مازلت اتذكر تلك الليلة كنا نتحدث عبر الهاتف قلت لي : مارأيك ان نتحدث عبر الskyp.
- ممم .. اذا انتظر سارتدي حجابي واتصل بك .
ارتديت معطف وحجابي وامسكت بـ ( ipad ) واتصلت بك .. كنت انت تجلس في منزلك مرتديا ( t- shirt ) ابيض .. قلت لك : اشتقت لهذا الوجه .
- ليس بقدري .. بالمناسبة .
- ماذا !.
- لون شعرك جميل .
نظرت لك بصدمة : ماذا !!.
ضحكت : ههههههههههههه .
نظرت لنفسي في المربع الصغير في زاوية الشاشة .. اااه شعري لم اغطه جيدا .. تركت الجهاز من يدي ونهضت امام المراة دخلت خصلات شعري للداخل وعدت لأحدثك قائلة : لن ترى شيئا الان .
- ههههههه من المفترض ان تشكريني لأنني نبهتك .
- مممم ربما افعل .
- افعلي .
- حسنا .. احبك !.. هل هذا اعتذار كافي ؟.
- اجل .. وانا ايضا .. والان سأريك شئ .
- ماذا .
بدأت تخلع ( your t – shirt ) .. وضعت يدي على عيني قائلة : سأنهي المكالمة ارتدي ثيابك ايها المنحرف .
- هههههه انتظري وشاهدي .
واستدرت لأرى اسمي !.. كان موشوما على ظهرك !.. صمت !.. التفت وارتديت ثيابك .. بقيت انا صامتة انظر للاسفل لايمكنني النظر للجهاز .. بدأت الدموع تتجمع في عيني .. لقد قررت ان يكتب اسم على جسدك للابد لن يفارقك !... اسمي انا !.. لهذه الدرجة احببتني !.. انت الذي لم تكن تحب الوشم استغربت دائما لأنني وجدت الكثير من الاشخاص يضعون الوشم نساء ورجال .. ولكنك لم تكن تحبه ..
سألتني : تالية !.. مابك .
قلت وقد انهمرت دموعي : لم فعلت هذا .
- لأن حبك من الاساس موشوم في قلبي لم لايكون على ظهري .
- انت مجنون .. انا احبك للغاية .. احبك لدرجة لايمكنني ان اعبر عنها بالكلمات .
- هييي كفاك بكائا .. قلت بتهديد .. ان استمريتي هكذا ساهجرك واحب فتاة جميلة في الجامعة ..
قاطعتك بغيرة : كي اقتلك انت وهي .
- هههههههههه هذه هي حبيبتي .
حاولت ان انام تلك الليلة ولكن السعادة كانت تغمرني !.. ولكن ليست فقط سعادة .. بل الحزن ايضا ..
الحزن يتضاعف يوميا كلما كبر حبنا !..
احزن لأنك تحبني ولاتستطيع ان تملكني ..
احزن لأنني احبك ولايمكنني ان اترك عالمي واقترب منك ..
واحزن ايضا من اجل هذا الوشم !.. لأنك شخص ملعون في ديني !..
وكأنك تبتعد اكثر عن عالمي !.. اتعلم انني اخاف عليك من المعاصي اكثر من نفسي ..
اكره حبي الذي يجعله تعاني كل هذه المعاني .. اكره حبي الذي يسكن قلبك ويجعلك تفعل اشياء فقط من اجلي حتى وان لم تقتنع بها .. اكره حبي الذي جعلك تضع الوشم وتعلن بسببي !..
اكره حبي واكره اسمي الذي نقش للابد على ظهرك ..
انا مسلمة واخاف من الموت دون اعمال صالحة .. اخاف ان اموت واذهب للجحيم وقد خفت كثيرا من حياة البرزخ وعن هذه العوالم .. ولكن عندما احببتك اصبحت اخاف اكثر .. ليس على نفسي بل عليك !.. اخاف من ان تموت على ما انت عليه .. اخاف عليك من اشياء قد لا تصدقها او تستوعبها ولكننا نؤمن بها ..
دعوت الله كثيرا لك !.. انت دعائي الاول في كل صلاة .. اذكر اسمك امام الله خمس مرات في اليوم .. اكرره واكرره وانتظر في يوم ان يجاب دعائي ..
........
فروقات كثيرة بيننا ومن اهم هذه الفروقات هو الطول .. انت طويل للغاية وانا قصيرة للغاية .. في الجامعة عندما كنت لا اعرف سؤال فأسالك فورا ترفع القلم قائلا : هيا تعالي لحله .
فاقترب من اللوح واقف بجانبك لأحل .. تعلق روان قائلة : شكلكم رقم عشرة .
نحن حقا نمثل رقم عشرة انت الواحد وانا الصفر .. بالكاد اصل لمعدتك .. انت ضخم ولديك عضلات وانا كما تسميني سنفورة ..
ذات مرة كنت ( قليل الادب ) قليلا .. قلت لي : صغر حجمك يجعلك مثيرة اكثر بالنسبة لي .
سألتك ببلاهة : ما المثير في قصر قامتي !.
- لانني حين احتضنك ساغمرك في حضني واحملك بسهولة .
- ههههه ان .. ان استطعت .. ولن تستطيع اتفهم .
- ههههههههه من منا الشرير !.
- انت .
......
اتتذكر اكبر مشكلة مرت علينا !.. ذاك العائق الذي زاد من العوائق التي بيننا .. ذاك الكابوس الذي عشناه معا !.. لقد تغيرت لفترة كنت اذهب لرؤيتك في الجامعة كانت سنتي الثانية لم تكن انت تدرسنا ولكنني كنت التقي بك بعض الاحيان في مكتبك .. وصلت لهناك لم تكن تعمل فقط كنت تضع رأسك على يديك .. ابتسمت لي قائلا : اليس لديك محاضرات .
- مابك ؟.
- لا شئ انا فقط اعمل .
نظرت لك بشك .. تنهدت وبدأت تنظر للاوراق غير مكترث لوجودي !.. اقتربت من مكتبك بحذر ان يرانا احد .. وضعت يدي فوق يدك التي على المكتب رفعت رأسك ونظرت الي .. قلت لك : انت لست بخير .. لنخرج معا .
- لايمكنني لدي عمل .
- دين !!.
نظرت لي بصرامة قائلا : تالية اذهبي لدي عمل .
تركتك ورحلت وانا افكر مابك !.. مالذي غيرك !..
واستمريت في معاملتك الجافة لي .. الى ان تغيبت عن الجامعة ولم تأتي .. قررت ان اذهب لمنزلك لأنني ذقت ذرعا من تصرفاتك هذه .. لم تستطع روان ولا هدى القدوم معي فخاطرت بالذهاب بمفردي .. طرق الباب ففتحت لي الباب انت كانت حالتك مزرية وانت ترتدي قميص دون ان تفقل ازراره .. وضعت احدى يديك يديك على الباب واليد الاخرى كنت ممسكا بزجاجة شراب .. قلت لك بصدمة : هل لديك احد .
قلت : لا .
دخلت للداخل فتبعتك وانا اسأل : لماذا تتصرف معي بهذه الطريقة !.. مابك ؟.
رميت بجسدك على الاريكة لتعود للشرب من الزجاجة قائلا : لا شئ دعيني وشأني هل تفهمين !.
جلست بجانبك على الاريكة وسحبت منك الزجاجة رميتها بعيدا عن الارض : كف عن هذه التصرفات .
اقتربت مني وانت تقول : بالمناسبة لم اتيت بمفردك !.
اقتربت اكثر وحاولت تقبيلي .. ولكن بسرعة صفقت يدي على وجهتك .. صفعتك بقوة ونهضت قائلة : هل جننت !.
صدمت انا من فعلتي ولكنها جعلتك تستفيق .. وانت صدمت مني !.. نهضت وانت تنظر لي بغضب .. قلت لي بصوت مرتفع : عليكي الابتعاد عني !.. اتعلمين لماذا !!.. لأنني اصبحت اب !.. هل فهمتي .
نظرت لك بصدمة !.. ماذا اب !.. قلت لك بصدمة : انت حقا ثمل .
- ليتني كذلك .
جلست على الاريكة قلت بحزن وانت تنظر بعيدا : قابلت صديقة قديمة لي .. بحثت عني طوال تلك الفترة لتخبرني بأنها قد انجبت طفلا مني .. الاسبوعين الماضيين كنت متوترا لأنني اجريت تحليل DNA... واكدت النتيجة بأنه ابني .
جلست بجانبك بعد ان خارت قواي !!.. وهذه اشارة اخرى تجرني للابتعاد عنك .. لم اجد كلاما اقوله لك !.. من يواسي من !.. انا التي بحاجة للمواساة !.. بدأت تبكي فاقتربت منك احتضنتك لأول مرة !.. ايقعل ان اقترب منك لأول مرة في مثل هذه اللحظة !.. في حدث كهذا !.. مسحت على ظهرك وانا اهمس لك : اششششش اهدأ .. ارجوك .
ابتعدت عنك وانا امسح دموعي واخرج عن وعيي واجاهد نفسي قائلة : انت غبي .. تظن ان شئ تافه كهذا يجعلني اتركك !.. لايهمني ان كان لديك طفل ام عشرة .. سأحبك رغم كل شئ .
في تلك الليلة نمت على فخذي بدات امسح على شعرك .. قلت لي : لايليق بي ان اصبح ابا .
كذبت وقلت لك : بلى ستصبح اب رائع .
في الحقيقة انني لم اتخيلك يوما اب وحتى لأطفالي !.. ربما لأنني علمت انك لن تكون في مستقبلي فوفرت ذلك !..
....
..
لطالما شعرت بأنك ابني .. كنت كالطفل تقلدني في الكثير من الاشياء .. غيرت في حياتك الكثير وغيرت انت فيي الكثير ..
ذات مرة كنا نسير معا في الشارع لفت نظري احد المتسولين الذين على جانب الطاريق .. كان يمسك لوحة كتب عليها ( have a nice day ) تركتك فجأة واقتربت منه لأضع النقود في الاناء الصغير الذي بجانبه .. عدت اليك كنت تنظر لي بتعجب .. قلت لك بابتسامة : ماذا !.
- لا شئ .. انتظري .
وذهبت لتضع له النقود .. قلدتني .. في ذاك اليوم اقترحت تلك الفكرة هي بأن نشتري حصالة نضع فيها النقود بشكل اسبوعي وفي اخر الشهر نعطيها لأحد الفقرة .. وافقتني مع انني لم اكن اظن بأنك ستفعل ...
الذين يعرفونك من الجامعة ومن محيطك الخاص لن يصدقوا التغيير الذي احدثته في شخصيتك .. انت دين مختلف وانت معي .. ففي الجامعة كنت ذاك الاستاذ المحبوب ولكنك فوضوي ولاتصلح لأن تكون استاذ بسبب حركاتك الغير رسمية بعض الالفاظ التي كنت تتفوه بها .. ومع اصدقائك متهور تحب الصخب ولا تحب الروتين والنظام .. افعالك غير متوقعة من قبل الجميع ..
معي تصبح مختلفا تماما .. تهدأ بعض الشئ .. يمكنك التحكم بنفسك .. متى تصبح مجنونا ومتى تصبح عاقلا .. رومانسي معي بطريقة رائعة .. ظننت ان ذاك الاستاذ المجنون حين يحب لن يكون شاعريا كما تمنيت ولكنك اصبحت !.. وجدتك تجاريني في كل شئ احبه .. نتناقش حول امور كثيرة .. وايضا الشئ الذي لايعرفه الجميع هو انني حين اخبرك عن مدى روعتك تخجل !.. في اوقات كثيرة اجلس مع نفسي وافكر كيف بدأنا !.. فجأة وجدتك بعالمي .. وجدت نفسي اثرثر كثيرا مع استاذي والمشكلة اننا كنا نثرثر في نطاق غير الدراسة !.. كنت على طبيعتي جدا معك وانا من الشخصيات التي يصعب عليها فعل ذلك .. انا رسمية مع الغرباء وقد يخيل لهم بأنني هادئة .. ولكنني مجنونة وصاخبة مع من اعرفهم عن قرب فقط .. كنت هكذا معك !.. وانت ايضا فأنت لم تكن تتحدث عن خصوصياتك مع احد من الطلاب .. ولاتكثر الحديث مع احد سواي !..
بالاضافة انني كنت املك معتقد قبل ان احبك ... كنت اقول لصديقاتي اننا لانستطيع ان نمزح مع الاجانب لأننا مختلفين حتى دعاباتنا تختلف عنهم .. يمكننا الاختلاط معهم ولكن ليس الاندماج .. ولكن انا وانت كنا مختلفين !.. كسرنا تلك القاعدة التي في ذهني .. كنا نمزح كثيرا ونلقي الدعابات ونضحك كثيرا !..
...
كنت انا تحديدا دونا عن جميع الطلاب كنت احب المزاح معك .. ذات مرة كنت تسند جسدك على مكتبك في القاعة تحدثنا عن الفصل الذي سندرسه .. لم يكن بيننا شئ حينها .. توقفت عن الحديث وانت تنظر الي وكأنك تحاول تذكر كلامك في وجهي !.. فنظرت لك وعقدت حاجبي بدعابة .. رفعت حاجبيك وبدأنا انا وانت تنبادل النظرات المضحكة .. فانتهى بنا المطاف لنضحك انا وانت والجميع لايفقه مالذي يجري ولم نحن نضحك ...
سألتني روان حينها : شومالك انتي وهو .
- هههههه مادري .
....
..
اتذكر اول عيد فطر حضرته معي .. ككل ليلة عيد تجتمع صديقات امي في منزلنا يجلسن على الارض ويقمن باعداد صواني ( الكليجة ) وهي اكلة عراقية او نوع من انواع المعجنات تشبه الـ (معمول او كحك العيد لدى المصريين ) .. ولايمكننا كعراقيين الاستغناء عنها في كل عيد .. فأحد طقوس ليلة العيد هو صنعها وبكميات كبيرة ... لطالما حافظت امي على هذه العادة لكي لاتشعر نفسها بأنها بعيدة عن الوطن .. خلقت امي لنا الوطن هنا .. كانت هي عراقنا في الغربة .. اتصلت بك وانا سعيدة كطفلة : غداااا العيد .. عيدنا اناااااااااا سعيدة .
- هههههههههه ربما سأبدا بحب اعيادكم لأنها تجعلك هكذا .
- يكفيني ان تحبني .. اسمعني عندما ننتهي من صنع حلوى العيد اريدك ان تأتي لأعطيك نصيبك منها فهي شهية للغاية وهي ساخنة .
وعدت لمساعدة امي وصديقاتها .. عندما جهزت اولى الصواني واخرجناها من الفرن سارعت بتغليف صحن لك .. خرجت من المنزل حيث كنت تصف سيارتك بعيدا عن باب المنزل لان سيارات صديقات امي تزحم المكان .. فتحت باب السيارة وركبت بجانبك وانا اقول : عيد سعيييييييييييييييييييييييييدة .
قلدتني قائلا :happy Eid .
ناولتك الطبق وانا اقول : كله مع الشاي .
- مارأيك بأن نأكله معا .
- لايمكنني فصديقات امي بالداخل .. احبك .
امسكت بيدي قائلا : انتظري .
- ماذا .
مددت لي كيس للهاديا قائلا : هذه لك .
نظرت لك بعتاب : لماذا !.
- لأنه عيدك .
- اووه شكرا لك .. احبك كثييييرا .
بعثت قبلة في الهواء لك وترجلت من السيارة ... عدنا وصلت لغرفتي فتحت الكيس كان بداخله صندوق متوسط الحجم ووردة حمراء قبلت الوردة لأنها منك .. وفتحت الصندوق كان به معطف زهري اللون ناعم للغاية .. وسوار من الفضة كتب عليه ( I love you just the way you are ) كم احببت هذا السوار وكم احببتك حينها ارتديتها وصورتها وهي على معصمي .. بعثتها لك وقد كتبت : احبك .
وككل ليلة عيد اجهز ثياب العيد على حافة سريري وانام .. تجهز امي لنا في صباح العيد فطور فاخر ولكنها تبقى تتحسر على ( القيمر العراقي والكاهي ) حيث يبدأ اقاربنا في العراق بارسال صور فطورهم لامي وتبدأ هي بالتحسر ..
في اليوم الاول من العيد يكون عائلي جدا .. ولكن توالت الزيارات العائلية ولم استطع رؤيتك طوال فترة العيد .. اتذكر عندما كنا نتحدث ليلا قلت لي : اكره عيدكم .
- ههههههههههههه .
....
كنت دائما حريصة على حضور محاضراتك .. صدقا لا اعرف لم انت تحديدا لم افوت لك محاضرة من قبل !.. كنت مهملة في بقية المحاضرات الا انت !..
الا في يوم تأخرت على حضور محاضرتك .. وصلت للجامعة بعد بدأ المحاضرة بربع ساعة لذا لم ادخل .. سألت روان ان كنت قد سالت عني ولكنك لم تفعل .. في اليوم التالي ذهبت لمكتبك لأسلم لك بعض الاوراق التي كان من المفترض تسلميها ... دخلت لمكتبك كالعادة استقبلتني بابتسامة .. ناولتك الاوراق فسألتني قائلا : لماذا لم تحضري في الامس ؟.
- لقد اتيت متأخرا .
- ولم لم تدخلي !.
- ظننت بأنك لن تسمح لي .
- اها .
بقينا ننظر لبعضنا لوهلة .. بعدها سألتك : مالذي فعلته في عطلة نهاية الاسبوع ؟.
كيف اجرؤ على فعل هذا !.. وانت كنت تجيبني كأننا اصدقاء ..
قلت : قمنا بحفل الشواء مع اصدقائي .
- يبدو انكم استمتعتم .
- كثيرا .
امسكت بهاتفك وبدأت تريني الصور وانا اعلق ونضحك !!..
اتذكر المرة الاولى التي خرجنا فيها مع اصدقائك .. شعرت بأنهم مستنكرين علاقتنا للغاية .. معهم حق !.. ولكنهم حاولوا قدر الامكان ان يكونون لطفاء معي ...
سالت احدى الموجودات حينها : سمعت ان العلاقة الجسدية لديكم ممنوعة .
اجبتها : اجل بدون زواج .
- اذا كيف تستمر علاقتك بدين هكذا !.
قلت انت بالنيابة عني عندما امسكت يدي وقبلتها امام الجميع : حبنا لاينظر لهذه الامور البسيطة المهم اننا مع بعض .
صديقتك روزلي كانت عدائية جدا معي معارضة لعلاقتنا .. قالت : دين كيف يمكنك الزواج بفتاة لاتعرفها جيدا !.. هل ستتزوجها ببساطة .
خذلتني انت قائلا : لانفكر في الزواج حاليا .
بدأت اتساءل كثيرا لم قلت ذلك .. لم استطع ان اخفي قلقي من هذا الامر عندما كنا عائدين في السيارة سألتك : لم قلت اننا لاننوي الزواج .
نظرت الي قائلا : لأن هذه الحقيقة .. مازلت صغيرا على الزواج وانتي ايضا .. الزواج قرار صعب للغاية .
- انت لست صغيرا فها انت اكملت الثلاثين من عمرك وانا العشرين .
- نحن نختلف عنكم .. هل انت خائف من الزواج !.
- بالطبع لا اريده سيقيدني .
- انه ليس كذلك .
اوقفت السيارة جانبا في الطريق وقلت : حقا !.. اليس روتينيا ان اعود كل يوم من العمل اجد زوجتي وفي عطلة نهاية الاسبوع نقضيها في الخروج مع الاطفال اين المتعة في ذلك لايوجد شئ يدعو للحماس في الزواج .. اعتقد بأنني مازلت صغيرا على ان اعيش هكذا .
- الحياة الزوجية ليست مملة .. اتعلم مدى الحماس الذي تشعر به المرأة وهي تعد الطعام طوال النهار منتظرة حبيبها وزوجها في المجئ ليستقبلها بقبلة .. تشعره بأنه طفلها تعتني به .. يجلسان معا يثرثران يشكوان لبعضها .. لاوجود للملل ان كنت برفقة من تحب .. ثم ان الحب في مجتمعي هكذا يجب ان يغلفه الزواج .
لم تعلق كنت تشيح برأسك للجهة الاخرى .. تنهدت قائلة : مضحك ان نتشاجر بشأن شئ لن يحدث .. لأنه محال ان نتزوج .
....
ذاك اليوم غيرنا كثيرا .. اصبحت انت تفكر بشكل مختلف وانا ايضا .. زادك ذاك اليوم تفائل وزادني تعاسة !.. عندما وصلتنا بطاقات لحفل زفاف ابنة عمي التي ولدت وترعرعت في النرويج .. اخبرنا عمي ان حفل الزفاف سيكون في لندن بعثوا لنا ببطاقات عديدة ان كنا نريد دعوة احد فقد اخبرنا عمي ان الزفاف سيكون ضخما للغاية وانهم سيدعون الكثير من الناس ... اختلست بطاقة بدون علم امي واعطيتك اياها قائلة : انت مدعو لزفاف .
قلت بمزاح : زفافك !.
ضربتك بخفة : هاهاهاها سخيف .. انه زفاف ابنة عمي .. ولكنك مدعو.
غمزت لي : والدتك دعتني .
- لا لقد سرقتها .
ضربت يدي قائلا : اصبحتي سارقة .
- كلا بل .. ممم .. ربما !.. المهم الحفل سيكون كبير للغاية وفيه الكثير من المدعوين .. لن يعرفك احد .
نظرت للبطاقة فصدمت وانت تقول : لندن !!.
- اجل .
- تمزحين !.. تريدينني ان اذهب لزفاف وانا غير مدعو وبطاقة مسروقة وايضا في لندن .
قلت لك بغنج : من اجليييي ارجووووووووك .
- مستحيل .
- دين حبيبي .
رفعت حاجبك وقلت : مستحيل لاتحاولي حتى .
- سأخاصمك .
- لن تستطيعي .
نهضت وقلت : انه الاسبوع القادم وان لم تأتي لن اتحدث معك .
وبدأت ابحث عن فستان مناسب للحفل لأنه سيكون مختلط لذا شئ طويل واشتريت معطف وحجاب يناسبه ..
في الليلة التي كنا سنافر بها اتصلت بك اجبتني بصوت ناعس : امممم .
- يالك من بارد كيف تنام وانا سأسافر في الغد وغاضبة منك .
- هل انتي كذلك !.
- اجل .
- تالية يجب ان انام كي استيقظ واذهب للمطار .
فتحت عيني بصدمة وانا اقول بالعربي : شنوووو .
قلدتني وانت تضحك : اجل .. shno ... ههههه سأتي يامجنونة .
- ههههههههههههههههه احبك احبك انت مستفز ولكنني احبك .
...
اثناء تواجدنا في المطار مع امي وابي كنت سعيدة للغاية وتحمسة واضحك وكما قالت امي انني ( استخفيت ) .. ربما لسعادتي المفرطة بقدومك ..
وصلنا لأحد الفنادق وبالمصادفة ( سبحان الله ) انت في نفس الفندق .. وكأنني لست التي كنت اردد كثيرا اسم الفندق الذي سننزل فيه ..
اتصلت بك حينها وانا اصرخ بفرح : انا وانت في لنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدن لا اكاد اصدق انا في حلم هذاااااا رائع .
- هههههههههههههه تعالي لنخرج .
- لايمكنني ذلك .. انا مع امي .
- هل اخرج بمفردي وارى نساء لندن !.
- اياك اقتلك .
- ههههههههه.
لم نستطع ان نقابل عمي لأنه كان مشغولا جدا بالتجهيز للزفاف .. في اليوم التالي ذهبنا للقصر الذي سيقام به الحفل .. استقبلنا عمي وكان هناك شخص يستقبل الضيوف هو منظم الحفل .. المكان كان مزدحم .. رأيت زوجة عمي كانت ترتدي ثياب رسمية للغاية وتلك القبعة التي تتكون من الريش .. سألتها امي عن العدد الكبير من المدعوين فأخبرتها ان معظهم لا تعرفهم .. لحسن الحظ كي لايشعر دين بأنه الوحيد الغريب .. كان الحفل ملكي جدا .. جلسنا في القاعة الكبيرة للقصر الذي تم استئجاره للحفل .. قلت لأمي : شكل العريس غني .
- اي ماشاء الله .
كنا كالغرباء لا نعرف احد فقط اكتفينا بالنظر حولنا .. حتى ان ابنة عمي لا اعرفها ولا اعرف شكلها .. الى ان اتت ابنة عمي الاخرى ديانا تحدثت معي بالانجليزية لأنها لاتعرف العربي قالت لي بأن اتي معها لرؤية العروس .. تركت عائلتي وتركتك انت تتجول بمفردك في المكان وصعدنا للطابق العلوي .. دخلنا لجناح العروس كان رائعا للغاية وفخما .. قبلت العروس وتعرفت عليها .. جلست تثرثر مع صديقاتها .. نظرت لفستان زفافها المعلق .. ذيله طويل للغاية وبسيط ولكنه راقي ورائع .. تسائلت كثيرا هل ياترى سأرتدي فستان كهذا لك انت !.. وجدت الاجابة فورا مستحيل ..
نزلت للطابق السفلي ريثما تستعد هي .. اتصلت بك اجبتني : اين انتي ؟.
- ها انا قادمة مالذي تفعله ؟.
- تعرفت على صديق.
- هههههه بهذه السرعة .
- احم احم انا اجتماعي .
- انت رائع .. هل اعجبك المكان ؟.
- هل ابنة عمك غنية لأتزوجها .
- هههههه انه العريس هو الغني سأتزوجه انا .
- انا صغير على دخولي للسجن بسببك .
- ههههههه .
انهيت المكالمة عندما وصلت لأمي رأيتك من بعيد وابتسمت لك .. قال عمي للمدعوين اننا سنذهب لعقد القران .. خرجنا وركبنا باصات كنا مفتوحة من الاعلى ومزينة بالاشرطة البيضات .. عندما وصلنا صدمنا !.. عقد القران في كنيسة !..
ضربت امي على صردها قائلة : شنوو هاي شو كنيسة شسالفة .
همست لها : ماما صوتج منا الناس .
- ويسمعون شنو هاية ؟.
ترجل الجميع لندخل الكنيسة .. كانت رائعة وتلك الرسومات الروحانية جميلة للغاية .. وقف القس وعلى جانبيه العديد من الاشخاص يغنون لا اعلم ما هي اسمائهم .. دخل العريس فصدمت !.. انه اجنبي .. قالت امي بصوت مسموع : يااا هذا اجنبي .
نظرت لأبي كان صامتا تماما .. نظرت لك كنت تنظر باستغراب ولكنك سعيد .. دخلت العروس برفقة والدها تتشبث بذراعه .. نسيت كل شئ ونسيت صدمتي وتخيلت نفسي مكانها اتشبث بذراع والدي كي يوصلني لك .. كان هو يقف بجانب القس بانتظارها بحب .. وهي تنظر له بلهفة وكأنها تريد اسراع خطواتها .. وصلت له فقبل يدها وصافح والدها .. وقف بجانبها وبدأ القس بمراسم الزواج .. استنكرت امي ذلك للغاية وهي تقول : شلون تتزوج واحد اجنبي مسيحي هالزواج حرام وباطل .. لو شون ابوها قبل .. نظرت هي لابي وقالت له معاتبة .. هاي شون اخوك هيج يسوي .. لا وفرحان بعد يعزمنا ع عرسها .
قلت لها : ماما احنا شعلينا .
- شنو شعلينا .. والله هاي لوبنتي جان موتتها .
نظرت لها بقهر بعد ان اقفلت باب الامل امامي وحكمت علينا بالاعدام .. نظرت لك بخيبة .. تزوجته وقبلا بعضهما وامي طوال الوقت تتذمر .. عدنا للقصر بدأ الحفل وبدأ الجميع يبارك لهما .. الى ان فاجئتني امي وهي تقول : هذا مو استاذج الي مرة شفناه !!.
التفت الى حيث تنظر رأيتها قد لمحت وجودك .. تظاهرت بالمفاجأة : أأأ.. اي صح هذا استاذ دين شيسوي هنا .
امي : روحي سلمي عليه .
تقدمت انت منا واقتربت متصنع الصدمة : تالية !.. مهذه المصادفة .
كدت اضحك : لقد صدمت بوجودك استاذ .
قلت انت : وانا ايضا .. انه حفل زفاف صديقي .
- اوووه انه حفل زفاف ابنة عمي سررت بلقائك .
قلت لأمي بالعربي : ماما عادي ابقى وياه شوية بما انه احنا اهل العروسة .
امي : ماشي .
انفجرت ضاحكا عندما ابتعدنا عن امي : ههههههههههههههه كدت انفجر ضاحكا امام امي .
- هههههه وانا ايضا ولكنك ممثل رائع .
- هههههههه .. لقد صدمت ابنة عمك تزوجت بريطاني .
بدت الخيبة ظاهرة على وجهي .. قلت : اجل .. ولكن امي صدمت .. زواجها محرم .
- انه ليس كذلك .
- في ديننا هو كذلك .
- ارأيتي هي مافعلت تركت كل شئ ورائها وتزوجت به .
خرجنا للخارج في الحديقة لأنني حقا بدات اختنق .. قلت لك وانا انظر للسماء : عائلتي مختلفة عن عائلتها .
- العائلة ترضخ ان اردتي انتي ذلك .
قلت لك بعناد : انا لا اريد .. لايمكنني مواجهة عائلتي ولا يمكنني ان اضرب بديني عرض الحائط .
اقتربت وانت تقول لي بعصبية : انتي لا تحبينني .
- هههه ما هذا الهراء !.
اشرت بيدك للداخل قائلا : انظري اليها احبته وجبرت الجميع يحترم رغبتها .. حتى الاشخاص الغير موافقين على زواجهما اجبرتهم على الصمت الا ترين .
قلت لك : فعلا هي تحبه ولكنها تحبه اكثر من حبه لها .. كيف لم يغير ذلك دينه من اجلها .
- ولم هي لاتفعل .. ثم انني لم اطلب منك ان تغيري دينك .
رفعت صوتي قائلة : هذا الزواج باطل .. محرم .
قلت لي بعتاب : اتعلمين انهما كانا يعيشان معا قبل زواجهما .. كانا في علاقة .
اقتربت منك وضربتك على صدرك : هذا ماتسعى اليه .. العلاقة الجسدية هذا مايهمك .. انت حتى لاتريد الزواج بي ولا تنوي ذلك .
امسكت بمعصمي وقلت وانت تصك على اسنانك : انتي انانية .. منذ البداية وانتي لم تتنازلي ولو لمرة واحدة من اجلي .. لم تفعلي شيئا من اجلي .. انا الذي يجب علي ان اتغير من اجلك .. ومن قال لكي بأنك الصح !.. احببتك وتغيرت من اجلك انه دورك لتتغيري انتي .
اقتربت منك وانا اقول بتحدي : حسنا .. تظن انني لم افعل شئ من اجلك !.. تريد ان تلمسني لتتأكد بأنني فعلت شيئا من اجل هذا الحب !.. هيا قبلني .. افعلها .
اقتربت مني فاغمضت عيني .. فتحتها وجدتك تنظر لي .. قلت : لا اريدك من بعد الان .
وتركتني وغادرت !...
عدنا بعد الزفاف الذي بدا مظلما الي بعد رحيلك شعرت وكأنني في عالم ثاني .. انعزلت لأيام في غرفتي .. بكيت وبكيت وبكيت .. ولم يتغير شئ !.. حاولت ان اقنع نفسي بأن ماحدث كان جيدا لأن هذا هو الذي يجب ان يحدث !.. فترة اتألم بها وبعدها اشفى منك .. ذهبت للجامعة كالعادة وانا محطمة بعد اي فراق .. وجهي شاحب وجسدي يتحرك وانا لست مسيطرة عليه او اعي مالذي يحدث حولي .. دخلت لمحاضرتك كنت انت ترتدي النظارة الطبية .. جلست انا في الخلف وكأنني احاول ان ابتعد عنك اكثر .. مضحك !.. اصور لنفسي انني كلما ابتعدت عنك بالمسافة نسيتك !.. تحت شعار ( البعيد عن العين بعيد عن القلب ) .. ولكن كل هذه تراهات .. فالذي يسكن القلب هو قريب دائما مهما ابتعد ..
كنت استغرق في الحل كي لا اسمع صوتك ولا افكر بك .. انتهت المحاضرة بدأ الجميع يخرج هممت انا وروان بالخروج ولكن دخلت امرأة للقاعة وهي تقول لك : مرحبا حبيبي .
توقفت في مكاني انظر لها وانظر لك !.. دققت النظر فيها كان شعرها بنيا طويلة ونحيفة القوام .. ترتدي تنورة قصيرة .. وقفت امامك وهي تضحك وتتحدث معك !.. بقيت انظر لكما وانا لست مصدقة .. النيران تحرقني وانت تقف ببرود بجانبها !.. كيف تفعل هذا بي !.. هل هنت عليك بهذه السهولة !.. هل استطعت التخلص مني بسرعة حتى لم تنتظرني لأشفى منك !.. بل زدت المي وجعلت جرحي اعمق !..
جرتني روان من يدي لنخرج ... بسرعة ذهبت للحمام دخلت للداخل وبدأت ابكي .. بدأت روان تطرق الباب بشدة كي اخرج ولكنني لم اكن استمع لطرقها .. افرغت كمية بكائي خرجت لأمسح بكائي .. غسلت وجهي وخرجت من الحمام وروان تمسك بيدي تحاول ان تواسيني ولكنها عاجزة .. قلت لها : خلص حبي اني زينة هسة .. حرجع للبيت .
- متأكدة !.
- اي لتخافين .
وتركتها وعدت من جديد لوكري .. لأنطوي في فراشي .. اتت بالوتس بجانبي فاحتضنتها .. نظرت لها انها منك !.. كل شئ حولي يوجد عليه بصمتك فكيف انساك !..
مضت الايام واصبحت لا انتبه لشرحك ولا احضر محاضراتك .. حتى تفاجأت بك بعد انتهاء احدى المحاضرات عندما استوقفتني قائلا : تالية انتظري .
خرج الجميع وخرجت روان تنتظرنني في الخارج وبقيت معك .. وقفت امامك انظر للارض لاشئ اخر ..
قلت لي : غيابك المستمر ودرجاتك التي بدأت تنخفض قد تتسبب في رسوبك هذا الفصل .
قلت ببرود : اها .
- اها !!.
- هل هناك شئ اخر ؟.
- كفي عن التصرف بهذا الشكل لاتخلطي بين مستقبلك وبما بيننا .
- عن اذنك .
خرجت وتركتك .. كفاك ياعيني بكاء الا تملين !.. واستمر الحال ..
الى ان !.. اتصلت بي تلك الليلة .. كانت الساعة قد تعدت منتصف الليل تفاجأت من اتصالك ولكنني اجبت بتعطش لصوتك : الو .
- انا في الخارج .
بسرعة اقتربت من النافذة التي على يساري التي تلتصق بسريري .. فتحتها ورأيتك تستند على مقدمة سيارتك وتنظر لنافذتي .. قلت : انا اسف .
انهمرت دموعي قائلة : وانا ايضا .. اسفة لأنني لست مناسبة لك .
- انا لا استحقك .. ملاك مثلك .. لايهم من يضحي اكثر المهم ان يستمر الحب .
- وحبيبتك الجديدة !.
- تعرفت عليها فترة خرجنا في موعد ولكنني لم استطع .. وجدت نفسي اتذكرك عندما ارى اي امرأة اخرى .. اتذكر كلامك .. دعاباتك .. ضحكتك .. حتى ملمس يدك .. انا لا احتاج لممارسة الحب مع غيرك لأنني رجل محتاج لذلك .. انا احتاج اليك انتي .. المشكلة انني لم اجدك في احضان الاخريات .. لم يعوضني شئ عنك .
- الا تظن بان قصة مثل قصتنا مرهقة ولن تثمر !.
- لايمهني شئ .. سأبقى بجانبك دائما ولن ادعك تبتعدين .
ابتسمت بفرح ومسحت دموعي .. قلت بصوت حنون : كفي عني البكاء .
- انا سعيدة للغاية لأنني املك شخصا مثلك .
وبقينا نتحدث ونمت تلك الليلة وانا بجانب النافذة وانت في سيارتك .. نمنا ونحن نتحدث عبر الهاتف ..
