منزل آمن

12 0 0
                                    

انتظرت ميدوري حوالي عشر دقائق ثم نفد صبرها، فقررت البحث عن شوقو، وبعد المشي في كل الممرات القريبة من فصلهما انتبهت إلى بعض طلاب الفصل يجرون هاربين، و البعض الآخر ملقى على الأرض، أما شوقو فهو يقف بينهم وهو يجر أحدهم من ربطة عنقه وهو يقول: إياك أن تجرؤ على الحديث معها هكذا مجدداً.
ثم رماه على الأرض و التقط مذكرته و حقيبته و مشى باتجاه ميدوري، ثم قال: اه عذراً، هل انتظرتني طويلاً؟
انعقد لسان الفتاة و بدأت بالارتجاف.
شوقو: هل أنت بخير؟
ميدوري: نن ... نعم..
شوقو: دعينا لا نتأخر على أهلك، قد يقلقهم الانتظار.
ميدوري: وجهك ينزف.
شوقو: أنا بخير، هيا لنذهب.
مشى الإثنان مع إبقاء مسافة مترين بينهما، فميدوري لا تبدوا مرتاحة لشوقو بعد أن رأت طلاب صفها على الأرض.
شوقو: عذراً، ما هو اسمك؟
ميدوري: اسمي ميدوري....
شوقو: ميدوري، لا يبدوا لي أنك من سكان هذه المدينة، هل انتقلتي مؤخراً؟
ميدوري: نعم.
شوقو: لم أجرب الانتقال من قبل ولكن ... لا بدوا لي أنه ممتع.
ميدوري: لا تقلق بشأني، زملائي في الفصل لن يتقبلوني أبداً ولا أجدها مشكلة، فأنا منذ البداية تخلى عني أصدقائي.
شوقو: هم ليسوا أصدقائك إن تخلوا عنك!
ميدوري: ....
شوقو: على العموم، سآتي كل يوم في الصباح لتوصيلك إلى المدرسة، و عند العودة أيضاً.
ميدوري: لا لا! لا تتعب نفسك!
شوقو وهو يضحك: لن يتعبني المشي، في الحقيقة يهمني جداً أن أتأكد من أنك على ما يرام.
ميدوري: لم قد يهمك أمر شخص قد عرفته للتو، إن كنت تشعر بالشفقة تجاهي ...
قاطعها شوقو: لا تسيئي فهمي من فضلك! كل ما في الأمر أنني أكره هذا النوع من البشر، بعد ما حدث في الفصل أتوا لمشاجرتي و حاولوا الإطاحة بي، من حسن حظي أنني استطعت التغلب عليهم.
ميدوري: لم حاولوا إيذائك!
شوقو: لا أعلم، لكن ذلك غير مهم، ها قد وصلنا إلى الشارع، في أي مبنى تسكنين؟
ميدوري: هناك بجانب محل الحلوى.
شوقو: حسناً، أراك غداً.
بعد مغادرة شوقو دخلت ميدوري إلى المبنى و صادف ذلك خروج دان.
دان: ميدوري! كيف وصلتي إلى هنا؟
ميدوري: أوصلني زميلي في الفصل، ها هو هناك- أشارت إلى شوقو.
دان: آه! شوقو معك في الفصل؟
ميدوري: كيف تعرفه؟
دان: والده هو مالك هذه العمارة.
ميدوري: إذاً لهذا قرر أن يوصلني بنفسه... بالمناسبة إلى أين أنت ذاهب في هذا الوقت!
دان: كنت قادماً للبحث عنك، أقلقني تأخرك.
ميدوري: ليس عليك القلق سيد دان! شوقو سيوصلني كل يوم.
دان: هذا لطف منه، على العموم لدي المزيد من طعام الغداء، هل تشعرين بالجوع؟
ميدوري: نعم!!
دان: سأرسل لك إياه في وعاء.
ميدروي: شكراً لك سيد دان.
دخلت ميدوري شقتها و التفتت حولها، لا يعيش معها أحد، انتقلت لتعيش على نفقة الحكومة بعد ما تعرضت له من عنف أسري و مشاكل، خلعت الملابس التي عليها، وهي ليست ملابسها، إنما هي ملابس أحد الصبية الذين يسكنون معها في نفس العمارة، فهي لا تملك شيء، لا شيء.
عاد دان إليها ومعه الطعام، فجلست معه في صالة شقتها، و بدأ حوارهما عن المدرسة كالتالي.
دان: ماذا فعلتِ اليوم ؟
ميدوري: كسبت صديقاً على ما أظن.
دان: هذا رائع! ماذا عن الدراسة؟ هل يمكنك التقديم على الامتحانات لهذا الفصل؟
ميدوري: نعم بالتأكيد! صحيح بأنني لم أتمكن من حظور كل الحصص الدراسية ولكن الأساتذه كانوا متعاونين معي.
دان: سعيد لسماع ذلك.
حدقت ميدوري في شعر دان، شعره الغريب الوردي المائل إلى البني، و الذي يغطي على ملامح وجهه، تساعده على ذلك نظارة طبية ذات إطار سميك.
ميدوري: سيد دان، هل يسمح لي أن أسألك عن أمر؟
دان: بالتأكيد! اسألي ما تشائين.
ميدوري: كم عمرك؟
دان وهو يضحك: أنا في 26 من عمري، لم قد يهمك ذلك.
ميدوري: لا أعلم و لكن أنت لطيف جداً، أستطيع أن أقول و بصراحة أنك تماماً مثل والدتي، إلا أن والدتي أكبر منك في السن.
دان: حسناً إذاً، (( والدتك)) قرر أن يأخذك لتسوق بعض الملابس، ما رأيك ؟؟
ميدوري: حقاً!!!! بالتأكيد سأذهب.
___________________
في نفس الوقت، كان سايمون يبحث جاهداً عن أي شيء قد يدله على أخته، بلا فائدة، وبينما هو يقطع أحد الشوارع رن هاتفه، نظر إلى الشاشة فلم يجد رقماً مسجلاً، ذهبت به مخيلته أنه عثر على من يدله على أخته، فأجاب الهاتف.
سايمون: مساء الخير!
صوت امرأة: كيف حالك عزيزي سايمون؟
سايمون: من معي؟؟؟
المرأة: هل نسيتني بهذه السرعة! معك سوزان، الدكتورة سوزان.
سايمون و قد بدت عليه علامات التوتر: نعم ، كيف حالك دكتورة سوزان.
سوزان: أنا بأحسن حال، ولكنني لا أظن أنك ستكون بخير.
سايمون: لا أفهم ما تعنينه.
سوزان: تبدوا مشغولاً، ولكنني مضطرة إلى أن أطلب منك أن تؤجل عملك مهما كانت أهميته و تأتي لمختبري، أريد التأكد أنك ستكون على ما يرام.
سايمون تنفس بعمق ثم قال: حاظر، سآتي فوراً.
-----------
أقبل النقاش على أي حدث من أحداث الرواية إن حصل و لم تستطيعوا فهمه أو كان معقداً بطريقة ما، أيضاً أريد معرفة مشاعركم تجاه الشخصيات إن كانت هناك مشاعر، أعتذر على الأخطاء و أستقبل اقتراحاتكم و توقعاتكم ✨

غريبوا الأطوارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن