ابتعد عني! لا أعرفك!

15 1 2
                                    



اول ما رآه سايمون بعد نوم طويل هو وجه دان، كان واقفاً بالقرب منه بعد عودته من العمل، حيث يعمل دان كمدرس.
ذاكرة سايمون في تلك اللحظة كانت مشوشة تماماً، كل ما يذكره أنه تعرض للهجوم و أنه مصاب، لذلك أول ما فعله هو الهجوم على دان دون تفكير، أطاح به أرضاً و كاد يضربه، لولا أن دان حاول حماية نفسه بذراعيه.
سايمون: ..... عذراً... أين أنا؟
دان: في... في منزلي.
سايمون: و أنا لست مقيداً، ولا أتعرض لاستجواب.
دان: ها؟!
سايمون وهو يقوم من مكانه: عذراً، بدوا أنني مازلت غير واعٍ لما يحدث من حولي... أعتذر و بشده.
ساعد سايمون دان على الوقوف، ثم عاد للاعتذار مجدداً.
دان: لا تقلق أنا لست غاضباً بشأن ذلك، كل ما في الأمر أنني متأكد بأن جروحك بالأمس كانت عميقة، كان واضحاً أثر طعنة على كتفك، لكن لم يعد لها وجود!
سايمون وهو يكشف عن كتفه: نعم، أنت محق، الجروح لا تترك علامات علي، ولا تكمل يومين إلا وهي مختفية تماماً.
دان: ذلك ليس طبيعياً أبداً.
سايمون: أجل.
دان: إذاً أنت هو الرجل الذي اتصلت بي ميمي من أجل العثور عليه، يبدوا أنني محظوظ للعثور عليك.
سايمون وهو يمشي خطوات للخلف: أنا لن أسلم نفسي لأحد، ولن أبوح بأي من المعلومات.
دان: لا تقلق سايمون! نحن لا نرغب في إيذائك، بالأمس... تحديداً بعد أن وصلت بك إلى هنا، تلقيت اتصالاً بأن مختبر الدكتورة سوزان قد اقتحم، وأن شخصاً خرج مصاباً من هناك.
سايمون: أن تعلم بما حدث بالأمس! مع أنني تأكدت من الابتعاد عن موقع الحادثة!
دان: نعم، من حسن الحظ أنني عثرت عليك قبل تدخل الشرطة أو وصول أحد أفراد العصابة إليك.
سايمون: لا أعلم كيف أرد لك الجميل...
دان: لا داع للرسميات، يبدوا أننا سنصبح حلفاء في القريب العاجل.
سايمون: قلت... ميمي؟
دان: نعم ميمي، هي أحد المسؤولين عن حملة لتقبض على العصابات المنتشرة في البلدة.
سايمون: من القصر!
دان: أظن ذلك.
سايمون وهو ينظر للساعة: ياللهول، علي أن أبحث عنها.
دان: من هي؟
سايمون بعد لحظة صمت: طلبت والدتي مني البحث عن أختي الصغرى.
دان: هل هي مفقودة؟
سايمون: ليس تماماً، لكنها ليست على تواصل معنا ولا نعرف كيف نصل لها.
دان: ما اسمها؟ صف لي شكلها؟ أي معلومات.
سايمون: اسمها ميدوري، شعر أشقر و عيون خضراء، تبلغ الآن 18 سنة.
دان:..... سايمون!
سايمون: نعم؟
دان: أختك في الشقة المجاورة لشقتي...
سايمون: حقاً؟!
دان: أظن ذلك.
سايمون: هل تعلم متى قد تكون في الجوار؟
دان: ستكون هنا خلال 10 دقائق.
سايمون: كيف تعلم متى ستكون في المنزل؟
دان: أنا أطهوا لها الغداء كل يوم! يجب أن أعلم متى تصل.
سايمون: اااه... إذاً أنا سأذهب لاستقبالها، لنتبادل الأرقام، في حال احتجت مساعدة في أي شيء اتصل بي و سآتي على الفور.
دان: لا تشغل بالك سأكون على ما يرام.
------
شوقو، بيتر و ميدوري كعادتهم، عائدون من المدرسة سيراً على الأقدام، بعد وصولهم للمبنى الذي تسكن فيه ميدوري، وقف الولدان ليتناقشا أحد الإعلانات على الجدار، إن كان من الممكن أن يكون أفضل من هذا أم لا.
ميدوري صعدت الدرج ووصلت إلى شقتها، لتجد رجلاً ضخم الجثة ينتظرها هناك، خرجت من المبنى مسرعة وهي تصرخ ثم وقفت خلف شوقو وهي ترتعش خوفاً.
شوقو: هل أنتي بخير؟
ميدوري: رجل يقف عند باب شقتي....
شوقو: من هو؟
ميدوري:... أنا.... أنا لا أعرفه... لا أريده أن يقترب مني...
شوقو: اهدأي، لن يمسك أحد بسوء.
بيتر: نعم، نحن هنا معك لن يحدث لك مكروه.
خرج سايمون من مدخل المبنى والتفت إلى ميدوريث، ثم مشى مسرعاً تجاهها متجاهلاً وجود شوقو وبيتر.
سايمون: ميدوري، اصغي إلي من فضلك، علينا التحدث.
ميدوري تصرخ: إياك والاقتراب مني! أنا لن أتحدث معك أو أستمع لأي مما تقول.
شوقو: سايمون، دع الفتاة وشأنها.
سايمون:.... شوقو، ابق خارج هذا الموضوع.
شوقو: ماذا تريد منها؟
سايمون: ميدوري هي أختي، وقد طلبت والدتي مني البحث عنها.
ميدوري: لم يلتفت أي منكما لي منذ أخذني والدي بعيداً. لم يفكر بي أحد أو يبحث عني. لم يسأل عني أحد. كنت أعيش في جحيم!
سايمون:... أعلم ذلك... أنا... أنا حقاً آسف على ذلك.
ميدوري: لم يكن كل هذا ليحدث لو أن والدتي أبقتني معها... ولكنها فضلتك علي... كانت تحبك أكثر مني... أخذتك و تركتني...
سايمون: هذا ليس صحيحاً ميدوري،  والدي ربح القضية عند رفع والدتي دعوى ضده منذ كنا أطفالاً... والدتي لم يكن لديها خيار آخر غير ترك كلينا عند والدي... لم تستطع احتمال ذلك وكادت تنهار. والدي لم يكن يرغب بالاعتناء بأي منا ولكنه كان يريد أن يذل والدتي. وفجأة قرر أن يعيدني إلى والدتي دون سابق إنذار، ولكنه كان مصراً على إبقائك معه.
ميدوري: كل ذلك لا يهمني... كل تلك التفاصيل لا تهمني، لِمَ لَم تسألوا عني؟
سايمون: والدي قام بحماية نفسه من والدتي ومني باستخدام القانون. تعمد أن يصعب الأمر على والدتي حتا ترضى بالأمر الواقع و تخضع له.
ميدوري: لن أسامحكم أبداً، لن أعود للعيش مع أحد منكم أبداً.... اعتبروني من خارج العائلة وانسوني كما نسيتموني من قبل.
تقدم سايمون خطوات من ميدوري فقامت بالأحتماء خلف شوقو.
شوقو: إياك أن تقترب.
سايمون: شوقو... ابتعد عن طريقي.
قام شوقو بلكم سايمون في وجهه بقوة، سايمون عاد خطوتين للخلف... غير مستوعب لما جرى للتو.
سايمون: ميدوري، يكفيني لليوم أنك تبدين بخير، اعتني بنفسك.
غادر سايمون الحي وهو يرفع هاتفه ليتحدث مع والدته ويخبرها بما جرى للتو.
شوقو: ااااه.... لم فعلت ذلك...
بيتر:.... شوقو... هل أنت متأكد بأنك ستكون بخير عندما تعود للمنزل؟
شوقو:.... إن تلقيت أي عقاب فإني أستحقه.
ميدوري: ش... شكراً لكما شوقو و بيتر... عذراً على إزعاجكما... أنا حقاً... محرجة مما حدث للتو...
شوقو: لا تقلقي، ليس لدينا مانع في مساعدتك في أي وقت.
بيتر: نعم.
ميدوري: أراكما غداً.

غريبوا الأطوارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن