حياتهما العادية

55 4 3
                                    

صوت الماء يغلي في المطبخ و رائحة البيض المقلي و الخبز المحمص، اجتمع ذلك كله ليوقض شوقو، وجد نفسه على الأرض في صالة المنزل... ليس ذلك بغريب عليه بل إنه يحدث دائماً. فرك عينه و تثاءب، مشى بخطوات غير متزّنه إلى المطبخ. استند إلى الجدار و حدق في ظهر صديقه سايمون، انتظر قليلاً ثم قال: ألم يجهز الفطور بعد؟
سايمون: ااااه شو جان، صباح الخير! لم يبق شيء، اجلس.
جلس شوقو و وضع رأسه على الطاولة ثم تثاءب.
سايمون: ها هو الفطور، لا تنسى أن اليوم هو دورك في غسيل الصحون!
شوقو رفع رأسه: حسناً.
بدآ بتناول الفطور، و لاحظ شوقو أن سايمون يأكل على عجل.
شوقو: لديك شيء لتفعله اليوم؟
سايمون: هممم، علي استلام الأبحاث التي سيقدمها طلابي اليوم.
شوقو: لكن اليوم إجازه...
سايمون: ليس لي مع الأسف، على كل حل لم تسأل؟ هل تريد شيئاً؟
شوقو: لا لا، يبدوا أني سأتصل على أحد رفاقي لنتنزه... أو ربما أحاول حل شيء من واجباتي.
سايمون: أنت تعلم أنه ليس من مصلحتك تأخير واجباتك، ستواجه صعوبه في نهايه الفصل و لن تتمكن من المذاكره.
شوقو و خداه محمران: توقف عن التصرف كوالدي!!!!
سايمون: لم أعنِ ذلك.... على العموم، أراك في المساء.
شوقو: إلى اللقاء.

سايمون شاب في 26 من عمره، أشقر و عيناه خضراوان، يعمل على تدريس مجال الإعلام في الجامعة.
شوقو في 18من عمره، لون عينيه أصفر و شعره أزرق داكن، يدرس في آخر سنة في الثانوية.
عاشا معاً كجارين لمدة 7 سنوات، ثم قرر شوقو العيش مع سايمون لأن والدته هجرت المنزل و تركته وحيداً، و في الأيام التي يضطر فيها سايمون لقضاء بعض أشغاله خارج البلده يقضي شوقو تلك الفتره في منزل والدته.
هما يعاملان بعضهما كاخوة، فهما صديقان منذ كان عمر شوقو 5 سنوات، حاول سايمون من قبل تكوين صداقات مع كثير من الناس في مدرسته و بعد تخرجه ولكن كل محاولاته باءت بالفشل، حيث أن كل من رافقه كان يبتغي منه مصلحة أو يريد أن يضره، و مع ذلك فعلاقته بشوقو كانت قوية و خالية من المصالح و المشاكل.

بعد محاولات كثيرة من شوقو ليحل واجبه، يأس و قرر أن يتصل بأحد زملاءه ليساعده على حل الواجب، ثم يلعب معه أو يخرجان للتنزه.
وصل صديق شوقو " بيتر" بعد خمس دقائق من اتصاله، ودخل إلى المنزل وهو يتلفت.
سأل شوقو: ما بك؟
بيتر: أين هو صديقك الضخم ؟
ضحك شوقو: لديه تسليم مشروع اليوم، سيعود بالمساء لذلك أنا وحيد هنا.
بيتر: لا أعلم لماذا ولكن... أنا لا أرتاح أبداً لصديقك ... بالذات أنه أكبر منا سنا.
شوقو: أوه لا تقل ذلك و كأنه سيضرك، هو في النهاية لا يتدخل في شؤون غيره، على العموم تصرف و كأنك في منزلك.
بعد الانتهاء من حل الواجب و مراجعة بعض الدروس معاً جلسا على الأريكة و تابعا برنامجاً على التلفاز، التفت بيتر إلى شوقو و قال: هل تعلم أن زميلاً جديداً سيرافقنا في هذه السنة؟
شوقو : الآن ؟؟؟ يبدوا أنه انتقل من مدينة أخرى إذاً..
بيتر: سمعت أنها فتاة.
شوقو: اها ... أشعر بالملل من هذا البرنامج الذي نشاهده...
بيتر: هل نذهب للتنزه في الخارج ؟
شوقو: أجل لم لا!
ذهبا مشياً إلى أحد الحدائق و جلسا على الكراسي، ضل شوقو مركزاً فترة على أطفال يلعبون بالكرة، ثم قام ليلعب معهم، بيتر لا يحب كره القدم لذا اكتفى بمشاهدتهم من بعيد و التقاط بعض الصور المضحكة.
بينما الكل مستمتع بوقته، كان هناك رجل يقف من بعيد، يراقب شوقو بعين حاقدة، منظر الرجل غريب فهو يرتدي قبعه و معطف يخفيان ملامحة، و نظارة شمسية تجعل تمييزه مستحيلاً.

عاد بيتر إلى منزله بعد أن تناول مع شوقو العشاء في أحد المطاعم القريبة، و كذلك فعل شوقو، دخل المنزل و وجد حقيبة سايمون على الأرض عند المدخل، مشى بخطوات بطيئة إلى الصالة، و هناك على الأريكة يجد سايمون مستلقٍ و على وجهه علامات الإرهاق.
اقترب شوقو حتا وصل إلى رأس سايمون، ثم حاول إيقاضه من النوم، بعد دقيقة فتح سايمون عينيه و نظر إلى شوقو...
سايمون: أنا جائع.
شوقو: لم تأكل بعد !
سايمون: لا، لم آكل شيء منذ خرجت.
شوقو: إذا لا عجب أنك مرهق هكذا ...
سايمون: حضر لي العشاء.
شوقو: لكنني لا أجيد الطبخ .
سايمون: أرجوك.
شوقو لم يعرف ماذا يفعل فتوجه إلى الثلاجة، ولم يجد أي شيء، فتح الخزانة ووجد بعض علب التونة و بجانبها كيس أرز.
شوقو: ماذا عن طبق تونة؟
سايمون لم يجب لأنه عاد للنوم مجدداً، وجد شوقو نفسه في مصيبة فهو يريد تقديم شيء لصديقه ليأكله ولكن ... لا يمكن له أن يطبخ جيداً من أول مرة مهما حاول جاهداً ! إضافة إلى أن كل المطاعم مغلقة في هذا الوقت، ولكنه عثر على وصفة في الإنترنت و بدأ بتطبيقها، لم تمر نصف ساعة حتى صار الطعام جاهزاً.
شوقو: سايمون.. سايمون لقد انتهيت من الطبخ..
سايمون* يتمدد *: ااااااه، أتحرق شوقاً لتناوله.
شوقو: سايمون وجهك أحمر!
سايمون: ... لا
شوقو : بلا، دعني أقس حرارتك.
سايمون: أنا بخير!!! فقط متعب قليلاً من الدراسة.
شوقو: حرارتك 38 ... لا تتحرك من هنا.
أحضر شوقو الطعام و وضعه على طاولة أمام سايمون، ثم ذهب ليبحث عن دواء لخفظ الحرارة، نهض سايمون و بدأ بتناول الطعام، ثم ابتسم و أكمل تناوله.
شوقو: وجدت خافظ الحرارة!
سايمون: هممم
شوقو: لحظة !!! كيف انهيت الطبق ؟
سايمون: لا أعلم ولكن ... لقد كان لذيذاً جداً ...
سقط سايمون على جنبه .
شوقو: عليك تناول الدواء الآن!!!
بعد تناوله للدواء، أكمل سايمون نومه على الأريكه، و أحضر له شوقو أغطية لتدفأته، ثم نام على الأرض بجانبه ليعتني به طوال الليل.
من الغريب جداً أن يمرض سايمون، ولكن يبدوا أنه ضغط على نفسه كثيرا في الآونة الأخيرة و أنه يحتاج قسطاً من الراحة.

غريبوا الأطوارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن