الحقيقه القاسيه٤/

10.2K 197 6
                                    

4-الحقيقة القاسية

دانيال سيمون هو والد دارسي.."وليس العشيق الذي ظنه لوغان".
هذه اخبار مفاجئة له،الآن اتضح ماكان فيرغوس ينوي ان يحدثه عنه.
بدأت دارسي تتكلم بارتباك:"اعرف انك تعتبر ان تصرفي انانيا.لكن امي ماتت منذ اكثر من سنه بقليل،لقد استمر زواجهما ثماني وعشرون سنه..!كنا عائلة سعيدة،ولااستطيع ان افهم كيف يمكن لأبي ان يحب امرأة اخرى بعد وقت قصير كهذا".

والدها..
كلما قالت دارسي هذا،كان لوغان يجفل من داخله بسبب اعتقاده السابق ان دارسي على علاقة غرامية بالشيف سيمون..لم تقل له دارسي اسم عائلتها ابدا..وهو لم يسألها ولم يسبق ان خاطبت دانيال على انه والدها..او نادته ابي!
ولكن..كيف سيقول الآن لدارسي..؟
قالت فجأة دون ان تلتقي نظرتها بنظرته:"اظن انه من الأفضل ان اذهب..لقد اخذت حقا مايكفي من وقتك".
امسك ذراعها وهي تستدير لتبتعد:"دارسي!".
وسبحت العينان الرماديتان العميقتان بالدموع:"اعرف انني كنت انانية..لكنني فقط..لااستطيع ان اتصور تلك المرأة كزوجة لأبي!".
وبكت بعاطفة جياشة.
ضمها لوغان بلطف بين ذراعيه،يحتضنها على صدره والدموع تنهمر على خديها.
يبدو انه اعتاد على هذا!ولم يكن متذمر..لكنه لايحب ان يرى دارسي متكدرة هكذا..ولو ان بكاءها افضل له من ابتسامتها التي تخطف انفاسه.
قال لها برقة:"اعرف انني لن استطيع ان اواسيك الآن يادارسي..
لكنني اشك كثيرا في ان تصبح مارغريت زوجة لابيك!".
استقامت دارسي ومسحت الدموع من عينيها"والدي مصمم على الزواج بها".
هز لوغان رأسه:"وانا واثق من انها لن تصبح زوجة ابيك".
اتسعت العينان الرماديتان المحمرتان،وابتلعت دارسي ريقها:"لكن كيف لك ان تكون متأكدا؟"
بدا جادا:"صدقيني".
وصمت عندما سمع رنين الهاتف الداخلي.
بعد الطريقة الفجائية التي قطعت فيها امسيته بالمطعم من المحتمل ان يكون الزائر فيرغوس..وابن خالته هو اخر شخص يريد لوغان ان يراه في هذه اللحظات.حسن جدا..ربما ليس اخر شخص..فمارغريت فرايزر هي احق بذلك.
سألت دارسي:"الايجب ان ترد؟".
ومسحت كل اثار الدموع بارتباك.
اعترف على مضض:"اجل يجب ان افعل".
كان لايزال يحتاج الى وقت وفرصة ليتحدث الى دارسي ويشرح لها.
لكن الوقت لم يكن مناسب بكل تأكيد،وو صعد فيرغوس بينما دارسي لاتزال هنا فقد يقول شيئا يجب الا يقوله..!
ووجد نفسه يسأل بسرعة:"دارسي،هل يمكن ان تتناولي الغداء معي غدا؟".
نظرت اليه متسائلة:"ولماذا؟".
ارتفع حاجباه بنفاد صبر:"لأنني اريد تناول الغداء معك".
-ولماذا؟
-ياألهي يامرأة..قولي نعم اولا..فقط.
بدأت تقول ببطء:"اذا كنت تدعوني لمجرد انك تشعر بالأسف علي..".
قاطعها بحدة:"انا لاأشعر بالأسف عليك".
على الاقل حتى الآن..
قال بحزم وهو يعرف ان صبر فيرغوس سيفقد لطول انتظاره.
-يجب ان اتكلم معك.
بدا على ثغرها طيف ابتسامة:"حسن جدا"؟
ماان خرج لوغان من المصعد برفقة دارسي حتى رمقه فيرغوس بنظرة انتقاد باردة،لأنه تركه ينتظر.
قال لوغان فيما كان فيرغوس يحاول التكلم:"سأعود بعد لحظة".
لاحظ ان فيرغوس يحمل اللفافة معه..وسوف يحل هذه المسالة مع دارسي غدا.
-سوف اطلب سيارة اجرة لدارسي.
وخرج من المبنى ودارسي الى جانبه قبل ان تتاح لابن خالته فرصه لكي يرد.
استدارت دارسي اليه قبل ان تدخل سيارة الأجرة،وقالت بخجل:
"لقد كنت لطيفا جدا..حقا".
بالنسبة للعديد من الناس لايمكن وصف لوغن بهذه الميزة..لكن،اذا كانت دارسي تراه هكذا فهو لن يجادلها!
وذكرها:"الغداء غدا..الثانية عشرة والنصف..مطعم روماين..انه..".
-اعرف اين هو.
ومدت يدها تصافحه:"شكرا مرة اخرى".
وقف يراقب السيارة حتى اختفت عند زاوية الشارع ثم استدار ليعود الى المبنى.
قال فيرغوس معلقا وهو يلحق بلوغان الى المصعد:"فتاة لطيفة المظهر".
نظر اليه لوغان بجفاء"انها ابنه دانيال سيمون..لكنك تعرف هذا..اليس كذلك؟"
تنهد فيرغوس ثم القى طوله الفارغ على مقعد وثير:"نعم..اعرف..بالمناسبة هذه لك".
واعطاه اللفافة وهو يقول:"لم نأكل شيئا هذا المساء!".
توصل لوغان الى قرار:"تعال..سأطهو لنا بيضا مقليا..ثم تخبرني بالتفصيل بما يجري!".
لم يستغرق تحضير البيض والسلطة سوى دقائق.وجلس الرجلان الى مائدة الطعام في المطبخ.
نظر لوغان شزرا الى ابن خالته:"هل انا على صواب في افتراضي ان زيارتك الأخيرة لجدي سببها ان امي على وشك ان تعلن خطوبتها على الطاهي دانيال سيمون؟".
والدته؟مارغريت فرايز؟
ان الأمر صعب التصديق،حتى انه هو نفسه يكاد لايصدقه في معظم الأوقات.
لقد اصيب بالذهول حين اخبرته دارسي ان والدها ينوي الزواج من الممثلة الجميلة..هو وأمه لم يكونا يوما مقربين.لكن في الماضي كانت تعلمه بخطوبتها اوزواجها..
الا ان لوغان فوجيء هذه المرة تماما..لعل دارسي اساءت فهم صمته،لذا سيشرح لها في الغد حين يلتقيان على الغداء.
اكد له فيرغوس متنهدا مرة اخرى:"هذا صحيح يبدو انها ابلغته بذلك حين زارته في عطلة الأسبوع".
-ولأننا كنا دائما مقربين..اختاروك لتزف الخبر لي.
هز ابن خالته كتفيه:"في العادة كانت الخالة ميغ ستقول لك بنفسها،لكن هذه المرة يبدو ان هناك..تعقيدات".
اكد لوغان على كلامه:"دارسي"
-اجل..دارسي..يبدو انها غير متحمسة كثيرا لأنضمام الخالة ميغ الى عائلتها.
صاح لوغان:"ولن اكون متحمسا جدا لأنضمامها الى عائلتي اليس كذلك!".
استدار فيرغوس لينظر اليه نظرة جادة:"انت تعرف انني لم احاول يوما في علاقتك مع الخالة ميغ..".
حذره لوغان بصوت منخفض:"اذن،لاتبدأ الآن".
-ولاأنوي هذا.
نظر اليه لوغان بارتياب:"لا؟".
اكيد فيرغوس بخفة:"لا".
وارتشف قليلا من المرطب الذي قدمه له لوغان مع الطعام،واكمل:"اولا ،لأن لاداعي لهذا..فمشاعرك في هذا الخصوص هي من شأنك،ثانيا،لأنني اؤمن ان هناك امر اكثر الحاحا لنناقشه".
ارتفع حاجبا لوغان:"مثل ماذا؟".
كيف ستتمكن مثلا من اخبار دارسي انك ابن مارغريت فرايزر دون ان ترفض رؤيتك بعد ذلك؟.

روايا احلام/ عبير:لا تبتسميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن