كانت علاقاتي بزملائي تقتصر على الدراسة فقط .. احب ان اساعد الناس واحب ان اشارك في بعض الفعاليات ولاسيما التي تقدمها الجالية العربية .. اقترحت احدى الزميلات اللاتي اعرفهن ان اتطوع في حملة اقامها بعض الطلاب كنشاط للتعريف بالاسلام كان يتضمن عرضا مسرحيا .. فيلم قصير .. بالاضافة الى خطبة صغيرة قد اجمع الجميع ان اكتبها انا واقدمها .. كان تحدي صعب جدا بالنسبة لي .. قبل يوم من العرض كنت في الجامعة اوزع الاعلان الذي قمنا بطباعته من اجل الحملة .. قررت ان اذهب الى مكتبك لأراك وكي اعطيك الاعلان .. وصلت لمكتبك كنت تشاهد مباراة لكرة السلة عبر حاسوبك .. قلت بخجل : أأ.. اسفة لقد قاطعتك .
اوقفت المباراة وقلت : لا .. تفضلي .
- لا لا سأتي لاحقا.
اشرت بيدك : تعالي .. انا لا افعل شئ .
مددت لك الاعلان قائلة : اتمنى حضورك غدا .
قلت وانت تأخذها : لا احب المهرجانات .
قلت بزعل مصطنع : ولكن انا سأشارك به يجب ان تدعمني .
قلت بمزاح : هل علي فعل ذلك !.
- بالطبع .
سألتني بمكر : ولماذا ؟.
- مممم .. لأنني اقرب تلميذة اليك .
- هههههههه من قال ذلك ؟.
- انا !.. الست محقة !.
- انت واثقة جدا من نفسك .
- ربما .
- انتي كذلك .
قلت ببلاهة : واثقة !.
- كلاا .. قريبة .
وانت ايضا كنت قريب !.. قريب للروح .. وبعيد المنال ..
في اليوم التالي كنت مرتبكة جدا قبل ان اقدم الخطبة .. ولكن رأيت رفعت يدك تلوح لي مبتسما .. وجدت نفسي الوح لك بفرح كطفلة تنظر لأباها ..
قدمت الخطبة التي كتبتها .. كانت تتحدث عن الاسلام الحقيقي .. ليس الذي يظهره تصرفات البعض المخزية .. الاسلام الذي اتصف به رسولنا ( صلى الله عليه وسلم ) .. عن مساعدته لجاره اليهودي .. عن ذكره لعدل النجاشي .. عن احتضان الحبشة التي كانت تدين بالمسيحية للمسلمين .. واننا دين يؤمن بالانسانية قبل كل شئ .
انهيت الخطبة الجميع صفق لي ومدحني الكثير من الزملاء .. حاولت قدر الامكان ان اثبت لك ان ليس بيننا فرق !..
ولكنني كنت كاذبة !...
......
اجمل هدية اهديتني اياها هي ( bloots ) .. اتصلت بي صباح يوم الميلاد .. كان هذا الميلاد الثاني على حبنا .. قلت لي بصوت يعمه النشاط : هل تحتفلين بالميلاد !.
اجبتك بنعاس : لقد سالت نفس السؤال العام الماضي .
ضحكت قائلا : هههههه وماذا اخبرتك حينها !.
- قلت انك تحتفل ولا تكترث ان كنت احتفل به ام لا .
- صحيح .. اذا تعالي لمقهانا .
لا اعلم حقا لم تستخدم كلمة مقهانا او مطعمنا وكأننا نملكه !..
نهضت متكسلة كان الجو شديد البرود .. امي كانت نائمة ولكنني تركت لها ورقة ملاحظات على الثلاجة كالعادة ... ارديت معطف سميك جدا وطيت رأسي وتحت كان حجابي ايضا .. خرجت وانا ارتجف بردا بوجود هذه الكمية من الثلوج .. عند خروجي من المنزل وجدت سيارتك تزمر لي امام المنزل !.. بسرعة ركبت بها وانا اقول : الم تقل بأن نلتقي في المقهى .
رفعت حاجبك وقلت : وهل انا غبي لأتركك تخرجين في هذا البرد .
امسكت يدك وقلت بغنج : اووه كم انت حنون .
مددت ذراعك للخلف وقلت وانت تجلب شيئا : ميلاد مجيد .
كان صندوق للحيوانات !.. نظرت له بخوف فأنا اكره الحيوانات بشدة .. قلت بخوف : لا اريد .
- ههههه افتحيها اولا .
- لا احب الحيوانات .
- ستحبينها .
- لا .
فتحت انت الصندوق واخرجت كلبا صغيرا جدا فروه ابيض ويغطيه بالكامل لدرجة لا تظهر عيناه .. كان جميلا للغاية ولكنني رغم جماله لم اتشجع واقترب للمسه .. امسكت بيدي ووضعته على الكلب قائلا : امسكيها .
- اهي فتاة !.
- اجل .
- اوووه جميلة شكرا لك احببتها .
وفعلا فجأة امسكتها ووجدت نفسي احبها !.. ام هذا الشعور فقط لأنك انت من اهديتني اياها !..
قلت لي : ماذا ستسمينها ؟.
- بالوت .
نظرت لي باستنكار من الاسم ..سألتني : اهو اسم عربي ؟.
- لا .. لا اعلم ولكنه خطر في بالي فجاة .
- مممم حسنا لقد اعجبني .
هممت بالترجل من سيارتك قلت لي : بالمناسبة اريدك ان تحتضنيها كثيرا .
سألتك : لماذا ؟.
- لأنني عندما اراها مجددا سأحضتنها لأشعر بحضنك .
- ههههههه لهذه الدرجة !.
- حتما انا مجنون .
مددت يدي ولامست شعر ذقنك : بل انت رائع .
ترجلت من السيارة وانا احملها قلت : احبك .
...
دحلت للداخل وانا احمل بلوتس .. كانت امي للتو مستيقظة من النوم دهشت عندما رأتني احملها قالت : هاي شنو ؟.
ضحكت : شنو شنو جلبة .
- منيلج ؟.
- صديقتي جابتلياها .. تخبل مو .
- ماتطببيها البيت .
- ليش ؟.
- حرام ميصير .
- شنو حرام .
- الكلاب تطرد الملائكة .
امسكت بالكلبة واشرت بها قائلة : هاي شكل وحدة تطرد ملائكة هههههه .
ولكن امي لم تقتنع فبدأت اقنعها من جهة دينية : ماما حبيبتي ترا هيج نوع من الكلاب ميعيشون اصلا برا خوافين كلش وعدهم نفسية يتاثرون ومشاعر اساسا حرام عليج اذا عفناه برا .. بس اذا دخلتيه رح تاخذين حسنات دترعيه .
واقتنعت امي بذلك بل حتى انها احبتها .. بالوت ليست ككلب عادي او حيوان بل هي كطفلة ذكية للغاية ولديها مشاعر .. وفية للغاية .. لطالما كنت اكره الحيوانات ولكن بالوت اثبتت لي انهم حقا يشعرون ولديهم مشاعر .. وايضا لطالما سخرت من الاشخاص الذين يدللون حيواناتهم كأنهم اشخاص عاديين واقول ان هناك ناس يحتاجون الرعاية اكثر .. ولكنني كنت مخطئة فوسائل المساعدة متعددة ومتوفرة على حسب قدرة الشخاص ..
بالوت تعلقت بي للغاية لا تنام الا بجانبي وكأنها طفلتي .. طوال اليوم تبقى بجانب باب منزلنا تنتظر عودتي وعندما اعود تبدأ مراسم حفل استقبالي .. تقفز علي وكأنها غير مصدقة بوجودي .. كان هذا اجمل جزء في يومي .. بل حتى انها كانت تبكي ان غبت كثيرا .. لطالما راقبتها امي عن كثب حتى تأكدت انها حقا تملك مشاعر فتغيرت نظرتها عن الحيوانات اصبحت تراعي مشاعرها اكثر مني !..
بل بالوت تبقى مضربة عن الطعام والماء لحين عودتي .. ذكية تعرف الاشخاص الذي لايحبونها لذا لا تقترب منهم .. حتى في صلاتي لا تقترب مني وكأنها تعلم حقا بأنني اصلي فتمنحني مساحة من الحرية ...
...
مازلت اتذكرك عندما كنت تضع رأسك على فخذي وكأنك صغيري تريد النوم .. كنت في شقتك حينها .. ولكن معنا ايضا روان وصديقتنا هدى .. احضرهما معي كلما زرتك .. كنت تقول دائما ( اتمنى ان تحضري بمفردك ) اقول لك بالعربي ( حرام ) ..
- اوووه كم اكره هذه الكلمة .
فانظر لك بتهديد : لماذا تريدني ان اتي بمفردي هل تنوي ان تفعل شئ .
تقول : لا ههههه .
- ولا تفكر بذلك حتى .
تجلس روان وهدى في الشرفة او احيانا يلعبان ( بليارد ) لأنك تملكه ..
نجلس انا وانت على تلك الاريكة البيضات التي تحمل كمية كبيرة من الوسائد الملونة .. تضع رأسك على فخذي وتنظر للسقف محدقا .. فتتسلل يدي لتلامس ملامح وجهك ..
اخبرتني قائلا : احيانا اشعر وكأنك امي .
- ههههه انا كذلك وانت الطفل المشاغب .
- لست كذلك .. ثم انني انا من علي ان اعتني بك .
- وكيف ستفعل ذلك ؟.
- مممم سأحتضنك .
رفعت حاجبي وقلت : لا تفكر بذلك حتى .
- هل رأيتي انتي حقا ام .
- هههههههه لأنك منحرف يجب ان اصدك .
.......
ذات مرة كانت علاقتنا متأزمة للغاية كنا نعاني في فهم بعضنا .. رفضت انت ان تندس الى عالمي وتمسكت انا بعالمي ورفضت ان اتجاوب مع عالمك فعلقنا مع بعضنا ..
في احدى المحاضرات التي كانت تتوجب ان نعمل بها بشكل ثنائي .. كنت انا وروان نعمل بشكل سئ للغاية .. اكملت شرح ماعلينا فعله بعدها بدأ الجميع بالعمل .. نظرت الي روان ببلاهة فقالت : وهلأ شو نعمل !.
ضحكت : ههههههه مادري .
- ناديلو خليه يفهمنا .
- ماريد ماحجي وياه .
- ولك شو هلأ وقت ماتحكي معو .
- اي هو هيجي .
فنادتك هي .. اتيت ووقفت بجانب كرسيي مستفسرا .. ازحت بنظري عنك سألت روان : ماذا هناك ؟.
روان : لم افهم ماعلينا القيام به .
فوجهت نظرك لي وقلت بتعاب : اجل لأنكما لم تصغيا وتظاهرتما بالاصغاء .
نظرت لك وقلت بتحدي : بلى لقد كنا مصغيتان .
- اذا لماذا لا تعلمين ؟.
تأففت وتركت تشرح لروان غير مكترث لي .. بدأنا نعمل انا وهي وكأننا ( توم وجيري ) .. ودائما نختلف عندما اقول لها : مو هيجي قال .
- مين حكى .
- اني اقول وحاسة ان الدنسويه غلط .
- جربي انتي .
- لا معلية تورطيني .
ثم بدأنا بالضحك .. الى ان اتيت وانت غاضب قائلا : هل انتهيتما .
قلت بضحك لأستفزك : لا .
وبدأنا نتحدث انا وبيان بالعربية امامك .. الى ان انتهت المحاضرة خرج الجميع ولكنك طلبت منا البقاء ..
قالت روان : ييي علينا رح يبهدلنا .
- عادي يسوي الي يسويه .
اتيت لتقف امامنا قلت بحزم : كان علي ان اطردكما من المحاضرة ولكن اعلم انك ياروان مهتمة ونشيطة لذلك لم افعل ذلك .
نظرت لك وقلت وانا اكبت غضبي : كان عليك ان تطردني انا .
- ذكريني ان افعل في المرة القادمة .
قلت بصرامة : تالية !.
- ماذا !.
نظرت لروان قائلا : يمكنك المغادرة .
هممت انا بالمغادرة ولكن يدك التي امسكت بذراعي اوقفتني .. سحبت ذراعي قائلة : ماذا استاذ دين .
- انتي تخلطين كثيرا بين مشاعرك وتصرفاتك كطالبة .
- الست تفعل كذلك .
- كلا انا مسيطر كليا على مشاعري .
قلت لأنهي الحديث : حسنا يا استاذ سأحاول ذلك في المرة المقبلة .
- لايمكنك .
عقدت حاجبي : كيف !.
- لن اسمح للمشكلة التي بيننا ان تطول للمرة القادمة .
- الم ينتهي مابيننا .
- لن ينتهي .
- انت لا تريد ان تتغير من اجلي .
- وانتي ذات الشئ .
- لايمكنني ان اتغير .
- انا احبك لدرجة انني قمت بالكثير لأجل هذا الحب .. انتي لاتفعلين .
قلت وانا اصك على اسناني : حسنا موافقة .
- موافقة على ماذا ؟.
- سأتي معك لحفل صديقك .
ابتسمت انت بنصر : رائع .
...
طلبت من هدى ان تأتي معي للحفل .. ولكنني كنت اعاني من الحيرة .. مالذي سارتديه .. ارتديت فستان بسيط جدا ومعطف قصير وحجاب بالطبع ..
ذهبنا للحفل كان في شقة صديق لك ..انتظرتنا انت في باب العمارة امسكت بيدي واتجهنا للطابق الرابع حيث توجد شقته كانت الحفلة صاخبة للغاية والمكان مزدحم .. شبثت بذراعك وانا اشعر بنظرات الجميع المستنكرة من وجودي .. قالت هدى بمرح : هشوف الجو عامل ايه .
وبدأت تستكشف بنفسها .. بقيت انا وكأنني خائفة من ان اضيع في هذا العالم .. قلت لي : الم يعجبك الحفل !.
قلت بكذب : كلا انه جميل .
ضحكت قائلا : هههههه انتي تكذبين .
- هههههه اجل انا كذلك .
- سنبقى قليلا ثم ننصرف .. هل تشربين شيئا ؟.
- لا شكرا .
قلت : سأحضر لي شيئا ..
قاطعتك : لاتشرب .
حاولت اقناعي : قليلا لا تقلقي لن اثمل .
امسكت بيدك بقوة : لا اريد .
زفرت وقلت مبتسما : حسنا .
بقيت متوقفا بجانبي ننظر للجميع يمرحون ويرقصون .. بدأ الحزن يتسلل لداخلي نحن حقا من عالمان مختلفان كليا .. فانا حتى امنعك من ان تستمع مع اصدقائك .. فجأة قلت لك : انا ساغادر .
- ولكنك ..
قاطعتك : ابقى انت استمتع في الحفل انه حقا رائع .. انا اسفة .
ضغطت على يدي برفق : سنغادر معا .
سألت هدى فيما ان كانت ترغب بالمجئ معنا ولكنها قالت ان الحفلة اعجبتها ... خرجنا انا وانت قلت لي : لن اقلك للمنزل اريد قضاء الوقت معك .
- موافقة .
مرت صدفة عربة المثلجات .. فصرخت لأوقفها .. سرت بسرعة لابتاع علنا المثلجات .. جلست انا وانت على الرصيف نأكلها .. يدك ممسكة بيدي ..
قلت وانا انظر للشارع امامي : هل تظن اننا نستطيع ان نكمل معا !.
- سنعاني ولكن سنعتاد .
- تظن انني معقدة !.
- هههههه انتي نصفي الاخر .
- ههههه من الرائع ان املك نصفا مجنون ووسيم مثلك .
- انتي مميزة جدا .. لاتقلقي ان لم يتجمع عالمينا فسنصنع عالم خاص بنا .
امسكت بيدك ورفعتها لشفتي قبلت يدك .. احبك لدرجة تجعلني لا استوعب ان مابيننا محرم !..
.....
الفتاة بطبعها ان احبت تخطط لمستقبلها مع من تحب .. الا انا لم اكن انظر لشئ في المستقبل .. مع انني فتاة الدلو حالمة جدا .. ودائما اخطط للغد .. الا معك او ربما كنت اعلم بأنك لن تكون موجودا في مستقبلي !.. احب الاطفال كثيرا ذات مرة سرحت بخيالي بأن اكون اما لأطفالك .. جميلين مثلك .. ولكن توقفت عند هذه النقطة !.. اطفالنا بأي لغة سيتحدثون !.. هل سيصلون في الكنيسة ام في المسجد !.. كيف ستختلط دمائهم بين هذين العالمين .. الى اي مكان سيكون انتمائهم .. بل حتى ماذا ستكون اسمائهم !..
حزنت جدا لأطفالنا الذين لن ننجبهم !.. منزلنا الدافئ الذي لن يضمنا ..
المطبخ الذي لن اطبخ لك فيه .. لن نزور عائلتي كل يوم جمعة .. لن نكون عائلة كبيرة كالتي حلمت بها ..
اعلم جيدا بأننا لن نكون معا !.. ولكن استمر بالهذيان ..
اخاف من مستقبل لن تكون حاضرا به !..
....
اضحك عندما اتذكر غيرتي التي شعرت بها حينها لم اكن مدركة بأني متورطة بك .. ذهبت مع روان الى مكتبك كالعادة فقط لرؤيتك .. لا اذكر عن ماذا سألتك روان حينها .. ولكن بعد ان انتهيت انت من اجابتها نظرت هي لمكتبك لتجد باقة زهور حمراء .. قالت بالعربية : من مين هاي .
- ههههه واحنا شعلينا .
- من حبيبتو .
تصنعت عدم الاهتمام : معلينا .
قلت انت لنا : هيي تحدثا الانجليزية .
روان : كنا نتحدث عن سؤال ما .. لا شئ .
اما انا فبقيت انظر لباقة الورود .. ابتسمت انت وكأنك كنت تعلم بما افكر به .. لم ارغب بسؤالك .. ولكن في اليوم التالي قلت لي وكأنك كنت تقصد ذلك : في الامس احضرت لي صديقة باقة زهور .
وجدت نفسي اتدخل بحياتك واسألك : حبيبتك !.
- هههههههه صديقة فقط .
- اها .
- ولم ظننتي بأن لدي حبيبة ؟.
قلت بغباء وبسرعة : لأنك وسيم .
قهقهت وقلت بمكر : حقا ترينني وسيم ؟.
- أأأ.. بالطبع .
سألتني : وانتي جميلة للغاية الديك حبيب ؟.
قلت بسرعة : لا .
- ولماذا هل هو محرم لديكم ؟.
- لا .. الحب ليس محرم في جميع الديانات .
- اذا ؟.
- يجب اولا ان اقع في الحب .
قطع حديثنا دخول استاذ اخر للصف .. لقد مر الوقت منذ انتهاء المحاضرة وخروج الجميع فقد استوقفتك بعد الدرس لاسألك عن شئ ولكن امتدت محادثتنا لننجرف لموضوع الحب !..
قلت لي : تعالي .
سرت معك اعجبك الحديث ربما .. خرجنا من المبنى الذي كان به المحاضرة واتجهنا للمبنى الذي يقع به مكتبك .. قلت وانت تدخل مكتبك : ان وقعتي بالحب مالذي تفعلينه ؟.
ضحكت : ههههههه لا اعلم فلم اجرب .
التفت بعد ان تركت اوراقك على مكتبك : حقا !.
ابتسمت : ولم انت مندهش هكذا ؟.
- لأنك جميلة .
- الحب كالموت لانعلم متى سيزورنا .. ولكن ان احببت ساتزوج به .
- بسرعة !.
- اظن ذلك .
- اتعلمين ما مشكلتكم انكم تتسرعون في الزواج .
- ان كنت تحب شخص فلم لا تريد بشدة ان تعيش معه .
- نحن نعيش مع بعضنا .. نجرب الحياة مع بعضنا وان كنا نصلح لأن نكون زوجين .
- حسنا ان تحدثت عن نفسي .. فأنا شخصيا لن تكون حياتي تجارب .. شخص واحد سيسكن قلبي للموت .
ابتسمت قائلا : كلام كبير على فتاة صغيرة مثلك .. لم اكن اعلم بأنك بهذا النضوج.
ابتسمت بخجل بعدها قلت لك : اسفة لقد اطلت الموضوع وتحدثت كثيرا .
- لا .. فانا استمتع بحديثي معك .
...
انا التي اكره التجارب !.. علمت بأن حبك قد يكون تجربة لي !.. ولكنني رغم ذلك استمريت !.. يؤلمني ان تكون محطة في طريقي ابكي عندما اتذكرها واتألم بسببها طوال العمر .. حبنا لم يكن تجربة .. كان عمرا بأكمله ...
...
مازلت الى الان اتسائل ان كنت قد غيرت ترتيب اثاث منزلك ام لا !.. فأنا من قمت بترتيب منزلك واخترت معك اثاثه بالكامل وكأنني اختار لمنزلنا !..
حينها اخبرتني صباحا عبر الهاتف بأنك ستخرج لشراء اثاث للمنزل الذي اشتريته .. قلت لك بحماس : ما رأيك ان اختار معك الاثاث ؟.
- رائع اذا نلتقي في الرابعة ؟.
- اتفقنا .
في البداية ذهبنا للمنزل الذي اشتريته .. كان حوله سور قصير من الحجر باب صغيرة سوداء لندخل للحديقة .. كانت الحديقة رائعة قلت لك بحماس : يجب ان تحضر ارجوحة .
- هههههه لتركبي عليها .
- اجل وانت تدفعني .
صفقت بحماس .. دخلنا للداخل كانت غرفة الجلوس واسعة ومفتوحة على المطبخ الذي له نوافذ تطل على الحديقة .. يوجد جانبا سلم صعدنا لنجد ردهة صغيرة بها نافذة كبيرة تطل على الحديقة من الخارج .. وغرفة على اليمين وغرفة اخرى على اليسار .. كانت الواسعة هي التي على اليمين والتي قلت بانها ستكون غرفتك .. والغرفة الصغيرة الاخرى ستكون غرفة لمكتبك ..
تمنيت ان تقول لي بأنه سيصبح منزلنا ولكنك لم تقل !.. لأنك تعلم بأننا لن نستطع ان نسكن معا في يوم من الايام .
ولكن على رغم ذلك فقد اخترت الاثاث معك بعناية .. حتى انك اشتريت لي كرسي كبير مريح للغاية قلت بأنني سأجلس عليه عندما اتي ..
حتى سطح منزلك رتبناه ووضعنا به كراسي من الخوص وبعض النباتات فأصبح رائعا .. كان منزلك جميلا للغاية ودافئ مثل قلبك ...
.....
لأن حبنا لم يكن طبيعيا فأنت لم اكن طبيعية في تقبلي لخياناتك !.. اضحك بسخرية لأنني كنت اعلم بأنك رغم حبك لي تخونني !..
والاغرب هو انك انت من كنت تخبرني بخياناتك ... اظل صامتة منصتة لك ..
ذات مرة صرخت بك وانا ابكي : انت لاتحبني الحب ليس هكذا .
- عليك ان تمنحيني العذر .
- لايوجد اعذار للخيانة .
- انا اخبرك بما يحدث معي لا اكذب عليك .
- دين لا يمكنني ان استمر هكذا .. لايمكنني تحمل ان تلمس نساء اخريات .
- ولايمكنني تحمل ابتعادي عنك وعدم مقدرتي للمسك .
- العلاقة الجسدية ليست مهمة .
- بل هي كذلك بالنسبة لي .
قلت بغضب : افعل ماتشاء بعيدا عني .
وانهيت المكالمة رميت هاتفي على السرير وضربت الارض بقدمي .. حقا لا استطيع تحمل ماتفعله معي ..
اصبحت استطيع تمييز صوتك ان كنت قد قضيت الليلة مع امراة ام لا .. بدأت ابكي بقهر لم علي خوض كل هذا .. لم وجودك صاخب لهذه الدرجة .. لم اعاني بسببك وبسبب حبك !.. لم ولم .. ولا يمكنني ان اجد اجابة !. ولا اجد حلا سوى الانسحاب ..
قضيت تلك الايام وانا نائمة .. ننام طويلا .. فيظنوا بأننا مرتاحي البال .. لم اذهب للجامعة حتى لم احدث احد .. الى ان اتت روان لتزورني اخبرتني بأنني يجب ان اذهب للجامعة ويكفيني غياب ..
بكيت وامسكت بيديها وكانني اتشبث بها : بس ماريد اشوفه مرح اقدر .
- حاولي تطنشيه خلص .
بلعت ريقي وسألتها : ماسأل عني ؟.
حاولت روان ان تجعلني اضحك : من شوي حكيتي انو مابيهمك .
وفعلا ذهبت للجامعة وجهي كان شاحبا للغاية .. تسائلت وانا في الباص هل نظرت لوجهي قبل ان اخرج من المنزل !.. نظرت لنفسي ارتديت ثيابي بطريقة عشوائية .. قضيت بعض المحاضرات الى ان حان الوقت كي ادخل لمحاضرتك .. دخلت للصف لم تكن موجودا .. اخترت طاولة في الخلف على غير عادتي جلست عليها ...
الى ان سمعت صوتك تقول : صباح الخير .
رد البقية عليك باستثنائي .. شديت قبضتي على القلم الذي امسكه وركزت النظر في الاوراق التي امامي .. كنت اسمع صوتك وانت تشرح وبالي في مكان اخر .. تتجمع الدموع في الا ان امتلأت بالكامل .. لا اعلم ان كنت قد لاحظت حالتي هذه .. شفتاي ترتجفان .. انتهت المحاضرة وانا على المحك .. في المساء كان الجو ممطرا .. شاركتني السماء بكائي .. كنت بمفردي في المنزل خرجت امي مع ابي لقضاء الليلة لدى بعض الاصدقاء اما انا فتحججت بالتعب .. نافذة غرفتي بجانب سريري جلست واضعة رأسي على النافذة .. اراقب النافذة المبللة .. شعرت بهزة على فراشي نظرت لشاشة هاتفي المضاءة .. امسكت بالهاتف كنت تتصل بي .. لم اجبك بل دموعي ازدادت غزارة .. بعثت لي برسالة كتبت فيها : انا امام منزلك .. ارجوك اخرجي .
نهضت بسرعة ارتديت معطفي ووضعت غطاء المعطف على رأسي بدلا من الحجاب .. قمت برفع ( السحاب ) الى رقبتي كليا .. خرجت من المنزل كنت في سيارتك .. ترجلت منها عندما رأيتني .. قلت لك وانا اتنفس بسرعة : ارحل من هنا .
اقتربت واعتليت الرصيف الذي اقف عليه : انا راحل .
قلت لك بلهفة : الى اين ؟.
- الى اوتاوا .
بقيت صامتة انظر لك غير مصدقة ... ولكنك قلت : لفترة .
بدأت الدموع تتجمع في عيني مجددا .. قلت لي : ستشفين مني .
ابتسمت بسخرية : هل تعتقد !.
- انا لا استحقك .
قلت ببكاء : ارحل فحسب .. ارحل عن عالمي .
دخلت للداخل بسرعة وصعدت لغرفتي لأنظر اليك عبر نافذتي .. ركبت في سيارتك بقيت لفترة لم تتحرك .. بدأت اصارع نفسي .. افكر بجنون ان اعود لأتشبه برقبتك واخبرك لاتتركني ارجوك .. حب مثل حبك لايمكن له ان يشفى .. ولكن لم استطع فتحركت سيارتك ورحلت !...