Chapter 3

9.7K 363 33
                                    

اي كلمات يمكن كتابتها لتصف مدى حزني برحيلك !.. ساعات طويلة انقضت في غرفتي ابكي ولا يعلم احد ببكائي .. حاولت ان اتحجج بحجج تافهة كي لا اخرج للعالم بحزني هذا .. لطالما امنت ان البكاء وانا ساجدة راحة .. فوجدت نفسي اسارع للتوضأ .. كانت دموعي غزيرة اكثر من الماء المنبعث من الصنبور .. صليت بكلمات متقطعة بسبب بكائي ... حتى سجدت وجدت نفسي ابكي بصوت عالي واجهش بكائا .. بكيت لحبك .. بكيت لرحيلك .. بكيت لأنك مستحيل .. بكيت للمعاصي التي ارتكبتها .. اردت ان ادعو ولكن وجدت نفسي عاجزة .. اخاف ان ادعو من الله ان يبعث لي الخير فتختفي من عالمي نهائيا .. اخاف ان ادعي بنسيانك .. اخاف ان ادعو بقربك فأرتكب معاصي اكثر .. لا دعاء الان يسعفني !.. تحدثت مع الله ووجدت نفسي اناجيه بألم فلا احد سيشعر بي غيره .. وجدت نفسي اردد كلمة ارجوك .. ارجوك .. ولكنني لم اكملها .. فقط كررتها ولا اعلم مالذي ارديه .. فقط اردت الخلاص ليس منك !.. بل من عذابي هذا ..
لطالما جمعتني احزاني بالله .. بل وطدت علاقتي بربي في هذه الفترات .. علمت بأن سورة يوسف قد نزلت للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في عام الحزن ليواسيه الله بها .. قررت قرائتها .. كنت اقرأ الايات وانا ابكي .. تكاد تنعدم رؤيتي بسبب امتلاء عيني بالدموع ...
حاولت كثيرا خلق اكاذيب لتصدق امي بأنني حزينة بسبب دراستي او انني متشاجرة مع احدى صديقاتي ... اي حب هذا الذي يجعلنا نكذب حتى في احزاننا !..
تغيبت عدة ايام بسبب مرضي .. وايضا لأن عيني قد تورمتا بالكامل بسبب شدة البكاء ... بعد اسبوع من رحيلك او اكثر ذهبت للجامعة .. كنت في الباص في طريقي اراقب الشوارع .. لأول مرة اشعر ببرودة الجو .. تلفت حولي في الباص اي وحدة هذه التي تسيطر علي الان !.. حقا اشعر بالغربة .. تجمعت الدموع في عيني ولكنني حاولت كبتها .. وصلت للجامعة وانا ااتحاشى ان التقي بأحد او اتحدث مع احد ... دخلت للمحاضرة التي من المفترض ان تعطينا اياها .. بقيت انظر للباب علك تأتي ولكن اتى استاذ غيرك .. بدأت اتخيلك موجود تشرح لنا .. تلقي نظرات الحبي علي بين فترة واخرى وتحاول ان تخفيها عن انظار الجميع .. كل شئ بارد بدونك ..
بعد المحاضرة جلست قليلا مع روان في مقهى الجامعة ولكنني انسحبت منها بحجة انني اريد طباعة بعض الاوراق في المكتبة .. وجدت قدمي تأخذني للمبنى الذي يقع به مكتبك .. وصلت لهناك سرت ببطئ بين غرف المدرسين وانا متمنية ان اصل لمكتبك واجدك هناك .. حتى توقفت امامه كانت الباب مغلقة .. نظرت عبر نافذة الباب المستطيلة للداخل انه فارغ .. بدأت الدموع تتجمع في عيني من جديد .. هل حقا اختفيت بسرعة من عالم تاركا هالة من الحزن تسيطر علي !.. كيف استطعت فعلها !.. فأنا التي حاولت مرارا ولم استطع ان اتخذ حتى القرار في تركك !..
نظرت لاسمك المكتوب على الباب .. وكأن اسمك يناديني .. احب اسمك للغاية .. سمعت فجأة صوت احد الاساتذة بجانبي يقول : انه ليس موجودا .
التفت فوجدت صديقك المقرب ايان .. حاولت ان اتمالك نفسي وامنع دموعي من الخروج امامه .. قلت بصوت مرتجف : متى سيعود ؟.
- لا اعلم .
بدى الاسى على وجهه وهو يراني هكذا ...
طال غيابك وانا اعزي نفسك بالذكريات .. حاولت اقناع نفسي ان ماحدث في صالحي لنسيانك .. ولكن حتى النسيان عجر ان يقتنع بذلك .. اشتريت كتاب نسيان لأحلام مستغانمي .. ولكن لم عجزت عن ذلك .. يوميا اراقب ظهورك على ( whatsapp ) اتسائل ان كنت قد نسيتني .. هل فعلت !..
قمت بنشر اغنية ( no air – Jordan sparks and Chris brown ) على الفيس بوك ..
Tell me how I'm supposed to breath with not air ?
If I should die before I wake .. it cause you tool my breath away ..
Losing you is like living in the world with no air ..
but how do you expect me to live alone just me ..
cause my world revolves around you its so hard for me to breath .
....
حاولت صديقاتي من اخراجي مما انا فيه ولكنهن لم يستطعن ذلك .. الى ان !.. في يوم فاجئتني بدخولك للمحاضرة من شدة دهشتي نهضت من على كرسيي .. لا اعلم ان انتبه الجميع لرد فعلي ولا يهمني المهم انك عدت .. نظرت الي روان وهي تبتسم .. امسكت بيدها بقوة اكاد لا اصدق .. قلت للجميع : اسف لتغيبي عنكم فترة طويلة لقد اشتقت اليكم .
قال البعض ونحن ايضا .. سأله احدهم : اين كنت ؟.
اسندت جسدك وانت تقف على مكتبك وقلت : كنت في اجازة من ضغط العمل .. حاولت ان تلطف الجو كعادتك قائلا .. هاقد عاد اخيرا الرجل الشرير .
ضحك البعض وبدأت تثرثر معهم اما انا !.. فلم ارفع نظري عنك ولو لثانية واحدة ... متعطشة للغاية لرؤيتك .. مازلت وسيما .. شعر ذقنك اطلته اكثر ولكنه كان جميلا للغاية عليك .. ارتدائك للقميص بطريقة غير رسمية كالعادة .. ولكن كنت ترتدي نظارتك الطبية ذات الاطار الاسود السميك .. سألتك مرار عن ارتدائك لتلك النظارة فأنت لا تعاني اي مشكلة في النظر .. كنت تضحك قائلا : عندما ارتديها اصبح اكثر جدية .
- هههههه وهل تريد اخافة الطلاب ؟.
- ربما .
لماذا وضعتها الان !.. هل حالتك مشابهة لحالتي !.. لماذا لم تنظر الي !.. لم انت قاسي لهذه الدرجة ؟.. بخلت علي بالكلمات !.. انتهت المحاضرة بسرعة نهض الجميع ولكنني وجدت نفسي مترددة هل اتحدث معك ام لا !.. نهضت ببطئ كي اخرج وانا احاول ان ابطئ اكثر كي تتحدث معي ولكنك لم تفعل !...
اكملت بقية محاضرات وانا افكر بك .. هل افقد عقلي واترك كل شئ واتي اليك اخبرك انني اموت شوقا لك !.. هل اخون نفسي من اجلك !.. فكرت ببعض الجنون ولكني لم افعلها فقط هلوسات ...
ومرت الايام الى ان اصبت بالحمى ولكنني اصريت على الذهاب للجامعة .. دخلت مبكرا للمحاضرة جلست بمفردي اعبث بهاتفي وبيدي الاخرى احمل منديلا ورقيا .. الى ان دخلت انت صدمت بوجودي بمفردي .. سرت ببطئ الى ان وصلت للمكتب وضعته عليه حقيبتك .. حتى لم تقل صباح الخير وانا عدت لاعبث بهاتفي .. الى ان وجدتك تقف امامي .. رفعت رأسي ورأيتك .. كنت تنظر لي بقلق سألتني : انتي بخير ؟.
قلت بصوت متعب : اجل .
- لاتبدين كذلك .. يمكنك الانصراف .
قلت بعناد : لا اريد انا بخير .
فجأة وضعت يدك على جبيني !.. صدمت مما فعلته ضربات قلبي اضطربت .. قلت لي : حرارتك مرتفعة عليك الذهاب للمشفى .
لم اعلق بل كنت انظر لك .. وانت لم ترفع يدك وانا لم اشأ ان تبعدها من الاساس .. سحبت يدك وقلت : تالية عليك الذهاب .
حركت رأسي بلا .. قلت لي : مارأيك ان اخذك الى هناك ؟.
صدمت !.. وجدت نفسي انتظرك بالقرب من مصفات السيارات التي في الجامعة الى ان اتيت !.. طوال تلك المحاضرة وانا افكر هل نذهب !.. وفور انتهائها اخبرتني ان انتظرك هناك .. وانتظرتك اتيت سرت بجانبك حتى وصلنا لسيارتك .. ركبت بجانبك وانا مازلت غير مصدقة كيف فعلتها !..
التفت للخلف لتلتقط معطفك السميك .. ناولتني اياه قائلا : ارتديه .
ونفذت ماقلته !.. رائحة عطرك تملأه بل تجعلني اذوب به !.. كيف فعلت هذا !.. اشعر ان معطفك يحتضنني فاحتضنته واغمضت عيني ..
فتحت عيني وانا سقفا ابيض .. هل كان مابيننا حلم !.. لم يحدث هذا من الاساس !.
ولك يدي دافئة !.. نظرت جانبا لأجدك تجلس على الكرسي الذي بجانب السرير .. ابتسمت لي قائلا : انتي بخير ؟.
- اين انا !.
- في المشفى .
نظرت ليدي الاخرى التي تم وضع بها ( سيروم ) وفي نهايته كيس به محلول .. قلت لي : حرارتك كانت مرتفعة للغاية لذا وضعوا لك خافض حرارة .
بقيت صامتة انظر للسقف .. قلت انت : لماذا تفعلين هذا ؟.
نظرت لك باستغراب : افعل ماذا ؟.
- تعذبين نفسك .
ابتسمت بسخرية : وهل الامر بيدي !.
- ظننت انك ستتحسنين عندما ارحل .
- ولكنني لم افعل .
- انا اؤذيك .
- اجل انت كذلك .. وغيابك يؤذيني اكثر .
لم تعلق .. استرسلت انا : لم اشأ ان ينتهي مابيننا من اجل الخيانة .
- ولكنه لم يكن كذلك !.. هل تظنين ان علاقتنا عادية تشبه بقية العلاقات لتنتهي لهذا السبب .
- انت من فعلت هذا اخبرتني بذلك .
- وهل تصدقين اي شئ اخبرك به .
ابتسمت قائلة : لطالما اخبرتك بأنني سأصدقك .
- ولكنك لم تفعلي يوما .
- اجل .. لم افعل .
نظرت انت للنافذة التي تقع على يساري وقلت : لقد كنتي صادقة عندما اخبرتني يوما بأن الانسان يصادف الحب الحقيقي مرة واحدة فقط ولن يجده مرة اخرى .
لم اعلق .. فاردفت وانت تنظر الي : لا انوي ان اترك يضيع هكذا ولكن ساعديني على ان اتغير .
- هذه انانية مني ان اجعلك تتغير فقط من اجلي .. ستتغير انت ان اردت حقا ان تفعل ذلك .
- لا استطيع ان اتحمل الفراق اكثر .
- من قال !.. انا سأكون بجانبك الى ان تتغير من اجلك انت وليس من اجلي .
علقت بطرافة : هل يسمح لديكم بتقبيل المريض .
ضحكت قائلة : هههههه اياك ان تفكر .
- ظننتك ان المرض سيضعف من عزيمتك .
- هههههه لاتقلق لن يفعل .
امسكت بيدي فقبلتها .. فعدت للحياة من جديد !...
....
كانت روان تسخر مني دائما عندما تقول : كيف يتصلك وانتي نايمة وتردي عليه بالانجليزي .. انا وانا صاحية بقعد جمع الكلمات واربطهم مع بعض .
- هههههههههه تصدقين مادري .. يعني صدق شلون اسويها هيج !.. هههههه يمكن عقلي الباطن .
- عقلك الباطن اجنبي .
- ههههههه .
....
مازلت اتذكر صديقتي دلال الخليجية التي تعظم المراة وتكره الرجال وتعتبر الحب ضعف .. مازلت اضحك عندما اتذكرها .. فجأة وجدناها قد جن جنونها .. قالت انها التقت فجأة بشخص ابكم واصم وبدأت تتواصل معه هو ايضا خليجي مثلها .. قالت لنا : انا بس ابي اتعلم لغة الاشارة .
علقت انا ضاحكة : سبحان الله فجأة !.. اقول تعلمي اول شي دروسج بالجامعة .
ولكنها اصرت وبدأت تتحدث معه كثيرا .. حقا لفترة اعتقدت انها قد جنت بالفعل !.. كانت لا تتوقف عن التحدث به .. اصبحت ثرثارة اكثر من اللازم .. متوترة ولا تستطيع ان تعبر عن ما بداخلها !..
صدمت انا بها كيف تغيرت فجأة .. عندما رأيت ان الموضوع قد بدأ يتطور اخبرتها ان عليها التوقف والتراجع في النهاية مشاعره نقية للغاية لايمكن التلاعب بها .. ومن المستحيل ان تتزوج به لعدة اسباب ..
اولا لوضعه الصحي .. انا لم اكن ضده على العكس بل حتى من العيب ان افكر هكذا ولكن الموضوع هذا وراثة في عائلته جميع اخوته هكذا .. اخبرت دلال انها ان تزوجت سنتجب اطفال مثله ستظلمهم !...
ثانيا انها لاتستطيع التواصل معه بشكل جيد .. وان استطاعت فلن تستطيع تحمل مسؤوليته .. فنحن نحمل كمية محددة من التحمل قد تنفذ منها في المستقبل ..
اضافة الى مافات فأن دلال تعاني من مشكلة القبيلة كما تقول .. تكره مجتمعها جدا وتقول بأن عائلتها من المتسحيل ان تزوجها برجل ليس من قبيلة ( اصلية ) ..اي انه يجب ان يكون من احدى العائلات العريقة التي في بلدهم ليس من احدى العوائل التي ظهر مؤخرا ..
لا اظن ان عائلة دلال تعاني بهذا الشخص من هذه المشكلة .. اظن بأنها هي من جعلتها تكبر بداخلها .. هي تضعها حاجز امامها ..
اضافة لكل مافات فهو يكبرها بثنا عشر عاما !..
كنت قاسية حينها .. خرجنا لنتناول الفطور صباحا بعد ان تغيبت عن محاضرة لها .. هي في جامعة اخرى لأن البعثة التي ارسلتها لتدرس هنا هم من اختاروا لها الجامعة ..
اخبرتها بكل تلك العقبات .. كانت تنظر لي بصدمة .. كيف لتالية تلك الفتاة الرومانسية التي تعشق الروايات وتؤيد قصص الحب ان تلفظ هذا الكلام !.. اخبرتها بصرامة ان حبهما لن يثمر يجب ان تنسحب !..
المشكلة انني في ذاك الوقت كنت اعاني بسببك !.. كنت اصارع نفسي بأن لاشئ بيننا وانني فقط اعجبت بشخصية استاذي وانك اجنبي وان كل هذا هراء .. حاولت ان اظهر قوتي .. فاظهرتها لصديقتي !.. كنت قاسية على نفسي وعليها ..
انصتت هي لكلامي وتركته يصدم برحيل مفاجئ !.. ولكن بعد ايام عادت اليه غير مبالية لشئ لم تستطع .. غضبت عليها كثيرا كيف فعلت هذا !.. هل هي مجنونة لتقحم نفسها في هذا الحب العقيم !..
ولكن بعد ايام اتصلت بها اجابتني بحب كالعادة : هلا حبيبتي شلونج ؟.
قلت بصرامة : دلال سمعيني لان مرح اقول كلام ورا هذا ماشي !.
قالت هي بصدمة : شنو ؟.
- اني لو بمكانج واحب واحد كلش .. وحاسة ان راحتي وياه ومستحيل القى شخص غيره يسعدني .. فمرح اهتم لشي وابقى وياه .. الحب نلقاه مرة وحدة بالعمر .. مستحيل حتركه يضيع مني .. بس حتتوجعين هواي .. الكل حيوقف ضدج .. بس كلما كبر الالم كبر حبكم .. اذا شايفة نفسج تقدرين تتحملين هالالم فكملي ولتهتمين لشي غير انج تكونين وياه .
قالت بصدمة مختلطة بفرح : اااه تالية ماتصدقين كلامج شكثر فرحني .. صج ياه كلامج فوقته كنت محتاجته وايد .
...
لقد نسيت بأن من عاب ابتلى !.. وابتليت انا بهذا الحب !..
...
مازلت اتذكر فترة تقاربنا من اجل حل ال( assignment ) .. في البداية كنت اسئلك سؤال او سؤالين عليه .. ولكن هذا كان مختلف تماما لأنه يخص فصل كامل لم افهمه .. حاولت حله ولكن توقفت عند اول سؤال ليس لأنك لاتشرح جيدا على العكس بل انت رائع .. انا التي لم اكن انتبه جيدا لأنني كنت مشغولة بدراسة مادة اخرى .. ذهبت لمكتبك بعد ان انهيت جميع محاضراتي .. كانت الساعة تشير للرابعة عصرا ..
كانت العديد من الطلاب قد غادروا .. وصلت لمكتبك كنت تشغل اغاني الروك التي تعشقها .. تشاهد مباراة كرة السلة .. تعيد بظهرك على الكرسي .. وذراعيك تضعهما خلف رأسك .. طرقت الباب فالتفت بالكرسي .. قلت بخجل : مرحبا .
- اهلا بك .
اوقفت المباراة  واعتدلت بجلستك .. تقدمت لاقترب من مكتبك قلت : اسفة لازعاجك .
- لا فأنا لا افعل شئ .
- فقط هناك سؤال لم استطع حله .
قلت : اريني اياه .
اخرجت الاوراق من حقيبة اوراقي انحنيت وانا اشير للسؤال : هذا هو .
عقدت حاجبيك وانت تنظر باستغراب : هذا اول سؤال واسهلها !.
بلعت ريقي بحرج : في .. في الواقع انا لم افهم هذا الفصل الخطأ مني .
نظرت لي وانت ترفع حاجبيك .. قلت : هل يمكنك ان تشرحه لي !.
التقطت ورقة فارغة من على جنب قائلا : حسنا .
نظرت لك بدهشة قلت : الان !.
- اجل هل لديك شئ ؟.
- لا على العكس .
ناولتي القلم والورقة وقلت لي كعادتك : حليه .
- ههههه لا اعرف .
- بلى يمكنك ذلك .
اعشق تلك الثقة التي تمنحني اياها .. ثقتك بي لطالما جعلتني اتقدم .. بدأت احل وانت تخبرني ماعلي القيام به .. طريقتك بالشرح دائما تجعلني اجرب بنفسي لأصل للحل .. وهذه افضل طريقة بالنسبة لي جيدة للتعليم لأن بالتجربة لايمكن للشخص ان ينسى ..
انتهيت من الشرح نظرت لك وقلت : واو بسرعة انت رائع .
رفعت كتفيك وقلت : انا لم افعل شئ انتي فعلتي .
اكتفيت بالابتسامة وبدأت اضع اوراقي في حقيبتي .. سألتني : انهيتي محاضراتك .
- اجل .. وانت ؟.
- وانا ايضا .
- لم لاتذهب للمنزل؟.
- ساعات عملي تنتهي بعد نصف ساعة .
- بالتوفيق .
بقيت متوقفة احدق بك وانت ايضا ونبتسم !.. لو كنت قد شاهدت هذا المشهد في فيلم كنت سخرت من البطل والبطلة ماهذه السذاجة ..
قلت : okay .
- okay
قلت نفسي هيا يامجنونة .. هل جننت !.. قلت لي وانا اخرج : يوم سعيد .
- وانت ايضا .
....
واستمريت يوميا ازور مكتبك .. في صباح يوم جديد وفي ذاك اليوم تحديدا في الاسبوع لم يكن لدينا رياضيات فقط محاضرة وحدة في هذا اليوم .. ذهبت لستاربكس القريب من الجامعة .. علمت بأنك تحبه لأنني دائما اراك تشربه .. اخذت لي شوكولاته ساخنة واخذت لك قهوة .. في هذا اليوم تحديدا لا اضع اي شي من مساحيق التجميل لأنني اشعر بالكسل محاضرة واحدة واعود للمنزل لم ذلك !..
وصلت لمكتبك كنت تعمل .. طرقت الباب قائلة : صباح الخير .
ابتسمت : صباح النور .
ناولتك كوب القهوة قائلة : تفضل .
- اوووه شكرا لك .
قلت : هذا اخر سؤال لم اعرفه .. لقد حللته ولكن صديقة لي قامت بحله بطريقة اخرى .. ايهما صح !.
نظرت للورقتان وقلت لي : هذه .
- لكن انا لست مقتنعة .
ضحكت قائلا : الا تثقين بي !.
رفعت حاجبي قائلة : لا .
- لماذا !.
- ممممم لأنك شرير .
- هههههههههه يجب ان اكون كذلك مع طلابي .
- ولكنني مميزة .
- بالفعل انتي كذلك .
ناولتك الاوراق وقلت : اذا هاهو جاهز واخيرا لن تراني مرة اخرى .
ضحكت : ههههه لا اظن ذلك .
- لماذا .
فتحت احد ملفاتك وقلت : هذا واحد اخر سألمه لكم غدا .
.....
حتى عندما كنت تعطينا امتحان .. كنت احاول جاهدة ان احل جميع الاسئلة كي لا اتفاجئ بسؤال لا اعرفه .. كنت تساعدني وتحل معي الاسئلة التي لم تحلها في المحاضرة ..
في احد الامتحانات ناولتني الورقة وانت تبتسم لي .. اما انا فنظرت لك بتوتر .. ولكن لحسن الحظ انه كان سهل .. انتهيت قبل الجميع ونهضت لاسلم لك الورقة .. قلت لي : بسرعة !.
- لا اعلم انتهيت .
- كيف ابليتي ؟.
- لا اعلم .
- لاتخافي انت مجتهدة .
ابتسمت لك وخرجت من القاعة ...
....
ذات مرة كنت في منزلك لأنني اقترحت ان اطهو لك بنفسي .. بالطبع من اكن معك بمفردنا كانت روان وهدى معي ( bodyguards ) .. قلت محتجا : لم تطهين سنطلب الطعام .
- لا اريد .. اريدك ان تتذوق الطعام الذي سأطهوه بنفسي .
غمزت لي قائلا : اذا نطهو معا .
- لا.. لا احب لأحد ان يساعدني .. والان اذهب لتشاهد اي شئ ريثما انتهي .
- حسنا .. ارجو ان لاتحرقي الطعام .
مددت لساني لك : هاهاها سخيف اخرج .
وضعت السماعات في اذني شغلت الاغاني وبدأت اطبخ .. ولأنني بارعة في طبخ الاطلات الايطالية طبخت لك ( past with white sauce ) .. اندمجت مع الموسيقى وبدأت ارقص واتمايل وانا اعمل .. التفت وانا احمل الملعقة الكبيرة التي اطبخ بها .. فوجدتك تقف عند المنضدة الكبيرة تنظر لي باعجاب .. صرخت : ااااااه .
خلعت السماعات ووضعت يدي على صدري بفزع قلت : كيف تجرؤ على النظر الي وانا نا ..
بدأت الدموع تتجمع في عيني من شدة الاحراج كيف فعلتها .. اقتربت وانت تضحك : اشششش اشششش لاتبكي .
- انا اسفة .
- هههه لماذا ؟.
- لأنني .. أأ..
قلت بخبث : انتي مثيرة .
صرخت بك : انت وقح .
- هههههه .
- اخرج من هنا حالا وستحاول ان تمسح مارأيته من ذاكرتك .
تظاهرت بالتفكير قائلا : هل افعل !.
- اجل ستفعل .
- تبدين اكثر اثارة عندما تخجلين .
صرخت بك : اخرررررررررررج .
- هههههههههههههه .
وقدمت الطعام واعجبك للغاية بل حتى انك شككت في نزاهتي في طهيه .. واكلت الكثير منه ..
حتى اصبحت اطهو لك دائما ... كنت تردد دائما انك محظوظ لأن حبيبتك عربية ...
كنت اعلق ساخرة : ليس لهذه الدرجة .
- طعامكم لذيذ للغاية .. انتي طاهية رائعة مارأيك ان تتركي الجامعة وتفتتحي مطعم .
- ههههههههههه موافقة اذا كنت ستترك التدريس وتساعدني .
لطالما كنت احدثك عن عائلتي .. اقاربي الذين في العراق .. ولكنك لم تكن تتحدث عن اقاربك .. حقا نحن من عالمان مختلفان .. والداك قد انفصلا في سن مبكر فربتك والدتك في اواتاو .. كنت تحدثني عنها وعن حبك لها .. فليس لك صلة قرابة بأحد سوى والدتك حتى والديك لم ترهم منذ ان كنت مراهق .. احببت جدتك لأنك احببتها .. لأنها من اعتنت بك ورعتك طوال حياتك ..
كنت اريك صوري انا وامي ووالدي .. ولكنك التقيت بها مرة واحدة حينها لم نكن نحب بعضنا بل ربما كنت معجبة بك بدون اعتراف .. كنت انا وامي في احد المراكز التجارية نسير معا بعد ان تبضعنا .. رأيتك كنت تسير مع احد اصدقائك .. قلت بحماس بصوت مسموع : مستر دين .
فالتفت الي امي متسائلة : منو ؟.
اقتربت انت منا بابتسامة .. قلت لأمي : امي اعرفك على استاذ دين .. استاذ دين اعرفك بأمي .
صافحتك امي وابدت سرورها بلقائك .. قلت لها حينها : لديك ابنة مميزة للغاية .
قالت امي كعادتها : لا اظن ذلك ههههه.
امي دائما تحبطني هكذا !.. انصرفت انت بعدها قالت امي لي : ماشاء الله كلش حلو اللهم اجعله قردا في عيني .
- هههههههه حرام عليج الرجال .
- هاي اكيد البنات الكنديات الي وياكم يحبونه .
اكتفيت بالابتسامة .. لماذا اقتصر كلامها عليهن !..
لطالما كنت اعاني من الغيرة من الطالبات اللواتي معنا في الجامعة .. ولاسيما الفتيات الكنديات .. اراقب ثيابهن العارية وبعضهم وهن يتغنجن امامك .. كنت اود ان احطم رأسهن ..
ذات مرة ذهبت لمكتبك كانت هناك طالبة شقراء ترتدي ( short jeans ) و( t- shirt cut ) كان قصيرا يظهر بطنها بالكامل .. كانت تسألك عن شئ .. دخلت لمكتبك فقلت لي : مرحبا .
قلت وانا انظر اليها : اسفة لكن كان لدي سؤال .
قلت لي : بالطبع تفضلي .
نظرت لك بعبس قائلة : لا هي اولا لايجب .
بقيت متوقفة انظر لك ولها واراقب كلامك وتحركاتك ان كنت لطيفا مع الجميع ام معي فقط !.. المشكلة انك كنت لطيف مع الجميع .. ولكن معي مختلف حاولت ان اطمئن نفسي .. راودني تلك الافكار دائما بانه من الجنون ان تعجب بفتاة مثلي !.. فرجالنا يبدون اعجابهم بالفتيات الغرب فكيف انت تعجب بفتاة شرقية !.. كنت اشكك في جمالي وانك فقط لطيف معي لا شئ اكثر وليس من حقي ان اطلب اكثر ..
دارت تلك الافكار في راسي الى ان خرجت تلك الفتاة .. فجأة قلت لك بجراءة : كم هي جميلة اليست كذلك !.
ضحكت وكأنك فهمت ما بداخلي .. قلت : هههه اجل هي كذلك .
بدأت اصارع غضبي من يسيطر على من .. سألتني : ماهو سؤالك .
هممت بالخروج قائلة : لا انه تافه لاشئ .
نهضت انت قائلا : مارأيك ان تأتي معي لأحضر القهوة .
بدأت اهدأ سرت خلفه الى ان وصلت للمطبخ التحضيري الموجود في القسم .. بدأت تحضر قهوتك .. سالتني : تفضلين القهوة ام ؟..
قلت : لاشئ شكرا .
قلت وانت تضغط على جهاز تسخين القهوة : لم انتي غاضبة ؟ز
- انا لست غاضبة .
التفت الي وقلت وانا تضحك : هههه حقا لستي كذلك !.
بنفي : لا .. انا فقط .. فتياتكم جميلات .. اعني ان .. أأ.. قد يقع بعض الاساتذة في حبهن .. ولاسيما ان الاستاذة بعضهم صغيرين في السن ووسيمين مثلك .
قهقهت بصوت عالي بعدها التفت مرة اخرى قائلا : ربما .. ولكنه ممنوع في الجامعة .
- ممنوع ان كنت انت استاذها لا استاذ غيرها .
- اجل .
- الم ترها مثيرة ؟.
سحقا يا تالية كيف قلتي هذا الكلام وماهذه الجراءة .. اود ان اضرب نفسي بالحائط .. مالذي افعله ..
قلت : اجل انها كذلك .
امسكت بكوب القهوة الكبير .. اشرت الي وانت تهم بالخروج من المطبخ : اياك ان تراقبي الفتيات بهذه الطريقة لأنهن سيظنن بأنهن اجمل منك .. لاتستقلي بجمالك اتفقنا .
وخرجت وتركتني مصدومة !...
....

على دين حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن