحت ميناو في وجهها و هي تتقدم ناحيتها مشهرة اصبعها السبابة ناحيتها :
_كُفِّ عن هذا ايتها الحمقاء ، دعيه و شأنه ، انتِ تزيدين الامر تعقيدا ! ، انه لا يحتاج إليك ، لا يحتاج إلى احد ، ألا تفهمين !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ضغطت ماري على شفتها السفلى بغيض ، انها تهينه اكثر من اللازم ، قالت بعصبية :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_و ما دخلكِ انتِ !؟ ثم لا ترفعِ اصبعكِ في وجهي يا هذه ! .. قليلة ادب.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اجفلت ميناو ببلاهة بينما استدارت ماري عائدة ادراجها و هي تشعر بقلبها ينبض بقوة يكاد يسحق اضلاعها من الخوف.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
اخذت تسير بخطوات سريعة إلى ان اختفت عن مرمى بصر ميناو ، حينها تبطأت سرعة خطواتها .. قال جين بالأمس انه يريد إغلاق عيادته ! لربما كان ما قالته تلك الفتاة صحيحاً ، تنهدت بضيق و إستقلت سيارة الاجرة عائدة للمنزل ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
رفع هاتفه من على سطح الدرج و اخذ ينظر للساعة -التي بالهاتف- بعينٍ واحدة .. اعاد الهاتف على سطح الدرج و اكمل نومه ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
سرعان ما نهض بفزع من على فراشه ، و ارتدى ملابسه على عجل ! سحب سترته من على الكرسي و ارتداها بسرعة ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
عندما وصل الى العيادة ، وجد ميناو واقفة امام الباب فنظرت اليه وهو يصعد السلم ، قالت بملل :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_ستُصيب أُمي بأزمة قليبة عما قريب بسببك ☺💔
.⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
نظر اليها جين بضيق و قال :
_ته ، أخبرتكم بأن تدعونني و شأني ، ابتعدِ.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
فتح باب العيادة و دلف للداخل تليه ميناو خلفه و هي تقول :
_حسنا يا جين ، لقد اتيتُ فقط لأخبرك بأننا قلقون عليك كثيراً !
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
غمغم جين بلا مبالاة و هو يرتدي معطفه الطبي قائلا ببرود :
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
_اه اجل اجل ، اُقدر لكِ هذا و الآن اذهبِ ، ستصل مريضتي بعد قليل ، لا اُريدها ان تتوتر بسببك ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ابتسمت ميناو بسخرية و هي تغادر العيادة بخطوات مختالة متمتمة بحقد :
_اي مريضة تقصد !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
*
دلفت ماري لمنزل جدتها و هي تخلع حذائها ببطء ، و قد إعتلى العبوس وجهها ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
تقدمت جدتها "ليزا" منها و قالت بتساؤل :
_أهناك خطبٌ ما !؟ لمَ هذا العبوس !؟
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
قبلتها ماري على رأسها و هي تقول بجمود :
_لقد تشاجرت مع احدهم و حسب.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
رمقتها الجدة بريبة لترى خطاً فضياً يسيل على وجنتيّ حفيدتها التي رفعت يديها و اخذت تمسح دموعها بكم سترتها و هي تقول بصوت متحشرج :

إبقى معي | stayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن