Chapter 6

7.6K 380 42
                                    

( الفصل الثاني )

* دين :

اوقفت سيارتي امام احد المقاهي .. ترجلت من السيارة وهممت بالدخول للداخل .. فتحت الباب فاصطدمت بفتاة ولكنها غادرت مسرعة .. دخلت وانا اشعر ان ضربات قلبي تتسارع .. الهذه الدرجة انا مولع بك لأرى وجهك في وجوه جميع النساء !.. اقتربت من احدى الطاولات التي تقع بجانب النافذة .. جلست على الكرسي واخذت انظر للطريق في الخارج .. اتت نادلة بدينة تبتسم لي قائلة : لقد كانت هناك فتاة تجلس على ذات الطاولة التي تجلس عليها وقد بدى الحزن واضحا على ملامحها كما تفعل انت الان .. مارأيك ان تغير الطاولة لربما تجلس الشؤوم .
- ههههه لاتقلقي انا بخير .. هل يمكنني ان اطلب كوبا من القهوة الامريكية !.
- بالطبع ساجلبه حالا .
اخذت نفسا عميقا وكأنني استطيع ان استنشق عطرك في المكان .. مازال كل شئ في مكانه لم يتغير منذ رحيلك .. شديت قبضة يدي وانا اردد في نفسي كلا .. اي رحيل بل خيانة .. بدم بارد تركتني !.. فضلتي رجلا اخرغيري !.. اخذتني الذكريات الى ذاك اليوم الذي دخلتي فيه حياتي فقلبتها .. وقبلتي كياني وغيرتي حياتي للابد !.. كان قد مضى على بدء الدوام الرسمي في الجامعة اسبوع .. دخلت للمحاضرة كانت في الساعة العاشرة والنصف صباحا .. اتذكر ذاك البرنامج الصباحي الذي استمعت اليه بالصدفة اثناء ذهابي للجامعة ... لم اكن احب تلك البرامج ولست متهما بها ولكن هناك فقرة احبها لا اؤمن بها .. انها فقرة تتحدث عن الكواكب والنجوم وارتباطها بالقدر .. قالت المذيعة : لأصحاب كوكب زحل .. اليوم سيتغير قدرك .. شئ سيحدث .. ربما تلتقي بشخص او يحدث معك شئ .. انه يوم حظك .
ابتسمت بسخرية وانا استمع .. دخلت للمحاضرة وضعت حقيبتي على المكتب .. فجأة وقعت عيني عليك .. كنتي تجلسين في المنتصف .. ترتدين حجابك الاسود الذي حاوط وجهك الخمري .. علمت حينها بأنك عربية مسلمة .. كنتي تعبثين في هاتفك فلم استطع رؤية وجهك .. الى ان بدأت اشرح فتركتي كل شئ وركزتي في شرحي .. كنت بين الحين والاخر اوزع نظراتي على الجميع .. فخطفت لحظات لأرى ملامحك .. كانت شرقية بحت .. عيناكي الواسعتان وتلك الرموش الكثيفة التي تحيط بهما .. ذاك اللون الاسود في عينيك .. وجنتاكي المتوردتان .. وكأنك تملكين بشرة الاطفال .. شفتاكي المكتنزتان ... بسرعة ازحت نظري عنك وعدت للشرح .. انتهت المحاضرة فانسحبتي انتي بصمت لتخرجي ...
حزمت حقيبتي وعدت للمبنى الذي يوجد به مكتبي .. زرتي بالي في تلك الاثناء .. رأيت شرقيات للغاية ولكن انتي كنتي اجملهن .. شهدت لجمالك منذ اللحظة الاولى فوجدت نفسي ابتسم ..
.....

في المرة الثانية التي رأيتك بها .. دققت النظر لثيابك وجسدك .. لم تكن المرة الاولى التي ارى بها محجبات في الجامعة ولكنك كنتي اكثرهن احتشاما .. كنتي ترتدين تنورة طويلة سوداء .. قميص عليه ورود زهرية ابيض .. كان خصرك صغير .. وجسدك متناسق للغاية .. حجابك الزهري الذي جعل وجنتاك الزهريتان تتوردان اكثر .. حتى طريقة وضعك لمستحضرات التجميل كانت هادئة مثل ملامحك .. عدت لوعيي وانا اسخر من نفسي .. هييي دين مابك !..
.....

اتذكر عندما كنا جالسين في منزلي معا .. كنت انا منغمس في مشاهدة مباراة كرة السلة اما انتي كنتي بجانبي تمسكين بيدي وتنظرين امامك ولكن عقلك في مكان اخر .. رغم انك لا تحبين المباريات ولا الرياضات ولكن كنت تحبين التواجد معي في اي شئ .. هل تعلمين انني نسيت ان اشكرك لذلك !.. اشكرك لجلوسك بجانبي لساعات دون ان تتفوهي بكلمة ( مللت ) .. ولكن بالمقابل كم الوم نفسي لتلك الساعات التي ضيعتها وانتي بجانبي دون ان انظر لعينيكي .. دون ان اتوه فيهما .. كنتي تشبكين اصابعك بين اصابعي .. فالتفت لك وابتسم بحب فتبادليني الابتسامة .. تهمسين لي قائلة : احبك .
امد اصبعي لأداعب ارنبة انفك : وانا ايضا احبك جدا .
....
بالرغم من العلاقات العديدة التي خضتها قبلك .. بعضها اوهمت نفسي بأنها حب .. كنت اقول فيهما عندما اتلقى اي كلمة ( احبك ) .. اجيب ( وانا ايضا ) .. اما انتي فمختلفة .. لاتكفي كلمة انا ايضا لتعبر لك عن حبي .. ربما لأن حبي لك اكبر من اي شئ ..
دون ان الاحظ ولكن شعرت بيدك ترتخي بين يدي .. انتهت المباراة فوجدت قد غطتتي بالنوم وانتي تستلقين بجانبي وتضعين رأسك على يدك اليمنى .. نهضت وانحنيت على ركبتي امام الاريكة .. اصبحت بمستواها .. قابلت وجهك .. كنتي تنامين بعمق .. مددت يدي لأتلمس وجهك الجميل .. كنت احرك اصبعي ببطئ وحذر اخاف ان اخدش بشرتك الطفولية .. اقتربت منك بعد ان جذبتني شفتيك .. رغبت بتقبيلهما .. بالانغماس في ذاك العسل .. اقتربت ولكن توقفت .. لم يكن يفصلني شئ عن الجنة سوى سانتي واحد !.. ولكن ابتعدت لايمكن لأي احد ان الامس شفتيك بعد ان تعهدتي امام الله وامام نفسك بأن لاشئ سيمسك الا في الحلال .. نهضت وانا انظر لكي .. لايمكنني ان اخدعك .. لايمكن ان اجعلك يوما تقفين امام المراة وتنظرين لنفسك باستحقار .. لا اؤمن بدينك ولكن انا مؤمن بك .. انا على دين حبك .. حملتك برفق واخذتك للطابق الاعلى .. وضعتك على سريري وغطيتك فقط اخرجت يدي لأمسك بها فقط ..
....

ذات مرة زرتني في مكتبي كان لديك سؤال .. لكن فاجئني ان السؤال هذا قد حللته في الواجب الاسبوعي الذي وزعته عليكم .. رفعت حاجبي وانا انظر لكي قائلا : هذا السؤال كان في الواجب الاسبوعي .
عضيتي شفتك السفلى ككل مرة عندما ترتكبين .. ااه وكم تغريني هذه الحركة .. قلتي بابتسامة : هل اخبرك بسر .
- اخبريني .
- مممم .. لم اقم بحل هذا السؤال في الواجب لقد نقلته من زميلتي .
- ههههههه اعلم ذلك .
نظرتي لي بصدمة وانتي تقولين : تعلم !.
- اجل .. انتي لاتعرفين الكذب .. انه لايليق بك .
رفعتي حاجبك وقلتي بتساؤل : اذا ستشرحه لي ؟.
وضعت مرفقي على المكتب امامي واسندت رأسي على يدي قائلا : لا .
- لماذا .
- لأنك غشاشة .
- انا لست كذلك .
- للتو اعترفتي .
- كان لدي اسبابي .
- هذا ليس عذرا .
- انت شرير .
- للتو كسرتي قلبي .
- لماذا .
- لانك افضل طالبة لدي تفعلين هذا .
- هياااا لا تجعلني اشعر بالذنب .
- عليكي ان تشعري بالذنب .
قلتي بتحدي : انا متأكدة من ان الرجل السئ الذي بداخلك يساندني .
...
لطالما كنتي مميزة لدي .. لسبب جهلته تماما .. فقط كنت اشعر بالراحة اثناء تحدثي معك .. تسائلت كثيرا لم انتي تحديدا دونا عن الجميع ولكنني لم اجد اجابة الا لاحقا .. معكي اتحدث بأريحية اكثر .. حتى انك عندما تكونين برفقة صديقتك لانثرثر هكذا .. كنا نتحدث عن اشياء بعيدة جدا عن الدراسة والجامعة وكأننا اصدقاء .. نحن غالبا لاندرك مدى محبتنا لشخص الا بعد ان يتوغلوا بعمق داخل قلوبنا ...
....
اتذكر تحذيرات صديقي سكوت لي فقد بدأ يلاحظ تعلقي بك .. جلس على حافة مكتبي ممسكا بكوب قهوته قائلا : الا تلاحظ تعلقك بهذه الطالبة ؟.
قلت بسرعة : تالية !.
- اجل .
- ما هذا الهراء .. بالطبع لا انها طالبة عادية .. ثم انك لم قلت انني متعلق بها .
اشار بكوبه الي قائلا : الا تلاحظ انك ذكرت اسمها فورا دون ان اذكره انا !.
- انا ...
صمت لم اكمل .. ولكنني رفعت رأسي وقلت له : لا تقلق انها مجرد فتاة عادية لاتفكر بأي شئ .
ابتسم اليا قائلا : متأكد !.
قلت وانا انظر بعيدا : انها مميزة للغاية .. هذا كل مافي الامر .
حاولت كثيرا ان اقنع نفسي بهذا الكلام حينها ... ولكن ربما قلبي ابى ان يقتنع بذلك ..
....

في احد الايام اصبتي بالحمى .. لطالما لمتك بسبب تغذيتك السيئة وانك تهملين نفسك لذا مناعتك ضعيفة .. دائما تمرضين .. والديكي كانا يحضران مؤتمر في مونتريال لمدة يومان لذا بقيتي انتي برفقة روان وهدى بعد ان اقنعها عائلتهما بالمبيت عندك .. عندما اتصلت بك كنتي تكابرين بشان مرضك : حبيبي انا بخير صدقني .
- وصوتك !.
- انه مجرد التهاب عادي .. لاتقلق ساشرب شيئا ساخنا .
- حسنا اذا اذهبي لتناول شئ ساخن ودفئي نفسك .
- حاضر .. احبك .
- وانا ايضا .
بعد ساعات اتصلت بكي ولكن اجابتني روان بالنيابة عنك .. سألتها بقلق : اين تالية ؟.
- انها متعبة للغاية لقد غطت في النوم ولكنها تهلوس بسبب الحمى وحرارتها مرتفعة للغاية .
- انا قادم سأخذها للمشفى .
- لا داعي فقط تحتاج بعض الادوية فقط طلبنا الطبيب .
- انا قادم ابعثي لك اسماء الادوية .
- حسنا .
خرجت بهلع من منزلي لاحضر لك الدواء .. بعدها اتجهت لمنزلك .. فتحت لي الباب هدى مرحبة بي .. سالتها بقلق : اين هي .
- تفضل .
دخلت خلفها لمنزلك .. لم اعر اي شئ حولي اهتمام فقط تبعتها للاعلى لنصل لغرفتك .. دخلت للداخل لذاك المكان الدافئ الذي يحتضنك دائما .. كنتي على سريرك تغطين بالنوم .. اقتربت وانا اراكي لأول مرة بدون حجاب .. شعرك البني الذي يشبه لون البن .. كان ناعما ينسدل بجانبك على الوسادة كأنك الاميرة النائمة .. بشرتك كانت حمراء .. اقتربت لأجلس على سريرك بجانبك .. وضعت يدي على جبينك كانت حرارتك مرتفعة .. نهضت لأفتح الدواء واجعلك تتناولينه .. احضرت روان كوب ماء وملعقة .. نهضت وجررتك برفق .. رفعتك قليلا بعدها جلست على السرير واسندتك على صدري فاصبحتي بوضعية الجلوس .. قلت لك بصوت هادئ : تالية .. هيا حبيبتي افتحي عينيك هيا .
فتحت عينيك السوداوتان بتعب .. قلت لك : هيا حبيبتي افتحي فمك .
فتحتي فمك وشربتي الدواء وانتي لا تعين لمايحدث من حولك .. وعدت للنوم من جديد ولكن هذه المرة وانتي تمسكين بيدي كطفل لايمكنه فراق امه ..
بدأت اصنع لك الكمادات الباردة وضعتها على جبينك وامسح بيدي المبللة على وجهك الطفولي .. كم اعشق لو بشرتك الخمري .. وتلك الملامح الشرقية .. وذاك الشعر الناعم .. كنتي كالملاك .. امسكت بخصلة من شعرك صغيرة قصصتها بالمقص ووضعتها في منديل ودسستها في جيبي .. ربما انتي لاتعلمين بذلك الى الان ولكنها كانت الهروين الذي يصبرني على فراقك ... اما الان فلم تعد تلك الجرعة تكفيني ..
بدأت اتجول في عالمك الصغير غرفتك .. كانت زهرية اللون ورقيقة مثلك .. مكتب دراستك الابيض الذي ترتبينه يشكل رائع .. اعلى ارفف بيضاء على الحائط وضعت الروايات عليها وبعض التحف الصغيرة .. بجانب الباب كان هناك صورة معلقة على الحائط ببراويز بيضاء .. كنتي تضعين فيها صورة لعائلتك والبقية صور لاشياء تحبينها .. كدين مارتن.. اخبرتني اننا افضل دينين في العالم .. بعض المطربين العرب لا اعرف اسمائه باستثناء تلك المراة التي تعشقينها ( فيروز ) .. وهناك رسمة لفتت نظري .. رسمة تشبهني !.. ربما لم تستطيعي ان تعلقي صورتي فاكتفيتي برسمة ...
كانت تلك ادفأ ليلة اقضيها في منزلك ..
....

لايليق بك ان تكوني قاسية .. حتى في اخرة مرة جرحتني بها قبل ان تتلاشي للابد من عالمي .. اتذكر عينيك التي كانت تتظاهر بالقسوة ربما .. ولكنك حينها لم تنظري لي بحب .. في نفس المقهى الذي شهد على موعدنا الاول اخترتي ان تكون النهاية هناك ... اخبرتني قائلة بصرامة : يجب ان تدعني .
- انتي مجنونة كيف تردينني ان اتركك .. اعلم ماتعانيه ولكن..
قاطعتني : لا اعاني من شئ .. انا اعاني بسببك لذا يجب ان تبتعد انا لا اريدك .
- انتي كاذبة .
- انا لست كذلك .
- اتعلم شئ !.. سأقبل بأحمد .
قلت بغضب : لن تفعلي .
- بلى .. سأتزوج شخص من ديني ومن بلدي .. فقط معه سأشعر بالراحة لذا ارجوك اخرج من حياتي بسلام .
- انتي لاتحبين احمد انتي كاذبة .
نهضتي وقلتي بصرامة : ساحبه .. اتركني لأحبه .. اخبرتك ان الحب يحتاج لقتال ولكنني الان لن اقف بجانبك .. لن اقاتل معك .. ارجوك ارحل عن عالمي .
وتركتني وتلاشيت بعدها !....

على دين حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن