اقول هذا! من بعد أن منح الطبيب لساني ايجازة، مدتها شهر كامل.
يا لله للعجب! يريد الطبيب مني أن لا ارفع صوتي طوال ثلاثين يوماً بفضها وقضيضها، بحلوها ومرها! حتى لو سرقني الذباب فساصمت ولا استنقد منه طعامي! فماذا سيكون عنوان حياتي حينها! لقد قال أحدهم"ثمانون يوما بحثاً عن مخرج"فماذا سأقول أنا! هل اقول ثلاثون يوماً بحثاً عن بلعوم!
معنى هذا أنني سامر بأبي ذنب، في أحد أزقة حارتنا! وهو قط شرس من عتاة القطط في الحارة، بل هو كبيرها ورئيسها، سمي أبا ذنب لطول ذيله! أمر به وهو واقف مسند ظهره على جدار إحدى الخرابات! قد ارخى قبعته على حاجبيه وبدا يفتل شاربه، ويرمي ببقايا الفصفص في طريقي فأمر مرور الاذلاء من غير أن اشتمه، ليظن هذا القط الذليل أنني ما صمت إلا خوفاً وجبنا!
يا لهول هذا المطلب من هذا الطبيب! كيف لي بالصبر عن الكلام!