(6 )

12 1 0
                                    

أما ثالثة الاثافي في نوادر القصص، فهي قصة ذي الشيبه الطعن في السن الذي أراد أن يظهر لاقرانه انه من حفاظ كتاب الله! فانتظر إلى أن أخطأ الإمام فأخذ يرفع صوته ويرد عليه يقول:"اله الناس. .اله الناس"، والإمام يقرأ من السور الطوال!
أعود فأقول:ماذا جنيت من هذا الذي يسمى الكلام! لو قلت ما جنيت خيرا قط لما كنت متجشما ولا افاكا! ولا معاندا ولا للأخبار حياكا! ولقد جئت بسببه شرا! فأنا فيه على شفتي بركان ثائر! فأما أن أكون لاحنا في الاعراب! وهذه منقصه في الرجال، أو أكون هدفاً وغرضا للباحثين عن سقطاتي، وحينها ليس لهم عندي إلا أبيات سويد بن أبي كاهل رضي الله عنه حين يقول:

رب من انضجت غيظا صدره
قد تمنى لي موتا لم يطعن
ويراني كالشجا في حلقة
عسرا مخرجه ما ينتزع
مزيد يخطر ما لم يرني
فإذا اسمعته صوتي انقمع
قد كفاني الله ما في نفسي
ومتى ما يكف شيئا لم يضع
لم يضربني غير أن يحسدني
فهو يزقو مثل ما يزقو الضوع
ويحيني اذا لاقيته
واذا يخلو له الحي رتع
ساء ما ظنوا وقد ابليتهم
عند غايات المدى كيف اقع
هل سويد غير ليث خادر
ثئدت أرض عليه فانتجع
كيف يرجون سقاطي بعد ما
جلل الرأس بياض وصلع★

الصمتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن