Chapter 8

11.1K 654 266
                                    

اتذكر اخر رسالة بعثتها الي .. كانت عن طريق البريد .. وصلني مغلف بريدي تفاجأت لأنه اتى بأسمي .. فتحته وانا في غرفتي كان به رسالة وعلبة .. رسالة منك .. كتبت لي :
لقد اخبرتني ان قصص الحب العظيمة لاتموت ابدا !.. ان كان قد حدث معك شئ اخبريني لايمكنك ان ترحلي هكذا .. انا متأكد بانك مازلتي تحبينني .. لاتدعي هذه القصة تنتهي الى هنا .. حبنا لن يموت مادمنا نحن احياءا .. ستأزوج واكمل عمري معك .. فقط اطلبي من ان اسلم وسأفعل من اجلك .. اطلبي ذلك ولنعد .. اني اختنق .. كل شئ بارد بدونك .. رائحة عطرك بدأت تتلاشى من منزلي .. كل زواية تشتاق لك .. لم اصدق حينما اخبرتني يوما بأن الانسان يحب مرة واحدة فقط .. وان بقية العلاقات التي يمر بها مجرد اشياء عابرة .. كنتي محقة .. حتى ان مابيننا اعظم من اي حب .. اتركي كل شئ وتعالي واطلبي مني ان ادخل لدينك .. ساكون في اي دين تريدينه .. ساكون على دين حبك .
تساقطت دموعي على تلك الرسالة فبللتها .. رفعتها لشفتي وقبلت الورقة .. ثم ضميتها لصدري وبدأت ابكي بصوت مسموع .. اااه قلبي .. فتحت العلبة وجدت ذاك الخاتم الذي اعجبنا ذات مرة كان يوجد منه تصميم رجالي ونسائي للزواج .. وجدت اسمك محفور على الخاتم .. ارتديته في اصبعي ووضعت الورقة في الدرج وامسكت بوسادتي احتضنتها وانا ابكي .. الى ان دخلت امي لغرفتي .. نظرت لي ببرود قائلة : بعدج تبجين !.
نظرت لها : حتى البجي ممنوع !.
- صوجج وصلتي نفسج لهالمواصيل .. تعرفينه ميصحلج مجان لازم تتورطين وتحبينه .. عالعموم هسة تنسيه .
وخرجت من غرفتي !.. لم الحياة قاسية لهذه الدرجة !.. واقرب الاشخاص لنا اصبحوا يقسون علينا اكثر وكأنهم تحالفوا مع الحياة ضدنا !..
فكرت كثيرا .. انا حقا مجنونة لأن هناك شخص يحبني لهذه الدرجة وانا افرط به !..
مازال خاتمك الى اليوم في اصبعي لم اخلعه .. لم يفارقني ولكنني اتظاهر طوال الوقت بأنني اريد نسيانك ولكن لا افعل !.. كيف افعل واسمك يحاوط اصبعي !..
...

انهرت كثيرا بعد ان وصلت للندن وكأنني استوعبت انني اصبحت في عالم اخر ليس لك وجود فيه .. اسابيع مرت علي وانا مريضة حتى اجرم الطبيب بأنني امر بحالة من الكابة الحادة وطلب مني ان اراجع طبيب نفسي ...
اتذكر بأنني اخذت موعدا لدى دكتورة عربية .. هي وحدتها تعلم بمعاناتنا وعاداتنا .. كانت طبيبة عراقية اسمها نوال .. في اواخر الثلاثينات ..
اتذكر انني لم انطق بشئ في اول جلسة .. فقط بكيت .. بل بكيت بكثرة بسبب وصولي لهذه الحالة .. انا لا احتاج لطبيب .. انا احتاجك ...
في الجلسة الثانية اتذكر عندما قالت لي : انتي محظوظة عندج ام واب يجيبوج يم دكتورة نفسية وقدروا الي قاعدة تمرين بيه .
لم اعلق بل ابتسمت بسخرية .. تذكرت كلام امي عندما طلب الطبيب ان ازور طبيب نفسي .. قالت لأبي : شلون تروح طبيب نفسي شنو مجنونة .. لا هسة هي فترة وتنتهي شدعوة .
ولكن ابي فعل ماطلبه الطبيب ..
اتذكر الجلسة الثالثة مع الدكتورة نوال .. عندما قالت : هالمرة حسألج اسئلة وانتي جاوبي ماريد تحجيلي بالتفصيل وصدقيني الاسئلة مختصرة .
لم اعلق .. قالت: شنو اكثر شي تتمنيه هسة بهاللحظة !.
تسللت دمعة من عيني وقلت بصوت مرتجف وانا اكاد ان انفجر باكية : أأ.. سمع صوته .
- ليش متتصليله .
- لأن .. ماقدر .
- ليش ؟.
- ميصير .. وميفيد حتأذى اكثر .
- تجيج لحظات تتمنين انج ماعرفتيه .. لوما عرفتيه جان هسة انتي مرتاحة .
- لا .. ولارح اندم ع حبي اله .
- ليش ؟.
- لأن مستحيل جنت حعيش حياة اجمل بدون وجوده بحياتي .
- حتى بعد ما افترقتوا !.
- هيج حبي مايندم الواحد عليه .. الحب العظيم صح يأذينا بس يطينا قيمة اكبر .. لأن مو اي شخص يقابل هيج حب .
- متفكرين تدخلين بعلاقة ثانية يمكن تنسيه .. يمكن لأنه اول حب بحياتج .
- لا .. حنتظره .
- بس مستحيل تتزوجون او اهلج يوافقون .
- منو قال اني انتظره هنا .. حنتظره هناك .. مويقولون ان الواحد اذا ميحصل الي يحبه بالدنيا يحصله بالاخرة !.
- ناوية تقضين حياتج كلها وحيدة !.
- اي .
ذات مرة زرتها وانا ابكي .. كنت ارتعش خوفا .. قلت لها : بديت انسى صوته .. جان كل ثانية يمر ع اذني هسة ماكو .
- المفروض تفرحين .. يمكن بديتي تنسيه .
قلت باندفاع : لا .. ماريد .. اخاف .. اخاف يجي يوم اقعد من النوم ومايجي ع بالي .
امسكت بيدها وانا اقول : ماريد انساه .. ماريد حتى افقد طيفه الي يمي .. يعني احس انو الكل يريد انساه مستكثرين انهم يخلونه بقلبي !.
...
اتعلم ماهو الوجع الحقيقي !.. ان احلم بك .. وافرح برؤيتك كثيرا في الحلم .. عندها استيفظ واكتشف انني كنت نائمة !.. عدت مجددا لواقع الغياب !..
....
ذات مرة قررت ان اتقصى اخبارك عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي .. لم استطع ان اكبت شوقي برؤية صورة .. دخلت على صفحتك على الفيس بوك .. صدمت!.. كنت تنشر صور لك انتي وفتاة !.. بيد مرتعقة بدأت اقلب الصور .. كانت صور حميمية !.. نظرت لها جميلة !.. لقد عشت حياتك واستمريت بالمقابل انا عاجزة عن التحرك خطوة للامام .. بسرعة ارتديت ثيابي واتجهت لعيادة الدكتورة نوال .. كانت على وشك الرحيل من العيادة لولا ان دخلت في الوقت المناسب وانا اقول لها : حموت .
نهضت وهي قلقة متسائلة : حبيبتي شبيج .
بدأت اتنفس بسرعة وانا اجاهد نفسي .. كأنني لا اريد ان اصدق .. نظرت لها بفزع وقلت : نساني !.
- شصار وياج ؟.
اخبرتها بما حدث وانا لم اكن مصدقة .. قالت لي : زين ان صار هالشي حتى يخليج تكملين حياتج .
- خلص يعني بعد مالي وجود بحياته .. ادري انانية مني .. بس احس انه اذا بقى يحبني رح يكون وياية .. هيج خلص .
بكيت وبكيت وبكيت .. دققت النظر في صورها كثيرا .. هل استطاعت ان تملأ الفراغ الذي سببته في حياتك !.. هل ستحبها كما احببتني !.. هي اكثر حظا مني ..
ولأن الحياة بالعمل قررت ان اعمل مساعدة للدكتورة نوال .. كنت اجهد نفسي كثيرا كي اشغل مخي عن التفكير بك .. ولكني كنت اخدع نفسي .. كيف اقرر ان انساك وانا حتى لم اخلع خاتمك بعد !...
....


انتهى الفيلم وشغلت الاضواء وعدت من ذكرياتي .. خرجت برفقة امل من السينما .. ومضت الايام متشابهة لاشئ جديد سوى ان شوقي لك بازدياد يوم بعد يوم .. ذهبت للجامعة هو فرع للجامعة التي كنت بها في كندا ولكنه ايضا موجود في لندن .. دخلت للمحاضرة متأخرة هذه المرة لأنني لم انم جيدا في الليلة الماضية .. دخلت وانا اتمتم بصوت منخفض : اسفة لتأخري .
ولكن استوقني صوتك !!!..
التفت لأجدك تنظر لي بصدمة !.. قلت بهمس : دين !.
قلت برسمية : انا الاستاذ الجديد .. تفضلي خارجا لايمكنك الدخول متأخرة .
بقيت انظر لك بصدمة .. بدأت اتنفس ببطئ .. انت حقا امامي لا اتوهم !.. انت حقيقي !.. كيف للصدف ان تكون اجمل من ذلك !..
هل حقا انت قدري !.. لم استطع ان اتحمل كل هذه التضاربات .. خارت قواي ولم ارى شئ بعد ذلك !...
فتحت عيني وانا اشعر ان رأسي ثقيل للغاية .. نظرت ليميني رأيت الطبيب وهو يتحدث مع الممرضة .. عقدت حاجبي وانا اقول بتعب : اين انا ؟.
ابتسم الطبيب قائلا : انتي في مستوصف الجامعة .. لقد فقدتي وعيك .
نهضت بسرعة وانا افكر !.. هل ماحدث حقيقيا .. تركت الطبيب خلفي يناديني وخرجت بسرعة .. استقليت باص متجهة لعيادة الدكتورة نوال ..وصلت لعيادتها .. كان لديها مريض في الداخل فتحت الباب وقلت لها بحماس : شفته شفته .
نهضت نوال بقلق قائلة : منو شبيج تالية ؟.
- اريدج ضروري .
- ماشي انتظري برا شوية واصيحج .
- بسرعة .
خرجت من الغرفة وجلست على كراسي الانتظار في الخارج .. بدأت اهز بقدمي بتوتر الى ان اذنت لي الممرضة بالدخول .. دخلت لغرفتها واخبرتها بما حدث .. بعد ان انتهيت صدمتني ببرودها قائلة : زين !.
- مفهمت !.
- يعني ماتغير شي وكأنكم رجعتوا لنقطة البداية .
قلت بحزن : ادري .. بس اني فرحانة شفته .. للحظة حسيت اني ممكن اجن واروح احضنه وميهمني احد بالجامعة .
- خايفة خاف تضعفين وترجعليه .
- لا .. يعني هو اساسا بعد الي صار ميريدني .. بس اني مواثقة بنفسي .. اخاف اضعف وارجع احاجيه .
- هالمرة مرح تقدرين تهربين وتروحين لمكان ثاني .. لازم تسيطرين ع نفسج .
قلت بفرح : بس يعني شوفي القدر .. معقولة هيج يصير !.
- متفكرين تقوليله ليش تركتيه ؟.
- لا .. اخاف يتمسك بية واضطر اكسر قلبة مرة ثانية .
- معقولة تكسرين قلبه مرة ثانية ؟.
- ليش عندي حل ثاني !.
....
عدت للمنزل وانا مشوشة كثيرا .. ظهورك مجددا في حياتي جعلني افكر بالكثير من الامور .. جعلني اضعف اكثر .. اخاف من نفسي .. اخاف ان اتهور وافعل شئ اندم علية ..
على الغداء قطعت امي شرودي عندما قالت لي : تالية اكو وحدة صديقتي تريد تخطبج لابنها .
قلت وانا اقلب الطعام في صحني : تعرفين رأيي بالموضوع .
قالت امي بغضب : اوووه وبعدين يعني لشوكت حتبقين هيج .. شنو تريدين تعنسين .
قلت ببرود وانا لا انظر اليها : اي .
صرخت بي قائلة : انتي تريدين تموتيني .. كل هاي علمود واحد هيج تسوين بأمج !.. انتي بنتي الوحيدة تريدين تحرقين قلبي .
نظرت لها وقلت : ماما سويت الي قلتي عليه وبينتلج حبي خلص عفته وراح لتطلبين مني اسوي اكثر لأن ماقدر .
نهضت امي وقالت بصرامة : انتي الا اموت قدامج يلا ترتاحين !.. اسمعيني رح تتزوجين هذا الولد علمودي .. مرح ابقى ساكتة واني اشوف مستقبلج يروح علمود حب وكلام فاضي سامعة !.
وغادرت الى غرفتها .. قال والدي لي بهدوء : تالية امج تعبانة وتعرفيها اذا ميصير الي تريده حتتعب اكثر .
نهضت من على السفرة واتجهت لغرفتي .. اقفلت الباب واسندت ظهري عليها وانا التقط انفاسي !.. ماذا عني انا !.. لا احد يقدر ما امر به !.. لا احد يشعر بعذابي !.. الا يكفيهم استهزائا بمشاعري !..
...
( الفصل الرابع )

* دين :

بعد هجرك لي لم استطع ان ابقى في الجامعة اكثر .. بل في نفس المدينة فكل شئ بها يذكرني بك .. ولأنني لم استطع ان اشفى منك لمدة سنة قررت ان اترك كندا واطلب بنقلي الى فرع الجامعة الذي في لندن ..
ولكن ماحدث كان اكبر من كل تصوراتي !.. عندما فتحت باب القاعة لتدخلي انتي .. للحظة ظننت بأنني اتخيلك وانني اهلوس .. قلت بعدم تصديق : تالية !.
فالتفتي الي بصدمة .. اجل انتي امامي !.. هل يعقل ان يكون القدر منصفا لهذه الدرجة وان نلتقي على ارض اخرى!.. تجمعت الدموع في عينيكي .. حاولت ان اتذكر مافعلته بي كي اكون قاسي عليك .. هذا ماتستحقينه .. فجأة فقدت وعيها امامي .. جريت بسرعة لأحملها واخذها الى مستوصف الجامعة .. جلست بجانبها على حافة السرير وانا اكاد لا اصدق بأنها بجانبي !.. ولكن لا .. لايجب ان ادع مشاعري تسيطر علي وانسى مافعلته بي .. بعد ان اطمئنيت من الطبيب على وضعها عدت لمكتبي وانا افكر بكل ماحدث !..
كيف سأستطيع ان اراها مجددا كل يوم دون ان اضعف !.. كيف استطيع ان اراها كل يوم وهي برفقة شخص اخر ..
تنهدت بعمق وعدت بظهري على الكرسي للوراء .. تذكرت تلك الفترة التي تأزمت بها حالتي بعد رحيلك .. كنت اواسي نفسي باستماعي للاغاني التي تحبينها كدين مارتن .. حتى انني اشتريت اسطوانة اغاني فيروز .. رغم انني لا افهم كلمات اغانيها ولكنني كنت اجاري اللحن .. بحثت عنكي طويلا ولم اجد لك اي اثر في كندا .. حتى روان وهدى رفضتا ان تخبراني عن مكانك او اخبارك .. ذات مرة كنت اعبث بحاسوبي المحمول .. وجدت فيه ملف كان اسمه ( من اجلي ) فتحته كان به حلقات للداعية الاسلامي احمد ديدات .. حدثتني عن هذا الرجل كثيرا وعن حبك له وانك تتخذينه قدوة .. كنتي تتوسلين بي كي اشاهد حلقة من حلقاته ولكنني كنت أأجل الموضوع ... ربما انشأئتي هذا الملف لي كي اشاهده لاحقا لأنك صدقتي بأنني سأشاهده ... هممت بمسح الملف والتخلص بأي شئ يربطني بك كما فعلتي ولكن !.. شئ غريب جعلني اتراجع .. اقنعت نفسي انه لاضرر من مشاهدتي لحلقة واحدة بعدها سأمسح كل شئ فلن يؤثر فيني اي شئ .. شاهدت حلقة فشدني اسلوبه الطريف في النصح والمجادلة .. اعجبتني شخصيته جدا .. وصدمت بكمية حفظه للمعلومات حتى انه يحفظ الانجيل على ظهر قلب ويأتي بالاسطر بارقامها .. كانت له القدرة عن ذهل الناس .. سرقني الوقت لأجد نفسي قد انتهيت من مشاهدة جميع الحلقات التي حملتها لي .. كانت الساعة قد قاربت على الثالثة والربع بعد منتصف الليل .. بدأت اجري بعض البحوث عبر الانترنيت عن الاسلام الصحيح .. الذي لطالما قلتي ان هناك فرق بين الاسلام الصحيح والمسلمين الذي يمثلونه بطريقة خاطئة بالتطرف .. تذكرت عندما كنا نجلس معا تروين لي قصة رسولكم .. كنت استمع فقط ولكن لا اشعر فقط استمع بملل .. ولكن تحرك شئ بداخلي هذه المرة !..
صباح اليوم التالي ذهبت لأحد المراكز التي تعرف بالاسلام وتدعو له ... اخذت موعدا مع رجل اخبروني انه يجيب اي استفسارتنا ..
اول سؤال سألته اياه : سمعت ان هناك ثواب لأي شئ يفعله الشخص وهو مؤمن .. اعني ان دخلت الاسلام بسبب شخص دعاني اليه هل سيكون له اجرا !.
- بالطبع له اجر عظيم لدى الله .
- اذا سادخل للاسلام .
اجل اريدك ان تحصلي على ذلك .. قال لي المسؤول : ولكن يجب ان تدخل الاسلام على اقتناع به ليس فقط من اجل شخص .
- انا مقتنع .
- مقتنع بماذا ؟.
- بالاسلام .. ففي النهاية هو ليس بدين سئ مادام يساوي بين جميع الاشخاص .. ويحترم بقية الاديان .. وتنزل في كتابه سورة بأسم مريم العذراء ( عليها السلام ) .. ويدعو لرب واحد لا اشراك فيه .
اعتقد بانه دين عظيم لأنك مؤمنة به وتحبينه ..
استرسلت : ولكن في الواقع لا اظن بأنني جاهز كي التزم بكل شئ .. اعني انه صعب ...
قاطعني : لا تقلق .. الامر لن يجري هكذا .. فحتى الاسلام عندما نزل على نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فقد تنزل على مراحل .
سألته : هل تظن بانني استطيع ان افعلها !.
- ان شاء الله .. دعها للوقت .
قبل ان ادخل بالاسلام طلبت منهم ان يصوروا ذلك ربما سأريه لك في يوم من الايام من يدري !..
رددت بعده عندما قال : اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله .
الان لا فرق بيننا !.. الان فقط انا على دين حبك .. على دينك .. ولكن اين انتي الان في المقابل !..
عندما تعمقت بأحكام الاسلام ادركت بأنك كنتي تقاومين كل شئ وترتكبين معاصي فقط من اجلي !.. علمت بأن الله ان احب عبدا هداه للطريق الصحيح .. امنت بذلك ولكن امنت ايضا بأن ماحدث لي هو استجابة لدعائك لي .. ذات مرة راقبتك وانتي تصلين .. عندما انتهيتي رفعتي يديكي للدعاء .. سالتك يومها : ماذا دعوتي ؟.
- دعوت لك بالهداية .
- للاسلام !.
- لا فقط طلبت من الله ان يهديك للطريق الصحيح الجيد لك .. ولا تظن بأنني اتحيز لديني بذلك .. ولكن ان كان ذلك في دخولك الاسلام فحتما سيهديك لدخوله .
- هل تدعين دائما لي ؟.
- خمس مرات في اليوم .
اجاب الله دعواكي ولم يخذلك .. ربما لأن الله يحبك انتي ..
....

ذات مرة بعد غيابك وقبل دخولي للاسلام فكرت بأن اتعرف على احداهن لعلي انساكي .. كان اسمها كارولين .. المشكلة انه لاتوجد امرأة تشبهك .. لاتوجد امرأة تعوض غيابك عني .. كنت معها كرجل الي اتحرك ولكني لا اشعر بشئ .. الى ان ادركت بانني اظلمها معي .. فتركتها .. فقلبي يرفض على ان تدخله امرأة غيرك !...
....
عدت من ذكرياتي نظرت للساعة لقد انتهى عملي ... حزمت حقيبتي كي اعود للمنزل ...


















( الفصل الخامس )

* تالية :

ذهبت للجامعة مبكرا لانني لم انم من الاساس .. كنت اشعر بأن عيني تشتعلان بالنار بسبب كثرة البكاء .. دخلت لحديقة الجامعة فقررت ان اجل في البرد تحت المطر لعل المطر يعزيني .. فركت يدي ببعضهما وانا افكر .. هل اوافق على ماقالته امي !.. ام ابقى مصرة على موقفي!.. ولكن ماذا ان تدهورت صحتها بسببي !.. فجأة خيم شئ على رأسي .. رفعته فرأيتك تضع المظلة فوقي .. قلت لي بجفاف : ستصابين بالبرد هكذا .
- لايهم .
- هل تزوجتي !.
- هل انت تزوجت .
- لا .
رفعت يدي الاثنتان وقلت : لا .
امسكت بيدي اليمنى وانت تنظر لها بدهشة : ترتدين الخاتم الذي اهديتك اياه !.
سحبت يدي وقلت : ما الفائدة !.
- لم ترتكتني ؟.
- لأنني اجبرت على ذلك .. علمت امي بالمصادفة بشان علاقتنا عندما رأت صورتك ..
... تذكرت عندما بدأت تصرخ علي قائلة : انتي تخبلتي شون تحبين واحد مو من دينج !.
- هو مستعد يأسلم ويزوجني مسويت شي غلط وياه .
- مستحيل نقبل بيه .
- انتي موقلتي مشكلتج الدين !.
- لا هو مومن بلدج .. مونفس طبعنا وعاداتنا وتقاليدنا .. مستحيل .
- ماما الله يخليج لتصيرين هيج عنصرية شنو الفرق !.. يجوز هو يصوني اكثر من ابن بلدي !.
صرخت بصوت عالي قائلة : تالية حتعوفيه فاهمة .
ثم سقطت منهارة بعدها بسبب ارتفاع ضغط الدم لديها ... اخبرنا الطبيب في المشفى اننا يجب ان بعدها عن اي اجهاد عصبية والا ستتأزم حالتها ..
رضخت لأمرها فهجرتك !..
...
انهيت كلامي وانا انظر لك .. كنت تنظر الي بغضب .. قلت بعتاب : لماذا لم تخبريني بهذا كله !.
- لأنك كنت ستتمسك بي .. لايمكنني ان افعل هذا بأمي .. لايمكنني ان اترك احدا يتشمت بها او يغضبها بكلامه لا استطيع .
بقيت صامتا لوهلة .. بعدها قلت لي : اعطني رقمك .. سأبعث لك شئ شاهديه .
اعطيتك رقمي .. بعثت لي فيديو وقلت : شاهديه جيدا .
ورحلت .. قمت بتشغيل الفيديو .. كنت انت تجلس على كرسي وبجانبك شخص .. ردد هو فرددت خلفه الشهادة !.. رفعت رأسي من على الهاتف وانا انظر امامي بصدمة !.. اسلمت !.. اصبحت على ديني من اجلي !.. وضعت يدي على قلبي وانا استمع لصوت ضرباته القوية !.. لقد استجاب الله لدعائي هل يعقل ذلك .. لأول مرة اشعر بالفرح منذ مدة طويلة !.. عاد قلبي للحياة مجددا !.. ابتسمت شفتاي من جديد !.. فعلت ذلك لأنك تحبني !.. بسرعة نهضت وجريت الى الداخل الى مكتبك .. صعدت السلالم بسرعة وانا متلهفة ... حتى وصلت لمكتبك .. اقتحمته وانا اقول : اسلمت !.. دين حقا انت على ديني .
ابتسمت بفرح : اجل .. انا على دين حبك .
- متى !.
- منذ ستة اشهر .
- انت مجنون .. هههههههههههههههه اااه يا اللهي لا اصدق .. دين احبك .
انهمرت دموع من عيني لأول مرة لم تكن نتيجة للحزن .. بل لأنني سعيدة ..
نهضت من على كرسيك وتقدمت نحوي وانت تقول : لأني احبك فعلت هذا .. افعلي شئ من اجل هذا الحب .
تلاشت ابتسامتي عندما تذكرت امي !.. سحبت يدي من بين يديك وقلت : ولكن امي ستتعب ان خالفت رأيها .. لايمكنني ان اقاتل من اجل حبنا ضد امي .
قلت لي بغضب : اي ام هذه !.. الام تتمنى ان ترى اولادها سعداء !.. هل سعيدة هي لأنك تراكي هكذا !.
بقيت صامتة فأنت محق .. لطالما رأتني هي ابكي بالليالي ولم تواسيني بكلمة واحدة !..
ركزت نظرك علي وقلت لي : سأنتظرك اليوم بالقرب من منزلك .. ابعثي لي بالعنوان ساتي من اجلك .. اخبريهم وان عارضوا نتزوج ونضعهم امام الامر الواقع .
بقيت صامتة الى ان خرجت من مكتبك ...
....
على الغداء فكرت ان افاتح والدي بالامر .. تالية هذه المرة يجب ان تكوني شجاعة .. يكفي انك خذلته لمرات عدة .. انهي هذا العذاب .. قلت : دين دخل الاسلام .
رفعت والداي رأسيهما وهما ينظران الي بتعجب .. قالت امي باستنكار : وين حاجيتيه ؟.
- بالجامعة صدفة لقيته يدرس بجامعتنا .
قالت امي بتهديد : واذا دخل الاسلام الله يهدي الجميع .. بس هالشي ميخليج تتأملين مو !.
- ماما يعني واحد غير دينه علمودي واني اتركه بس لأنه مو من بلدي .
- اي تعوفيه .. هما غير عنا .. بلة لو مسيحي عراقي جان ممكن بيها مجال بس غير هيج ماكو .
- ماما حرام والله .. يعني يرضيج الي ديصير بية .
قالت بصراخ : تريدين تموتيني انتي !.. يصير بية شي يلا ترتاحين !.. سدي الموضوع هذا انتهى .
نهضت من على السفرة ودخلت لغرفتي .. جلست على سريري لأفكر .. هل اترك كل شئ خلفي وارحل معك !.. ام اتركك ترحل وتحمل قلبي معك وابقى مع عائلتي !.. اجل فماذا ان اصاب امي مكروه !.. هل ارضي قلبي وارضيك .. ام ارضي امي وديني الذي ينصحني ببرها !.. ماذا ان رحلت معك وماتت هي بحسرتها علي !.. هل سأكون سعيدة معك حينها !..
..
انتشلتني رسالة منك كتبت فيها : ساكون امام منزلك في الساعة الخامسة .. ان لم تخرجي الي سأرحل حينها للابد .
...
مرت ثلاث ساعات وانا افكر .. هل املك الشجاعة على عصيان عائلتي !.. ام قتل قلبي وقتلك معي !.. من سعادته اهم !.. سعادتي ام سعادة عائلتي !..
..
بجنون نهضت لأغير ثيابي .. اجل سأذهب معك ولا يهم فلن اجعلك تضيع مني مرة اخرى .. خرجت من غرفتي وانا احمل بالوتس معي .. القيت نظرة عبر النافذة التي في الردهة .. كنت تقف امام العمارة .. توقفت !.. لا تالية لايمكنك فعلها !.. كيف اجعل الناس يتشمتون بأمي !.. لايمكنني ان اجعلها توطي رأسها بسببي !.. وما عن ابي !.. لا .. لا استطيع ان اخذلهما .. تركت بالوتس من يدي وبقيت اراقبك وانت تنتظر قدومي وانا لن اتي اليك ..
شكرا على كل لحظة جميلة عشتها بسببك ..
شكرا لأنك جعلتني اعيش اجمل قصة حب يمكن ان تكتب ..
شكرا لأنك اخترت ان تكون على دين حبي ..
شكرا للفرص التي منحتني اياها ..
حتى وجعك جميل .. انا مؤمنة من ان الله سيعوضني بك غدا !.. نظرت لساعة يدي قد قاربت على ان تصبح السادسة ... لأخر مرة سأراك امامي .. لأخر مرة ستراك عيني .. لأخر مرة ستكون في عالمي !.. رأيتك تغادر وترحل للمجهول وانا اقف في مكاني انظر الى رحيلك .. اموت في كل خطوة تخطيها مبتعدا عني .. ليتك تكرهني الان ..
وضعت يدي على قلبي اااه سأموت .. من قال بأن الفراق موجع !.. كذب !.. الفراق قاتل !..
التفت فرأيت امي وابي خلفي .. هممت بالدخول لغرفتي وانا ابكي برحقة .. فاستوقفني ابي قائلا : روحي صيحيه .. خلي يجي يخطبج مني .
التفت اليه بصدمة .. نظرت امي لابي وهي تقول : شنو بس ..
قاطعها هو : امج موافقة يلا بسرعة قبل مايروح .
بسرعة احتضنت ابي وخرجت من الشقة وانا اركض لألحق بك .. خرجت من العمارة وانا اركض .. لايمكنك ان تختفي بسرعة .. ارجوك تمهل .. ارجوك لا يمكن لأن يحدث هذا .. رأيتك عند ناصية الشارع تسير ببطئ .. صرخت بصوت عالي : ديييييييييين انتظر .
التفت الي وانت غير مصدق .. ركضت وانا اصرخ : انتظر .. لقد وافقا .. عد .
الى ان وصلت اليك فاحتضتك بقوة وانا اقول وسط انفاسي المتقطعة : لا ترحل .. انتهى كل شئ .. انتهى الوجع الان ..
ضممتك ويدي التي يزينها خاتمك تعانق يدك التي ترتدي خاتمي ..
...
نهاية الوجع !..
بداية ايام جميلة ..

تمت 16\1\2016
بقلم فرح صبري

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 16, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

على دين حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن