مارون

18 1 1
                                    

في مكان آخر من البلدة، و تحديداً في قصر الحكم، وقفت أميرة تبلغ من العمر 18 سنة أمام الملك، شعرها الأسود الطويل منسدل على كتفها، و عيناها البنفسجيتان تثيران الغرابة، نظر إليها الملك بحزن.
الملك نيون: أنتِ مصرة على المغادرة؟
مارون: نعم جلالتك.
نيون: ماذا عن دورك في القصر ؟
مارون: أنت تعلم يا مولاي أنني أرغب في المغادرة منذ سنين، وهذه هي أمنيتي في الحياة، أريد إصلاح ما أفسده هاؤلاء المعتوهون في البلدة، و القضاء عليهم واحداً تلو الآخر.
تقدم الملك نيون خطوات من الأميرة مارون، وحدق بها، كيف له أن يترك ابنة عمه وحدها لتخرج من القصر، وعقوبة ترك القصر هي ترك علامة على وجه المغادر، تبقى حتا يموت، و بالعادة لايقبل في القصر إذا أراد العودة.
الملك يشبه ابنة عمه بالضبط، إلا أن أكتافه أعرض، هو يريدها زوجة له، ولكنها لا تريد البقاء في القصر بعد اليوم، وربما السبب في عدم بقائها هو التهرب من الزواج.
نيون: ماذا عن أخيك الأصغر لايان؟ هل ستتركينه و تذهبين؟
مارون: لايان بلغ ال12 من عمره، و أظن أنه يستطيع الاعتماد على نفسه الآن، وجودي لن يفيد في شيء بل سيؤخر عملية نضجه ذهنياً و جسدياً.
نيون: معك حق! تركه قد يصقل من شخصيته و يمنحه بعض القوة...
مارون: هذا هو ما أريده.
أمسك نيون بكتفي مارون وقال: بما أنك مصرة على المغادرة، أوصيك على نفسك... كوني حذرة و تذكري أنه مهما حدث فسيكون هناك مكان لك في القصر.
مارون: حاضر يا مولاي، لا تقلق بشأني.
بعد ترك علامة على وجهها تشبه النجمة، خرجت مارون من القصر قاصدة أحد القرى، فهي مازالت تذكر ذلك المنزل هناك، وُلِدَ فيه طفل شعره أحمر و عيناه رماديتان، زارت هذا المنزل مرة مع والدتها، و ترددت والدة هذا الطفل على القصر حتا حفظت مارون شكلها، وصلت مارون إلى القرية بعد أربع ساعات من المشي المتواصل، و عندما وصلت لم تجد المنزل!
مكان المنزل محروق تماما، لم تبق منه غير بعض القطع التي غطاها الرماد! أين هو ذلك الفتا!!! التفتت بعد أن شعرت بحركة وراءها و رأت فتاً شعره أزرق كالسماء الصافية، و عيناه كذلك.
مارون: من أنت؟
بلو: أدعى بلو، و أنا من سكان هذه القرية.
تقدم خطوات منها وقال: أعتذر يا آنسة، هل أنت من القصر؟
مارون: ليس بعد الآن...
بلو: لا تقلقي بشأن ذلك، إذاً أنتي الأميرة مارون!
مارون: نعم أنا هي...
بلو: تبحثين عن ريد؟
مارون: من هذا؟
بلو: صاحب هذا البيت المحروق.
مارون: أجل!!!
بلو: اتبعيني سآخذك إليه.
مشت مارون خلف بلو وهي تفكر" أكره هذا النوع من البشر، لديه ابتسامة بريئة دائماً على وجهه، لا تتغير أبداً، لا يمكنني الوثوق به"
فتح بلو باب منزل، و خطى خطوة واحدة إلى الداخل قائلاً: ريد، لديك ضيف.
خرج ريد وهو يأكل قطعة كعك: من من؟؟؟؟
رأى وجه مارون و عرف كل شيء حينها، رمى قطعة الكعك و احتضنها مرحباً بها: مارووووووون!!! لم تأتي لزيارتي منذ فترة، اشتقت إليك!!!
أبدت مارون علامات الصدمة على وجهها ثم ابتسمت و احتضنت ريد، تذكرت أن هذا هو ما يفعله كل مرة يرى شخص بعد مدة، مع أن مارون غير متعودة على هذا النوع من الترحيب، إلى أنها تفضله على الطريقة الرسمية.
مارون: مالذي حدث لمنزلك! ظننت لوهلة أنني لن أراك مجددا!
ريد: احترق منذ سنتين، كنت لوحدي في المنزل، هذا هو القسم الجيد من القصة، لم يتضرر أحد.
مارون: والقسم السيء؟!
طأطأ ريد رأسه: فقدت كل صور والدي، كلها احترقت بالداخل، حاولت البحث عنها بعد إخماد النار ولكن ما باليد حيلة.
تقدمت مارون منه و مسحت على رأسه، لم تعلم ماذا تقول... فهي بنفسها لم تعد لديها صور لوالديها الذان فقدتهما منذ اربع سنوات.
بلو و ريد عاشا معاً في هذه القريه مع عائلتيهما، سكان القرية عباره عن بشر طبيعيين حدثت لهم طفرة جينية فأبعدوا عن المدينة كي لا يتجرأ أحد العلماء أن يعبث بهم، و قصر الحكم يشرف على هذه القرية بحيث تؤمن لهم الحماية الكاملة.
فجأة و بدون سابق إنذار، حط طائر على رأس مارون.
مارون بغضب : مالذي تفعله !!!!! لقد طلبت منك أن تبقى في القصر!
بلو: واااااه!!!! لم أرَ طائراً بهذا الشكل من قبل!!! ولونه أحمر أيضا، إنه يشبهك يا ريد.
ريد: هههههههه! أنت محق نحن نملك نفس لون الشعر!
مارون: تبا لك أكاي، لم أتيت؟
أكاي: قد تحتاجينني هناك، لا تعلمين أي خطر قد يحدق بك و أنتي في المدينة.
مارون: و من أرسلك؟
أكاي: جلالته.
مارون: نيون ؟!!!
أكاي: أجل.
مارون تنهدت: لا تتوقع أن أعاملك بلطف لأنك أتيت لحمايتي، أه تذكرت !!! ريد و بلو كم عمركما؟
ريد: أنا أبلغ 14 عاماً.
بلو: وأنا كذلك.
مارون: مع أن بلو يبدوا أصغر بكثير!
ريد: نعم، ملامح بلو مثل الأطفال، وهو أيضاً قصير بالنسبة لمن في عمره.
أحمر وجه بلو: هذا ليس صحيحاً !!!!!
مارون: بما أنكما في هذا العمر أريد استشارة أهلكم في موضوع... إن أمكن.
بلو: والدتي في المنزل، أما والدي فمازال في العمل وهو لم يعد بعد.
ريد: والدتي في المشفى، هو ليس بعيدا من هنا ولكنها تفضل الحديث على الهاتف على أن يزورها أحد، فهي لا تحب أن يراها أي شخص ضعيفه.
مارون: حسناً إذاً، سأتحدث معها على الهاتف، و أنت يا بلو، خذني إلى والدتك.
بلو: حاظر.

غريبوا الأطوارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن