٢/ لاتبتسمي

10.5K 219 4
                                    

2-لا تبتسمي.

قالت سكرتيرة ة لوغان له:"هذالك".
ووضعت على مكتبه رزمة كبيرة بنية اللون طبع عليها بوضوح اسمه
وعنوان مكتبه.
رفع لوغان راسه مقطبا..كانت افكاره لا تزال منصبة على العقد الذى
يدرسه ، فالامور القانونيه باتت اكثر تعقيدا مع مرور الوقت.ومع ان فريقه
القانوني يتعامل معها بشكل جيد، لكنه كان يرغب فى معرفةراي ابن خالته
فيرغوس ايضا قبل ان يوقع على اي شيء .
لكن مدبرة منزله ابلغت لوغان انه سافر إلى اسكوتلندة الى
منزل جدهما..وما من شك ان هيوغ ماكدونالد لديه سبب وجيه لطلب
خدمات محامي العائلة ، لكن في هذه اللحظات باللذات لم يكن صبر لوغان
يسمح له بالاهتمام بهذه الاسباب .
وضع القلم الذهبي جانبا ومرر يده فوق جبينه المتعب..فامسية
البارحة التي امضاها مع تلك الشقراء لم تكن ناجحة كما امل ان تكون .
فبعد نصف ساعة امضاها مع اندريا الجميلة ، اكتشف انها تقهقه
كالمراهقات ، وتتكلم دون توقف عن عملها كعارضة ازياء ولا تأكل كثيرا
حفاظا على جسمها..!
وكانت الأمسية قد طالت كثيرا بالنسبة للوغان ، حتى انه تنهد بارتياح
حين تمكن اخيرا من ايصال اندريا الى شقتها دون ان يطلب رؤيتها مجددا!
سال كارين:"ما هذا؟".
ونظر دون اهتمام الى اللفافة .
قالت سكرتيرته الكفؤة :"ليس لدي فكرة . لم افتحها. لقد كتب
عليها شخصي وخاص ".
ورفعت حاجبيها الأشقرين متسائلة .
التوى فم لوغان بتعبير ساخر وهو يتطلع الى اللفافة المغطاة بالورق ،
وقال متشدقا:"هل تفحصتها؟ قد تكون قنبلة او اسوأمن هذا".
ورنت في اذنيه تهديدات غلوريا بعد فراقهما منذ اسبوعين .
ضحكت كارين و لم تبد تعاطفآ مع مشاعر لوغان القلقة..ومع ان هذا
لم يكن مفاجئا له الا انه تقبله على مضض . فكارين تعمل عنده منذ ما
يقارب عشر سنوات وقد مر عليها عدة نساءشبيهات بغلوريا دخلن حياته
وخرجن منها...وهي تعرف ان ايا منهن لم تنجح في التأثير عليه .
اكدت له ممازحة:"لقد وصلت عن طريق شركة شهيرة".
ظهرت على وجهه تكشيرة:"هذه ليست ضمانة".
ضحكت كارين مجددا بنعومة:"هيا لوغان ، خاطر لمرة فى حياتك..
افتحها".
نظر الى اللفافة مرة اخرى واذ لم يجد عليها عنوان المرسل فسأل:"هل قال المرسال
ممن هي؟".
لم تكن اللفافة ثقيلة ، وكأن العلبة التي بداخلها فارغة .
ردت كارين:"لا..لكن اذا كنت تعتقد حقاانها قنبلة فهل تريدني
ان انادي جيرارد لياخذها إلى الطابق السفلي و...؟".
قاطعها بخشونة:"لا. لا اعتقد هذا...".
-حسن جدآ ..الن تفتحها".
-سأفتحها..في الحال .
وراح ينتزع الورقة السمراءعن العلبة، ثم فتحها قائلا:"ماهذا..؟".
وحدق باستغراب في المنديل والقميص الحريري الأبيضين الموضوعين في
العلبة .
نظرت كارين من فوق كتفه الى محتويات العلبة واطلقت صفيرا خافتا
من بين اسنانها:"لهذا اذن ارادت معرفة مقاس قميصك..".
رفع لوغان نظره إليها بحدة:"من اراد ان يعرف!".
ولماذا يسال وقد عرف المرسل.قد يكون القميص الحريرى الأبيض
هدية غاليةالثمن من اي امراة..لكن المنديل المغسول والمكوي. لا يمكن
ان ياتي سوى من امراة وحدة ..دارسي!
قبل ان يطوي الورق ويضع الغطاء فوق العلبة ، القى نظرة سريعة
اظهرت له ان ما من رسالة مرفقة في داخلها.لكن ، لم يكن من حاجة
للرسالة ، فهو يدرك تماما من ارسل هذه الأشياء.لطف من دارسي ان
تغسل المنديل وتكويه وتعيده اليه ، اما بالنسبة للقميص فإنه لا ينوي قبوله ،
فالفتاة مجرد خادمة في مطعم وهو يعرف تماما كم يكلف قميص حريري .
كانت اساريره متجهمة وهو ينظر إلى ساعته مسائلا عما ا ذا كان
المطعم يفتح ابوابه في مثل هذا الوقت . نظر الى كارين ، وقال بحدة:"هل
يمكن ان تطلبي لى مطعم الشيف سيمون"ارجوك؟".
هزت كارين راسها:"بالطبع ".
وتحركت نحو الباب .ثم توقفت وهي تفتحه:"كن لطيفا معها..
همم؟ كانت تبدو حلوة جدا و..".
رد بنفاد صبر:"اطلبي لى الرقم فقط يا كارين".
اخر مايريده هو ان تظن سكرتيرته ان دارسي مفتونة به ، وان تتصرف
على هذا الأساس.
كان يعرف تماما سبب ارسال هذا القميص له ، ولا دخل للامر
بالافتتان بل على الأرجح ان تلك المراة السخيفة مفتوته بدانيال سيمون ،
ولاتريد المخاطرة بفقدان عملها معه .
اختطف السماعة بعد ان طلبت له كارين الرقم.
- مساء الخير..الشيف سيمون .. كيف استطيع ان اخدمك ؟ .
امسك لوغان السماعة بشدة .فقد كان غاضبآ لتصرف دارسي، لكن لا
جدوى من فقدان اعصابه مع شخص آخر لهذا السبب!
-اريد التحدث الى دارسي ارجوك .
وادرك فى تلك اللحظة انه لم يسالها عن اسم عائلتها.
-دارسي لست متاكدامن وجود زبونة بمثل هذا الاسم سيدى..
لكنني ساتاكد لو انك...
قاطعه قائلا :"انها ليست زبونة.. انها تعمل لديكم ".
وحاول الحفاظ على هدوئه الذى يكاد يخونه.
رجاء الرد المحتار:"لست واثقا.. لحظة من فضلك سيدي .
واستطاع لوغان سماع دمدمة اصوات من بعيد.
راح ينقر اصابعه على منضدته بنفاد صبر وهو ينتظر..ووقع نظره على
العلبة التي تحوي القميص فعاودته مشاعر الانزعاج من جديد .
عاد الصوت المرح على الطرف الآخر من الهاتف:"آسف لهذاسيدي ،
لكن يبدو ان دارسي ستكون في المطعم هذا المساء.
فقال بخشونة:"فى اى وقت ؟".
-كلنا نصل عادة في السابعة..
-احجز لي طاولة للساعة الثامنة باسم ماكنزي..ولشخص واحد .
-بكل تأكيد سيدي ..هل اقول لدارسي ..
قاطعه بخشونة :"لا اريد مفاجائتها".
ولم تكن المفاجاة هي كل ما يريده لدارسي .
-بكل تاكيدسيدي ، ستكون الطاولة جاهزة.
واقفل الخط .
تراجع لوغان الى الوراء في كرسيه ، وظهر تعبير متجهم على وجهه وهو
يفكر ان دارسي لن تكون مسرورة بلقائه فى المطعم هذا المساء..خاصة وان
دافعه الأكبرهو ان يدق عنقها النحيل.فقد تكون هذه الأمسية اكثراثارة
للاهتمام من الأمس !
ذلك المساء ، كان في شقته يستحم ويرتدي ملابسه.
واذ هم بالخروج ، سمع رنين الهاتف . لكنه لم يرفع السماعة ، لانها
السابعة والنصف ، واذا كان سيصل الى الطعم في الثامنة ، يجب ان يغادر
يعد بضع دقائق .لكن جرس الهاتف لم يكف عن الرنين .
اخذ لوغان السماعة ، وقال بنفاد صبر : "نعم"..
رد فيرغوس :"امسية سعيدة يا ابن الخالة".

روايا احلام/ عبير:لا تبتسميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن