Chapter 5

9.2K 352 49
                                    

اتذكر ذات اليوم الذي اتى به ابنك تايلر لقضاء يوم معك .. اخبرتني انك لم تعتد على ان تكون ابا وحتى يمكنك التعامل مع طفل في الثالثة من عمره .. كم كان صعبا علي ان اتظاهر امامك بأنني بخير ولكنني لم اكن كذلك !.. كنت اموت في لحظة انظر لك وله !.. بسرعة حدث ذلك حتى لم استغرق الكثير من الوقت لأستوعب واواسي نفسي بل كان همي هو ان اواسيك انت واجعلك جاهزا لتقبل هذا الطفل ...
كنت في منزلك اجهز المكان وارتبه لاستقبالك انت وهو .. اتذكر عندما دخلت للمنزل وانت تحمله وقفت امامك وانا مذهولة !.. انه نسخة مصغرة منك .. هذا الطفل الذي كنت احلم بان يخلق من دمي ودمك !.. طفل يشبهك !.. هو الان من امرأة اخرى .. بسرعة رميت بأفكاري تلك وهلوساتي وقلت بمرح : مرحبا تايلر كم انت جميل .
مد الطفل يده الصغيرة ببراءة فقبلت يده .. كم كان رقيقا .. نظرت انت له قائلا عبارة صدمتني : تايلر اعرفك بتالية انها ام اخوتك في المستقبل .
فتحت عيني بصدمة !.. للمرة الاولى تقول شيئا كهذا !.. لم تخبرني من قبل انك تريد اطفال ولا انك تفكر بأن ننجب او شئ من هذا القبيل .. ابتسمت لك بحب حينها ..
قلت لك : ساحضر الغداء وانت اجلس برفقته شاهدا التلفاز .
دخلت للمطبخ وانا احاول ان اتهرب منك .. اخذت نفسا عميقا ورددت في نفسي انتي بخير تالية .. لم انتي حزينة !.. لايهم اهدئي .. هل حقا تريدين ان يراك دين هكذا !.. هو يحتاج لتشجعيك ودعمك اصمدي ..
بدأت اطهو اثناء ذلك سمعتك تقول وفمك عند اذني وانت خلفي : منظرك رائع وانتي تطهين لنا .. ارغب باحتضانك ولكن اعلم بأنك سترفضين .
التفت الي قائلة : هههههه جيد انك تعلم هذا .
امسكت بيدي قائلا : انا اسف لأنني جعلتك تعايشين كل هذا .
قلت بنفي : ماهذه الحماقة كل شئ سيكون على مايرام .. والان هيا اذهب لتجلس معه .
قبلت راحة يدي ببطئ وعيناك تركزهما علي .. ورحلت .. زفرت انا وعدت لعملي .. انتهيت من عملي واخرجت الصحون رأيتك تجلس بجانبه على الاريكة تشاهد مباراة كرة السلة .. وضعت الاطباق على الطاولة الكبيرة منخفضة الارتفاع امام الاريكة التي تجلسان عليها .. وضعت يدي على خصري قائلة : اخبرتك ان تشاهد معه التلفاز !.. ماهذا مباراة !.
قلت وانت تشاهد التلفاز بحماس : يجب ان يحب هذه اللعبة كي يصبح مثل اباه .
اقتربت وجررت جهاز التحكم منك قائلة : كلا انه طفل سيشاهد الرسوم المتحركة .
غيرت القناة وجلسنا نحن الثلاثة نأكل وانت تتذمر من الرسوم المتحركة وانا وتايلر نتشاجر معك فقد اصبحنا نشكل فريقا ضدك ..
لعبنا الى ان بدأ يشعر بالنعاس .. اقترب مني وهو يفكر عينيه بيديه قائلا لي : اشعر بالنعاس .
وارتمى في حضني .. صدمت لانه فعل ذلك ولكنني شعرت بشئ جميل بداخلي .. حملته وصعدت به لغرفتك التي في الاعلى .. وضعت على السرير واستلقيت بجانبه وانا امسح على شعره .. اااه كم يشبهك .. يده الصغيرة تعلقت بسبابتي الى ان غط بالنوم .. بدأت اراقب تفاصيل وجهه الصغير .. انه حقا نسخة منك .. هل ياترى احبتك تلك المرأة لدرجة ان تنجب شخصا يشبهك لهذه الدرجة !.. لو كان من المحتمل ان يكون لنا مستقبل معا ياترى كيف كانت ستكون ملامح اطفالنا !.. شرقية ام غربية !.. كفاني من التفكير بكل هذه الخرافات فلن يحدث شئ ولن يكون لنا مستقبل معا هذا ماقاله لي الواقع ...
خرجت من الغرفة بهدوء فوجدت تقف عن الباب كنت تراقب كل شئ وانت مبتسم .. قلت لك بصوت منخفض : انت محظوظ به وهو محظوظ بك .
- انا محظوظ بك فقط .
بلعت ريقي قائلة : انا سأذهب تأخرت .
- انتظري تأتي والدته بعدها اوصلك .
- لا داعي ستأتي هدى لتقلني .
هممت بالمغادرة ولكنك امسكت بمعصمي قائلا : انا حقا اريد اطفالا منك .
- ولكنك لاتحب الاطفال .
- ساحبهم لأنني احبك .. احببت تايلر لأنني احببته .
ابتسمت لك بحزن حينها لأنني اعلم اننا ثملان بالحب واننا حين نستعيد وعينا لن نجد شئ من هذا كله !..
...
....

على دين حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن