١٠/هناك اخرى

7.9K 167 6
                                    


10- هناك اخرى
كان لوغان وفيرغوس يجلسان في احد المطاعم،وليس في مطعم الشيف سيمون!
حدق لوغان بسخط عبر الطاولة نحو ابن خالته..وبدا ان الرجل الآخر غير قادر على التوقف عن الضحك.
-هل يمكن ان تتمالك نفسك فيرغوس؟لم يكن هذا مضحكا.
شهق فيرغوس ليرد:"اناآسف لم استطع منع نفسي!انا فقط..ياالهي..اراهن انك بدوت في منظر مثير مع كل ذلك البيض النيء الذي يغطيك!".
وعاودته نوبة ضحك مرة اخرى.
تابع لوغان العبوس في وجه الرجل الاخر وفكر في انه قد يتمكن هو ايضا من رؤية الجانب المضحك لهذا الموقف يوما ما..لكنه لايعتمد على هذا!خاصة في هذه اللحظة بالذات،وبعد مضي ساعة تقريبا على ماحصل،فهو لايزال يجد الامر غير مضحك ابدا.
كان قد رفع نظره الى دارسي في تلك اللحظة غير مصدق لما فعلته،محاولا اقناع نفسه بانه وسط احد تلك الكوابيس التي تراوده في بعض الاحيان...
نظرت دارسي اليه مصدومة هي الاخرى بما فعلت وحدقت فيه برعب..
ولم يكن لوغان متأكدا من ردة فعله..فعلى الأرجح..كان على وشك ان يصفع وجهها الجميل الصغير!لكن قبل ان يتمكن من فعل هذا سمع باب المطبخ يلوح وينفتح خلفهما.
قال دانيال:"اعتقد انني سمعت اصواتا مرتفعة..".
وشهق وهو ينظرا لى لوغان ومظهره المزري:"ياالهي ماذا حدث؟".
استدار لوغان الى الرجل الأخر بعينين مقززتين برودا وهو يعرف كم يبدو منظره سخيفا....ومن هو بالضبط المسؤول عن كل هذا.
وقال متشدقا بقسوة:"كانت ابنتك تبرهن لي مرة اخرى خطورة معاداة فتاة حمراء الشعر غريبة الأطوار".
ابتلعت دارسي ريقها:انا فقط..".
قاطعها لوغان بخشونة:"وفري جهودك..".
ووقف دون مقدمات:"لقد حان وقت رحيلي..على اي حال..ومنذ وقت طويل".
وتحرك ليلتقط احدى المناشف،ويمسح اثار البيض قبل ان ينظر مباشرة الى دانيال قائلا:
-سأكون ممتنا اذا ابلغت امي ان لاضرورة لارسال دعوة لي لحضور الزفاف.
نظر الرجل الأكبر سنا اليه بقلق:"وهل ستحضر كأحد الشاهدين؟".
شخر لوغان ساخرا،ورمى المنشفة التي كان يستخدمها.
-لن احضر مطلقا..
وسار نحو الباب متابعا:"اضافة الى هذا..وبالنظر الى الماضي..والحاضر! فمن المحتمل ان دارسي قد تقوم بتصرف شائن اكثر لو التقينا في حفل الزفاف ..كطعني مثلا خلال حفل الأستقبال!".
-لوغان.
استدار ببطء لسماع صوت نداء دارسي المعذب ورد ببرود الثلج:
-نعم؟
كشرت بخجل:"انا اسفة".
رد لوغان:"وانا كذلك..وانا كذلك!"
لم تحاول ايقافه مرة اخرى وكان هو ممتنا لذلك.كل مااراده هو ان يصل الى بيته قبل ان يراه احد .
لسوء الحظ كان لايزال غاضبا حين وصل الى المطعم ولكن من الواضح ان فيرغوس قد وجد المسألة كلها مضحكة.
تمالك فيرغوس نفسه بما يكفي لينصحه:"اوه..هيا الآن لوغان..ابتهج لو حدث هذا لشخص اخر لضحكت انت ايضا".
-لكن هذا لم يحدث لشخص اخر.
هز ابن خالته راسه وهو لايزال يبتسم:"يجب ان اعترف بانني لم اتأثر كثيرا حين التقيتها ذاك المساء فقد بدت لي صغيرة بشعة..لكن التعرف اليها اكثر قد يكون مثيرا للأهتمام..
وكان لوغان قد وجد دارسي بشعة كذلك حين التقاها لاول مرة ..انما ولسبب ما لم يرقه سماع ابن خالته يقول عنها ذلككما انه لم يعد يراها هكذا،فجمالها الداخلي يشع الى الخارج عبر تلك العينين الرماديتين..وحين تبتسم...!
هز لوغان كتفيه دون اكتراث:"انا واثق انكما ستلتقيان في عرس امي".
لكنه لم يكن مرتاحا لفكرة ان يعمق ابن خالته الساحر الجميل المظهر معرفته بدارسي..واكمل ساخرا:"مامن شك عندي في انك ستتلقى الدعوة".
ولم يكن لديه شك في ان ابن خالتهما الأخر برايس سيلتقي دعوة كذلك،وبرايس هو اكثر جاذبية من فيرغوس!اللعنة!
هز فيؤرغوس راسه برضى حين راى لوغان يبتسم:"هكذا افضل.. كنت اعرف ان روحك المرحة ستظهر في النهاية".
لكن ابتسامة لوغان كئيبة:"ماذا يمكن ان تفعل مع امرأة مثل دارسي؟".
قال فيرغوس:"يجب ان اعترف انني لم التق بامرأة مثلها من قبل ،تبدو لي فريدة من نوعها".
واعترف لوغان في سره،نعم فريدة من نوعها..
قال فيرغوس:"اعتقد انه يجب ان تذهب الى العرس لوغان ولو حتى لتوفير عرض اضافي للضيوف لن ينسوه ابدا".
وكان لوغان قد بدأ بالتوصل الى الاستنتاج ذاته ليس بسبب الحضور وانما لأنه لم يشعر بالارتياح لفكرة وجود برايس وفيرغوس بالقرب من دارسي.
فالرجلان فاتنان تماما وما من شك ان برايس سيرغب بالألتقاء بدارسي ماان يخبره فيرغوس مافعلته بلوغان..
على الاقل هذا مااقنع به نفسه وهو يقود السيارة عائدا الى مكتبه بعد ساعتين.
فراح يفكر بجدية باعادة النظر برفضه ان يكون شاهدا على الزواج..وهو يدرك ان دوافعه ليست شريفة تمام،ولادخل لها اطلاقا بمشاعر امه..فهو ببساطة غير قادر على ترك دارسي  تحت رحمة الفتنة المهلكة لأبني خالته.
قالت كارولين وهو يدخل المكتب:"لقد اتصلت دارسي ثلاث مرات".
توقف لوغان واستدار ببطء:"هاتفيا؟".
نظرت كارين اليه بحيرة:"طبعا يالوغان هاتفيا ،كيف يمكن لها ان تتصل؟".
-قد تذهلين لما يمكن لدارسي فعله..اذن..دارسي اتصلت؟
-ثلاث مرات
قال بنفاد صبر حين لم تتوسع في الكلام عن الموضوع:"و..؟".
-لاشيء في المخابرتين الأولتين طلبت ان تتكلم معك ثم اقفلت الخط من دون ترك اسمها،ثم عادت واتصلت منذ عشر دقائق..وهذه المرة حصلت على اسمها".
قال لوغان قبل ان يدخل مكتبه:"لو اتصلت مرة اخرى دعيني اكلمها".
اذن اتصلت دارسي به ثلاث مرات كي تعتذر مرة اخرى من دون ادنى شك..حسن جدا،يمكنها ان تنتظر،فهو لم يكن ينوي ان يريحها بالرد عليها!
كان لوغان قد قال لدارسي ان موعد غدائه الواحدة وحتى الساعة الرابعة كان موعد اخر اتصال لها ولم يكن قد عاد الى مكتبه بعد.
مامن شك ان ظنونها في محلها فهذا ليس غداء عمل ..وعلى الأرجح ان هناك امرأة في حياته ذهب الى مقابلتها.
اوه..:كم تشعر بالبؤس..اعترفت بينها وبين نفسها ..لقد كانت الامور سيئة بما يكفي بينهما وهي الآن متأكدة من انه لن يسامحها على سكبها البيض عليه.

روايا احلام/ عبير:لا تبتسميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن