٧/دعني اذهب

9K 184 1
                                    

7- دعني اذوب

تعمد لوغان البقاء صامتا في طريق العودة الى منزل دارسي لكنه احس بالغضب الشديد نحو والدها لأنه تركها في موقف حرج كهذا،فالمطعم مطعمه ولايحق له الأبتعاد بهذا الشكل وترك كل شيء على عاتقها!
حين وصلا الى منزلها اضاءت النور وسبقته الى المطبخ:
-هل ترغب لوغان بفنجان قهوة؟

رد لوغان بحزم:"لا..بل ارغب في ان تجلسي".
وقرن كلماته بالفعل،ردها بلطف نحو احدى الكراسي الخشبية الموضوعة حول الطاولة.
-..انا سأعد القهوة.لقد خدمت للناس بما يكفي هذا المساء.
وبدأ يفتش في خزانة المطبخ  عن البن:"لم اكن اعرف ان ادارة المطعم تتطلب كل هذا العمل".
ابتسمت دارسي متوترة:"في العادة هناك طاهيان في المطبخ كل مساء..
لكن عطلة الطاهي الآخر صادفت الليلة و..".
قطع عليها لوغان الكلام:"وبسبب اختفاء ابيك بقيت لتحمل العبء وحدك".
صححت له:"في الواقع كنت سأقول هذا،كما انني لم اشعر انه من الأنصاف ان اطلب من دايفد القيام بعمل اضافي هذا المساء".
-انا لااعتقد ان والدك كان منصفا في الأبتعاد وترك الأمور على عاتقك..فما حصل فسخ خطوبة وليس نهاية العالم!
ووضع امامها فنجان قهوة يتصاعد منه البخار قبل ان يجلس ويحتسي قهوته.
نظرت اليه مفكرة لعدة ثوان:"هل وقعت في الحب من قبل يالوغان؟".
تراجع في جلسته ولم يستطع اخفاء دهشته لسؤالها الشخصي،مامن احد طرح عليه يوما سؤالا كهذا،ولاحتى فيرغوس والله يعلم انه اقرب من الأخوة!
اخيرا رد عليها مدافعا:"وانت؟".
ابتسمت ابتسامة بدت اقل تعبا هذه المرة،الراحة من ضغط العمل ودفء القهوة انعشاها قليلا على مايبدو.
قالت:"مرة واحدة..لكني لااعتقد انها تحسب".
ولم يوافقها لوغان الرأي..اي نوع من الرجال هذا الذي احبته يوما؟
وهل حبها هو ايضا؟ واذا كان الأمر كذلك فأين هو الآن؟
قالت بابتسامة شريرة:"كنت في التاسعة وكان هو في العاشرة".
لاشك انها تشعر بالتحسن لتمزح هكذا..وتقبل لوغان الأمر بظرف.
لكنه لم يشعر بحال افضل..لماذا يزعجه كثيرا ان يعرف انها احبت شخصا آخر؟
رد بخشونه ليغطي ارتباكه:"انه اكبر منك سنا".
ابتسمت وارتشفت القهوة:"همم..لكنني لااعتقد انه يمكنك الحكم على مشاعر ابي على هذا الأساس في الوقت الحاضر".
قد تكون محقة،ولأن لوغان لم يحب من قبل..حتى في التاسعة او العاشرة فهو لايستطيع ان يطلق الأحكام الا انه لايزال يعتقد ان امه لبست خسارة كبيرة لدانيال وحياته!
هز لوغان كتفيه:"انا واثق من انه سيتغلب على محنته"؟
نظرت دارسي اليه نظرة مضطربة:"اتمنى لو اكون واثقة مثلك..ربما لوتكلمت مع امك..".
انفجر غير مصدق:"لماذا".
ووضع فنجان القهوة من يده:"ذاك المساء لم تستطيعي تحمل البقاء في المطعم معها".
كشرت دارسي وجهها:"لكن ربما كنت مخطئة في حقها،لقد فكرت بهذا كثيرا..ونظرا لحالة والدي الآن كان من الأفضل ان افكر..اذا كان يحبها..".
ذكرها لوغان:"لقد قلت بنفسك انه لايحبها..وانه لايمكن ان يعرف حقيقة مشاعره بعد ثلاث اسابيع من معرفتها".
تنهدت دارسي بثقل:"كنت اظن ان فسخ الخطوبة هو ما اريده.لكن الىن وقد حدث ماحدث لااستطيع تحمل رؤية والدي تعيسا".
-تعاسة قصيرة الآن افضل من تعاسة تدوم طول العمر.
امالت رأسها وهي تنظر اليه مفكرة مرة اخرى:
-انت حقا لم تحب..اليس كذلك؟
-انا ببساطة اشك ان يكون الحب اساسا جيدا لبناء علاقة تدوم مدى العمر.
نظرت دارسي اليه غير مصدقة وشهقت:"ماهي الأسس الجيدة اذن؟".
-ليس لدي فكرة ..يجب ان ارى علاقة ناجحة لأحكم!
كان زواج امه من ابيه سعيدا..لكن لوغان كان صغير جدا حين مات،والده ليتمكن من الحكم على صحة ذلك.
اما زواج امه الثاني فكان اشبه بساحة معركة.
لا...لقد قرر منذ زمن بعيد انه لو خطا هذه الخطوة يوما وتزوج فلن يكون ذلك بالتأكيد بسبب الحب فالحب يجعل المرء ضعيفا ولوغان لايريد ان يختبر هذا النوع من الأحاسيس.
تجهم جبين دارسي العاجي:"اجد هذا محزنا جدا".
وبدت حزينه فعلا ،الا ان لوغان لم يكن يريد ان يسبب لها هذه التعاسة فقال مازحا:"نحن لسنا هنا لنناقش نظرتي في الحب والزواج..وما يهمك هو والدك..الا تذكرين؟".
لكنه سرعان ماادرك ان ماقاله لم يكن مناسبا خاصة بعد ان رأى حزنها يزداد عمقا.
سألته:"اود حقا ان اتحدث الى امك،اتظن ان هذا ممكن؟".ونظرت اليه بعينين رماديتين صافيتين.
هذا مستحيل عن طريقه!فهو لايرغب مطلقا ان تقابل امه.
قال بحذر:"لأي غرض؟".
بدت مرتبكة:"بصراحة ليس لدي فكرة وهذا امر غريب،لكني اشعر ان كل منا تحب والدي وهذا يجعل بيننا رابطا ما..هل تفهم هذا؟".
ونظرت اليه متسائلة.
ذكرها:"هل نسيت ان امي هي التي فسخت الخطوبة؟وهذا بالكاد يعتبر تصرف امرأة تحب!".
اصرت دارسي:"هنا تكمن المسألة كلها احتاج ان اعرف لماذا فسخت الخطوبة ..واذا كان هذا الأمر يتعلق بي..".
قاطعها لوغان بأصرار:"حتى لوكان له علاقة بك ماذا يمكنك ان تفعلي؟".
كان لايزال غير واثق من صدق كلام امه انها قالت لن تتزوج دانيال اذا كان هذا الزواج يفسد علاقته بأبنته.
-امي ليست من النوع الذي يتأثر باحتياجات الآخرين ورغباتهم.
ولم تعجبه الطريقة التي راحت بها دارسي تنظر اليه.وادرك انه بكلامه هذا فضح الكثير من استيائه ومرارته نحو امه.

روايا احلام/ عبير:لا تبتسميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن