٥/هذا مااردته

9.8K 198 6
                                    

5-هذا ماأردته

كان لوغان قد عاد من المطعم منذ وقت قصير،عندما وصل ابن خالته فيرغوس الى مكتبه فأبلغه:"لاتريد رؤيتي".
بقي فيرغوس مستلقيا تماما وهويجلس قبالة لوغان..وقال ساخرا:
"ارى انك عالجت الموقف بحنكتك ودبلوماسيتك المعتادتين".
عبس لوغان وهو يتذكر غضب دارسي..في الحقيقة،لم تتح له الفرصة للتصرف بحنكة او دبلوماسية..وكيف يمكنه ذلك ودارسي كانت تعرف جيدا من هو حين انضمت اليه للغداء؟
كان يعتقد انه سيتسنى له ان يقول الحقيقة بنفسه،لكن كان يجب ان يخطر بباله ان والدها قد يخبرها بذلك قبل ان يلتقيا!تطلع الى فيرغوس:"لم تتح لي فرصة معالجة اي شيء..لابد ان والدها قال لها انني ابن مارغريت ".
ضحك فيرغوس وهز رأسه:"مسكين لوغان".
كان لوغان بحاجة لأن يكلم احد لذلك اخبر فيرغوس بما جرى في المطعم بالضبط.وانهى كلامه غير مصدق:"ثم ركلتني!".
تمالك فيرغوس نفسه بما يكفي ليسأل مختنقا:"وهل ركلتك حقا؟ وسط المطعم".
رد لوغان بايجاز:"بل وسط ساقي..نعم ركلتني..واحمل كدمة تؤكد هذا!".
قال فيرغوس :"هل لي ان القي نطرة..لا..ربمالا".فقد رأى ان لوغان ينظر اليه بغضب.
-اعتقد اني معجب بدارسي.
كان لايزال يتذكر عناقهما حين ضمها في الأمسية الماضية..
"انس الأمر لوغان،وبخ نفسه بعناد.هناك تعقيدات كثيرة تحول دون انجذابه الى دارسي سيمون..وهو ينوي معالجتها في اقرب فرصه.
بدا ان فيرغوس قد خمن بعذ افكاره:"اذن ماذا سيحصل الآن؟".
قال لوغان باقتضاب:"اللقاء مع امي".
بدت الدهشة على ابن خالته:"وهل سيكون هذا مفيدا؟".
-ربما لا..لكنه قد يجعلني اشعر بتحسن فهي تتلاعب بأناس طيبين.
وصمت قليلا ثم تابع:"ترمل دانيال سيمون مؤخرا،ولايحتاج الى شخص مثل امي لتدمر حياته".
بدا التفكير على فيرغوس:"همم..عجبا..".في تلك الحظة فتح الباب بعد طرقة خفيفة فصمت فيرغوس.
وضاقت نظرة لوغان وهو يرى امه تدخل دون اعلام مسبق الى مكتبه..
-قالت لي كارين انك تقفل الباب على نفسك مع فيرغوس.
وقف فيرغوس عند دخول خالته ونظر مقطبا الى لوغان وتعبيره الصارم،وقد بدا واضحا انه لايرغب في اظهار اي ليونه.
-كنت في طريقي لرؤية برايس.
وتحرك ليقبل والدة لوغان بخفة على خدها ويضيف:"وداعا خالتي ميغ..لوغان".
تجاهل لوغان رنه التحذير في صوت ابن خالته فهو لاينوي اظهار الليونة والضعف تجاه امه.
قالت الأم بحدة ونفاد صبر بعد ان اصبحا لوحدهما:"توقف عن العبوس لوغان".
وعلا العبوس جبينها العاجي:"انا لاازورك عادة في مكتبك..لكنني جئت اطلب مشورتك.."
قال باستغراب:"تطلبين مشورتي؟".هذا مالم يتوقعه ابدا.
نظرت اليه بتردد وهي تجلس في المقعد الذي اخلاه فيرغوس.
-يبدو انك على وفااق مع دارسي ..
-بل كنت على وفاق مع دارسي.
واكمل:"كان هذا قبل ان تعرف انني ابنك..اعني قبل ان تعرف انك امي،فالأمر سيان في كلا الأحوال والنتيجة ان دارسي لم تعد تنظر لي كصديق الآن..
اوحتى اي شيء آخر..ومن المذهل ان ذلك آلمه اكثر من الكدمة على ساقه!
قالت امه:"فهمت..ماذا سأفعل لوغان!وتنهدت بارتباك.
لم يستطع لوغان اخفاء دهشته..فهذا امر جديد بالنسبة اليه..امه لم تسأله من قبل عن رأيه..
سأل بخشونه:"بشأن ماذا؟".
ردت:"دارسي بالطبع.انا واثقة انك تعرف بامر خطوبتي على دانيال والد دارسي".
قال متشدقا:"اعتقد ان احدهم اخبرني بذلك..اجل".
لمعت عينا امه من الغضب:"لوانك تظهر بعض الأهتمام بي وبحياتي لكنت اخبرتك بنفسي لكن بما انك لا.."واخذت نفسا متهجدجا.
قال متسائلا:"امس تصرررفت وكـأنك لاتعرفين من هي  دارسي".
ردت امه:"حسن جدا.هذا صحيح فنحن لم نلتق من قبل..ثم كنت احاول ان اتجنب حدوث مشكلة في المطعم..اترى..دارسي لاترحب بفكرة زواجي من ابيها."
لم يستطع لوغان مقاومة رد ساخر وقال:"عجبا..لماذا؟".
نظرت اليه امه مفكرة:"اتعرف لوغان..لقد كنت صبيا صغيرا ..جميلا..محبا..مالذي جعلك تتغير هكذا؟".
واستطاع لوغان ان يرى من تعبير الحيرة الحقيقية الذي ظهر على وجه امه انها تريد فعلا ان تعرف..!
رد بحدة ساخرا:"انها الحياة امي..حياتك".
هزت راسها:"لااستطيع ان اصدق انه بعد كل تلك السنين..لوغان اعرف انني ارتكبت الأخطاء في الماضي.."
-اخطاء؟
ووقف ثم تحرك بنفاد صبر نحو آله القهوة الموضوعة على الطاوله الجانبيه،وصب لنفسه فنجانا من السائل الأسمر الذي يتصاعد منه اللهب.
-توفي ابي ولم اكن كبيرا كفاية لكي اقول رايي بما يجري حولي.لقد سخرت مني.

روايا احلام/ عبير:لا تبتسميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن