اتذكر عندما خرجت للنادي الليلي مع اصدقائي ولم اخبرك حينها .. لأنني عندما كنت اخبرك في السابق تبقين قلقة تتصلين كل دقيقتين لتتأكدي انني لا افعل شئ ... في البداية رفضت ان اشرب لأنني وعدتك .. بدأ الجميع يندمج مع المكان ويرقصون ويمرحون .. انا فقط الذي لم اكن على طبيعتي بسببك !.. لأنني وعدتك !.. ولكن شئ دفعني لأنقض وعدي واشرب .. عندها التقيت بماري كنت قد رأيتها مرات عديدة في المكان ذاته تحدثنا قليلا .. ولكن هذه المرة كانت مختلفة .. اتت وجلست بجانبي سألتني : لم ارك منذ فترة طويلة .
- لدي عمل كنت مشغول .
- رائع انك تفرغت لنا .
وجدت نفسي اشرب معها واخذها لمنزلي ... اقتربت منها لأقبلها ولكنني ابتعدت .. تذكرتك !.. لن تسامحيني ان فعلتها لاسيما انني وعدتك بان اتغير .. مسحت وجهي بيدي ونهضت من على السرير قائلا لها : أأ.. نا سأعد القهوة .
وخرجت مبتعدا عنها من الغرفة لأنزل للطابق السفلي .. اعددت القهوة وامسكت بهاتفي هل اتصل بك واخبرك بما حدث .. ربما ستغضبين ولكن ستسامحيني مثل كل مرة لأنني اخبرتك ولم اخفي شيئا عنك .. ولكن صوت ماري وهي تناديني انتشلني من افكاري .. دخلت للمطبخ وهي تسير على اطراف اصابعها ومدت يديها لتغطي عيني قائلة : سأريك شيئا .
التفت كانت ترتدي قميصي .. كانت تضع وشم على فخذها .. التفت حول نفسها وهي تضحك .. ولكن ماجذبني هو رائحة العطر التي تضعها .. عقدت حاجبي وانا اسألها : اين وجدتي العطر ؟.
اشارت بيدها للاعلى : كان في غرفتك .. انه نسائي .. هل هو لحبيبتك ؟.
نعم انه عطرك !.. كان عطرك يلتصق بجسدها الذي يغري غريزتي .. عطرك الذي اشتريته دون علمك ليصبرني على بعدك عني .. تركت وعودي لك وكل شئ وغرقت معها في المعصية من جديد .. بحثت عنك في جسدها فلم اجد عذريتك وصفائك .. نعم انه المكان الخطأ ..
...
عندما استيقظت صباحا كان الوقت متأخرا ... نظرت للساعة وانا اتأفف .. شعرت بيدها على ظهري كانت مستلقية بجسدي .. قالت : هذا هو اسم حبيبتك ؟.
- اجل .
- هي غبية لتترك رجل مثلك .
نهضت من على السرير وقلت : انا الغبي لأنني اخون امرأة مثلها .
دخلت للحمام لاستحم .. ارتديت سروالي فقط .. وعندما خرجت من الحمام سمعت صوت الجرس .. نزلت للطابق السفلي كانت ماري قد فتحت الباب لك وهي ترتدي قميصي .. لقد كسرتك حينها !..
الاشخاص الذين مثلك .. يسامحون بكثرة .. يفرطون بمنح الفرص .. يبحثون كثيرا عن الاعذار .. عتابهم طويل .. هؤلاء ان قرروا الرحيل فسيرحلون بهدوء !.. فجأة بدون سابق انذار .. يلملمون اوجعاهم ويسافرون لمحطة تنسيهم ماعاشوه .. كنت اعلم جيدا انك ان توقفتي عن عتابي بأنك حقا لن تنوي ان تعودي الي ..
في كل عتاب كنت افرح .. لأنني مازلت املك مكانا في قلبك ..
ولكن هذه المرة رحلتي بصمت وانا الذي عاتبتك !..
....
اخبرتني ان الحب يقاس بمدى الوجع الذي يسببه .. فهل هناك مقياس لوجعي الان لتري كم انا احبك !..
....
اتذكر عندما كنت في احد المطعام للوجبات السريعة مع صديقي سكوت .. عندما رأيتك صدفة وانتي مع شاب !.. صدمت كيف تخرجين مع احد اخر بعد ان اخبرتني بأنك ستذهبين مع والدتك لمنزل صديقتها !.. نظرت لملامحه العربية بحت ... بسرعة امسكت بهاتفي واتصلت بك وانا اغلي .. اجبتني بارتباك : الو .
قلتي : مرحبا صوفيا .
قلت بغضب : هييي انا دين .
- اعلم حبيبتي .
- من الذي معك اجيبي .
- اين انتي ؟.
- استديري .
التفت بحذر فرأيتني .. بعدها نظرت للذي معك لا اعلم ماذا اخبرته بالعربية سمعتك عبر الهاتف بعدها سرت للحمام لتحدثيني هناك .. ولكنني لم اكتفي سرت خلفك دخلتي لحمام السيدات بجنون دخلت خلفك فصدمتي بي قائلة : مالذي تفعله هنا .
قلت وانا اصك على اسناني : من هذا .
- دين اخرج لايجب ان تتواجد هنا .
- لن افعل من هذا .
- ستدخل احدى السيدات اخرج ساخبرك بالهاتف .
بغضب ادرت مفتاح باب الحمام واقفلته وقلت : هيا اخبريني .
- انه ابن صديقة والدتي .
- ومالذي تفعلينه معه هنا ؟.
- كان هو يقلنا جميعا فاقترحت والدته بأن نشتري الطعام فترجلت معه لأجل ذلك .
- ولم يقلكم .
- لأن والدته طلبت ذلك .
- ما اسمه ؟.
- هههههههههه لماذا ؟.
- اخبريني .
- احمد .
اقتربت منك وقلت : الان ستخرجين وتركبي بالسيارة حالا .
- دين مالذي تقوله !.
- ماسمعته .
اقتربتي وقلت بغنج : اوووه انت تغار .
- بالطبع اغار .. هيا نفذي .
قلت بخبث : وان لم افعل .
- الحمام مقفل استطيع ان افعل اي شئ .
- ههههه لالا حسنا .
- وحاولي تجنبه لاتحادثيه .
- حاضر هل هناك اوامر ثانية ؟.
قلت بصرامة مصطنعة : اجل .
- ماذا .
اشرت باصبعي على وجنتي قائلا : هيا .
رفعتي نفسك وقبلتي وجنتي وانتي تقولين : احبك .
خرجتي من الحمام وانا بقيت هائم بقبلتك الطفولية ... الى ان دخلت امرأة فصدمت بوجودي .. قالت بذهول : اليس هذا حمام النساء .
قلت بخبث : لا انه للرجال الحمام الذي بجانبه للنساء .
- ولكن العلامة .
- انها بالخطأ.
- اعتذر جدا .
وخرجت ....
.....
تلك الليلة التي تركتني بها خلفك .. اتصلت بك لم تجيبيني .. ذهبت للحانة وبدأت اشرب واشرب عنادا بك وكأنني انتقم منك انتي .. وذهبت مع امرأة لا اعرفها لمنزلي .. جلست بجانبها على السرير ولكن فجأة انفجرت ابكي كطفل .. لم اكن واعيا لشئ .. فما يحدث من حولي عبارة عن كابوس .. هل حقا رحلتي !.. لن تحتضنيني كالعادة وتخبريني ان الفراق يقوي حبنا !.. الن يحدث حقا !.. بدأت ابكي والمرأة مذهولة من حالتي المزرية .. اخرجت هاتفي من جيبي واتصلت بك بعد الكثير من المحاولات اجبتني بكلمة قاسية : نعم !.
قلت لك وانا ابكي : اخبريني ان ماحدث اليوم مجرد فراق عادي كما يحدث في كل مرة .. اخبريني انك لن تكوني لغيري .. اخبريني بأننا سنعود .. الن نعود !.. ليطل الفراق موافق ان كان هناك بعدها عودة !.. تالية لايمكنك تركي هكذا .
قلتي بصراخ : اتركني .. الن تفهم انا لا اريدك انظر لحالتك وانت ثمل .. يكفي انا لست والدتك لتبكي علي .. انت رجل ولست طفلا .. افق مما انت فيه يكفي .. دعني ارحل .
انهيتي المكالمة فبدأت انا اتنفس بصعوبة .. امسكت بهاتفي ونظرت للمرأة التي بجانبي .. قلت لها وانا ابتسم بسخرية : ههه تقول لي بأنني لست طفلا !.. لم هي كاذبة اخبرتني بأنها تحبني اكثر من امي .. كيف ترحل !..
رميت هاتفي ليتكسر وانا اصرخ : كيف ترحل !.. كييييييف .
جلست على الارض وكل شئ يدور حولي .. هل انا سئ لهذه الدرجة !.. لدرجة لم يتقبلني عالمها !..
لم الحب متعب هكذا !..
....
عدت من تلك الذكريات على صوت هاتفي .. اخرجته من جيبي ونهضت من على كرسيي لأخرج من المقهى فقد حان موعد الصلاة ......
( الفصل الثالث )
* تالية :
ركبت في السيارة بجانب ابي .. قلت له وانا اضحك : قلت للنادلة انك خطيبي .
ضحك ابي قائلا : هههه ليش ؟.
- لأن هسة تشوفك حلو وتاخذ مني .
- ههههههه ممضيعة حق امج .
- اي لعد شعندي غيرها .
عدنا لشقتنا استقبلتني بالوتس بفرح كالعادة .. احتضنتها بحب واخذتها معي لغرفتي .. جلست على سريري ونظرت للخاتم الذي بيدي تنهدت وانا اراه .. نظرت خارجا بعيدا .. اشتقت لتورنتو .. اشتقت لتلك الارض التي كانت تضمنا .. الان انا في ارض وانت في ارض ثانية .. ابتسمت بسخرية لانني ظننت انني سأشفى منك ان اتيت للندن بعيدا عنك .. ولكن لم يحدث شئ من هذا القبيل!..
....
ارتخيت على سريري وغطيت بالنوم .. استيقظت في اليوم التالي وجدت رسالة على هاتفي من صديقتي امل التي تعرفت عليها من سنة حين وصلت للندن .. اتصلت بها فأجابتني بحماس : ويعة وينج ؟.
- جنت نايمة .. شكو ؟.
- عندي لج مفاجأة .. يلا قومي بمرج بنطلع .
- ممم اوكيه .
غيرت ثيابي الى ان اتت لنخرج معا .. سألتها بالطريق : وين رايحين .
- مابقول مفاجأة في شي تحبينه .
- فلم يعني لو شنو ؟.
- شي جذي .
وفعلا وصلنا للسينما .. عندما دخلنا للداخل نظرت لصالة العرض قالت بحماس : ترارارارا .. فيلم Jupiter .
زحل !.. خفض قلبي بسرعة .. تذكرتك !.. فيلم يحمل اسم الكوكب الذي نحبه .. سالتني بقلق : شفيج ؟.
- لا بس حبيت اسم الفيلم .
- اليوم العرض الاول من اسبوع حاجزة البطاقات لأني اعرفج تحبين اشياء الفضاء .
- اي كلش .
دخلنا لصالة العرض .. بدأ الفيلم بالعمل .. وسط الظلام الذي كان يعم المكان .. دخل احدهم للصالة كان يضع غطاء الرأس الذي يخص معطفه على رأسه .. لم استطع ان اميز ملامحه بسبب الظلام ولكنه يشبه هيئتك .. يشبهك !..
جلس في الصف الذي امامي .. تركت كل شئ وبقيت انظر اليه .. تذكرتك !.. مضحك ان اردد كلمة تذكرتك وانا لم انسك من الاساس ...
...
اتذكر عندما ذهبنا للمخيم مع اصدقائك .. كان المخيم قريب من احدى البحيرات .. كالعادة طلبت من هدى وروان ان تحضرا معنا .. كان معنا ثلاثة من اصدقائك وحبيباتهم .. اتذكر مزاحك عندما كنت تنصب الخيم معهم قلت لي : انتي قاسية ستجعليني انام بمفردي في الخيمة !.
- هههههه لاتقلق خيمتي ستكون بجانبك .. ام انك تخاف .
- اجل انا اخاف من الوحوش .
- هههههه لاتقلق لايوجد .
وقمنا بايقاد النار .. بدأ الجميع يرقص ويمزح وانا اجلس بجانبك اصابعي تتشابك مع اصابعك .. قال احد اصدقائك : بما انه العشاق العذارى جالسان لايفعلان شئ فسنسألهما اسئلة .
هتف الجميع بالايجاب .. سألك احدهم : هل تنوي الزواج بتالية ؟.
كم اكره هذا الزواج .. قلت انت : بالطبع .
سألتني حبيبة احدهم : تالية ماذا ان لم توافق عائلتك على هذه الزيجة هل تقاتلين من اجل هذا الحب !.
نظرت لك كنت تنظر لي بتحدي .. قلت بايجاب : بالطبع سافعلها .
ولكنني كنت كاذبة ..
بعد ان خلد الجميع للنوم بقيت انا وانت جالسين امام النار .. نهضت وانت تقول لي : اذا هل ترقصين !.
قلت بمرح : اجل .
سالتني : على انغام اي اغنية ؟.
قمت بتشغيل اغنية ( fly me to the moon ) .. وبدأنا نرقص انا وانت قلت لي وانت تراقصني : انتي ماهرة للغاية !.
- نحن نتقن الكثير من الرقصات .
- ولكن تخبئنها للذي يستحق !.
- هههههه اجل .
بدأ جسدينا ينسجمان مع الاغنية .. تارة ترفعني لتحط بي في جهة اخرى وكأننا راقصان محترفان .. عندما انتهينا من الرقص قلت لك : خذني للقمر اذا .
- لا .. اريد شيئا ابعد .
- زحل .
- اجل زحل .
....
اتذكر عندما كنا ذات يوم كنا خارجين لأحد المراكز التجارية .. نتجول ونحن نمسك بيد بعضنا .. توقفنا امام كاشير احد المحلات لندفع ما اشتريناه .. سمعت كلام فتاة عربية خلفي وهي تحدث التي معها : هاي شنو .. اشو محجبة ولازمة ايد الاجبني .. تستحرم تطلع شعرها بس متستحرم تعرفلها واحد .
رد عليها الرجل الذي معها : معليج بيهم حبيبتي هذولة الشوهوا صورتنا .
الفتاة : بنات ممرتبايات .. المهم حبيبي خل نرجع لبيتك بسرعة خاف احد يشوفنا هنا .
عندها لم استطع ان امسك لساني .. التفت لهما وقلت بحدة : بالنسبة يا اختي الشريفة العفيفة المؤمنة .. يقولج لتضربين الناس بالحجارة وانتي بيتج من زجاج .. والي ع راسه بطحة يحسس عليها .. ع الاقل اني ماشية بمكان عام وياه مو اتلفت خاف يشوفني احد والله يعلم شحتسوين ببيته .. لما انتي المسلمة تطبقين وياه الاسلام الي حضرتج تسوين روحج تعرفيه .. احجي ع العالم .. وترا محد شوه الاسلام غيرج انتي وياه .. لو بلة حبيبج المسلم اثابه الله عادي تلعبين وياه طوبة ومن تجي يم الاجنبي حرام .. الحرام حرام .. واني ع الاقل داسوي حرام بس ماحجي ع العالم .. خليج بحالج وكافي استشراف .
وخرجت من المتجر وانا اكاد ان انفجر غضبا .. لم تسألني عن السبب الا عندما وصلنا لأحد المقاهي .. سألتني قائلا : لم تشاجرتي معها !.
- لأنها تدعي الشرف وهي تفعل العكس .
- مالذي قالته .
تنهدت وقلت : لا شئ .. انسى .
لم اخبرك عن مجتمعي الفاشل .. لم اخبرك بأننا قوم نعشق المظاهر واننا ندعي الشرف امام الغير دون ان نرى عيوبنا .. نحن قوم نترصد اخطاء الاخرين لنفضحها لا لنصححها .. عندما نجد شخص على خطأ نفضحه ونشهر به .. لا ننصحه مع اننا امة كان من المفترض ان تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .. فلا عجب لتلك الشخصيات الفاشلة التي اصبحت مشهورة !.. الخطأ ليس فيهم .. الخطأ في المجتمع الذي شهر بهم وصنع هالة حولهم .. الى ان ظنوا ان لهم قيمة !..
اسفي على ديني الذي لوثه اشخاص فاشلين .. يظنون ان الدين فقط بالصلاة والطقوس الدينية .. ولكن بعث رسولنا ليتمم مكارم الاخلاق قبل كل شئ .. اخلاق !..
غبية لأنها ظنت ان ما اقوم به حرام مع رجل ليس من ديني .. وماتقوم به مع رجل من دينها حلال !..
اي دين يتيح لها فعل هذا !.. اي دين صرح باقتراف الزنا وتلك المحرمات مع هم من نفس دينك وحرمه على اصحاب الديانات الاخرى !..
الحرام حرام !.. ولكن مجتمعي يبيح المحرمات لنفسه ويحرمها على غيره ..
.....
مازلت اذكر عندما اتصلت بي بعد ان هجرتك .. كنت في المشفى اجلس على كراسي الانتظار بعد ان دخلت امي للمشفى بسببي ..
كنت تبكي وتتوسل بي كي نعود !.. كنت استمع اليك وابكي .. حاولت ان اتظاهر بالقسوة .. وراء كل كلمة ارحل كانت تعني ارجوك لا تتركني انا مجبرة .. انهيت المكالمة بعد ان ردتت على مسامعك كلمات قاسية .. سرت لاصل لغرفة امي التي في المشفى .. دخلت للغرفة بهدوء وانا انظر لأبي الذي كان بجانبها وهي نائمة .. قلت له بهدوء : اني حروح البيت ساعة واجي .
لم ينظر ابي لي ولم ينطق بكلمة .. كنت احتاج لكلمات منه تواسيني ولكنه لم يفعل ... فجأة ابي اصبح قاسي وبارد هكذا !..
خرجت من المشفى كان الجو ممطرا .. رفعت رأسي للسماء ووضعت يدي على صدري .. انه يضيق بي .. اشعر بأنني اختنق .. سأموت !.. ضاق العالم بي .. انفاسي بدأت تتباطئ .. يا اللهي ساعدني ارجوك .. عدت استقبلتني بالوتس ولكنني لم اعرها اهتمام .. دخلت غرفتي وبدأت ابكي بصوت عالي .. ضميت يداي لصدري وبدأت اصرخ ببكاء : اااااه .. اااااااااااااه مداقدر قلبي .. قلبي يوجعني .
اخذت كيس كبير للنفايات ودخلت لغرفتي .. بدأت اضع به كل شئ اهديتني اياه .. تلك الاوراق التي كتبت لك فيها كلام الحب .. اي تذكار منك وضعته في الكيس .. الرسمة التي رسمتها لك .. صورك .. كل شئ حتى عطرك .. اخرجت الكيس من المنزل ووضعتها في القمامة .. كنت اعلم ان سيارة القمامة ستأتي قريبا .. دخلت للداخل كي اراقبها تحمل ذكرياتي معها .. الى ان اتت افرغت القمامة بداخلها ورحلت وهي تحمل اجمل ذكرياتي معها !...
تعلقت بالنافذة وانا ابكي بصوت عالي كأنني اختنق ... دخلت للحمام وانا غير مصدقة انتهينا !.. توضأت بسرعة ووقفت لأصلي اريد ان اقف امام الله .. بدأت اقرأ الايات وانا ابكي .. كنت اشعر بالتعطش كي اسجد وانهار وانا ساجدة .. سجدت فرميت بأثقال حزني التي كانت على ظهري .. بدأت ابكي بصوت عالي .. ارجوك يا اللهي ساعدني لا استطيع ان اتحمل فراقه .. ارجوك اشفي امي .. لايمكنني فقد احدهم .. ارجووووووك لا اعلم مالذي افعله .. انني اموت .. لاتتركني .. قلبي يؤلمني للغاية .. هناك وجع كبير بداخلي .. اشفي قلبي ارجوووووك ..اعلم بأنني ارتكبت الكثير من المعاصي وانني مذنبة لدرجة انني لا استطيع ان اقف امامك وانا هكذا ولكن ليس لي سواك .. ارجوك ارح قلبي انا متعبة وليس هنا احد سيساعدني غيرك .. ارجوك .
نهضت من على السجود .. سلمت ونهضت وانا ارتعش .. اخذت القران الذي اضعه على مكتب دراستي .. امسكت به وجلست لأتلوه .. قرأت ايضا سورة يوسف لعلها تواسيني ..
...
بعد ان خرجت امي من المشفى قمت بتغيير رقم هاتفي .. قررت ان اقطع كل الطرق التي ستجرك لي !.. لأنهي كل شئ ..
......
اتذكر ذات مرة كنا نسير معا في احد الشوارع .. رأينا كنسية سالتك : متى اخر مرة ذهبت فيها للكنيسة ؟.
- ممم لا اتذكر منذ سنة ربما .
- دين عليك ان تذهب .
- هههه كنيسة وليس مسجدا !.
- اجل كنيسة انت لست متدينا ولست مرتبطا بشئ من دينك .. اتعلم ان المسيح العرب يذهبون اسبوعيا للكنيسة يداومون على الصلاة .
- وهنا ايضا البعض ربما .
- ولكنك لست كذلك .
- اجل .
- اظن ان الانسان يجب ان يكون مرتبطا بشئ اكبر من كل شئ ذلك يمنحه الراحة .
قلت بمزاح : انا مرتبط بك .
- ههههههه انت مجنون .. اسمع دعنا ندخل .
سألتني باستغراب : للكنيسة ؟.
- اجل .. انا احب ان اراها انها جميلة هيا .
دخلنا معا .. كان البعض يصلي فاستنكروا وجودي في المكان .. ولكننا لم نكترث .. قمنا باشعال شمعة .. حملتها انا وانت ووقفننا ننظر لتمثال العذراء ( عليها السلام ) .. دعونا الله ان لن نفترق .. ابتسم لي القس عندما خرجنا .. كان مرحبا بي ..
البعض يستنكر مافعلته .. والبعض يعتبر هذا حرام .. والبعض ينظر لمن هم من غير ديننا كفار .. ولكنني لا اكترث بتخلفهم !.. فلا شئ اكبر من تلك الايات الموجودة في كتابنا عن احترام الاديان .. الله موجود في كل مكان .. الله يسمعني ايمنا وجدت .. الله يستقبل دعائي حيثما كنت !.. احبك ولايهمني انك تتبع دين عيسى ( عليه السلام ) .. احبك واحب ديني .. ولأن ديني ورسولي يحب دينك ورسولك فلا يوجد فرق !..
احبك على ما انت عليه .. لايهمني ماتتبعه .. انا حقا على دين حبك ..
....
![](https://img.wattpad.com/cover/59532219-288-k350092.jpg)