٦/لن اذهب بدونك

8.8K 188 5
                                    

6-لن اذهب بدونك..

احس لوغان كأنه مجرم يعود راكضا نحو مسرح الجريمة !ومع ان مطعم الشيف سيمون بديكوره الدافيء ورائحة طعامه الشهية والخدم الودودين لم يكن ابدا مسرح جريمة،الا ان لوغان احس وهو يدخل المطعم وكأنه يدخل صراع!.
لم يكن لديه شك بأن دارسي لاتود رؤيته بعد محادثتها الهاتفيه لكن،كان لديه سبب للمجيء الى هنا،فهو يود ان يرى مااذا كانت دارسي قد عادت الى والدها وهذا هو بالضبط هدف اتصاله بها.
حياه رئيس الخدم بحرارة:"مساء الخير سيدي..تسعدني رؤيتك مجددا".
هز لوغان رأسه يحييه بعد ان قرأ الأسم على بطاقة الرجل:"جايمس..لقد اتصلت سكرتيرتي وحجزت لي طاولة لشخص واحد".

لقد بات معتادا على تناول الطعام وحيدا!
اكد له كبير الخدم:"بكل تأكيد الطاولة نفسها،اذا كان ذلك يناسبك!".
ولم لا؟فمزاجه الآن ليس افضل مما كان عليه منذ ثلاثة ايام وهو لايرغب بأي رفقه!
ابتسم:"عظيم..ولسوف احاول اكمال الأمسية كلها هذه المرة".
لوح الرجل بيده صارفا النظر عن الأعتذار:"لقد شرح لنا ابن خالتك انك استدعيت الى مكان اخر على غفلة".
شكرا يافيرغوس.قالها لوغان في سره.
سأل بلهجة عفوية بعد ان جلس،ووضع رئيس الخدم لائحة الطعام امامه:"هل الآنسة سيمون هنا هذا المساء؟".
للوهلة الأولى كاد الرجل ان يفقد مرحه.لكنه سرعان ماسيطر على نفسه الا ان ابتسامته بدت للوغان متوترة قليلا وقال مؤكدا:"بكل تأكيد هيا هنا سيد ماكنزي..هل تريد ان اقول لها..؟".
رد لوغان بحدة:"لا..لقد تساءلت فقط عما اذا كانت هنا الليلة..وهذا كل شيء..شكرا لك".
دارسي هنا لحسن الحظ ان الأمور عادت تسير على مايرام في عالمها.
-هل احضر لك شيئا تشربه سيد ماكنزي؟
-عصير برتقال.
هذه المرة كان متأكدا مما طلبه..السمك كبداية،ووجبة اساسية من اللحم المشوي!
ولم يكن لديه شك حين وصلت الأطباق انها لذيذه..لكنه لم يتذوق لقمة منها!كان يعي تماما ان دارسي تعمل في المطبخ على بعد خطوات،وكان في كل مرة ينفتح فيها باب المطبخ لايستطيع منع نفسه من التطلع في اتجاهه..هذا امر سخيف!
لماذا يشعر بعدم الأرتياح هكذا؟فهو لم يفعل سوى اخبار دارسي بالحقيقة.
ثم اذا عادت الى العمل هنا فهذا يعني انها تصالحت مع والدها ويجب ان تشكره!
هو يعرف انها ليست ممتنة..وانها تعتبره متوحشا وانانيا والى ماهنالك...
-ماذا تفعل هنا؟
كان غارقا في افكاره بحيث لم يلاحظ ان دارسي خرجت من المطبخ،وراحت تتنقل من طاولة الى اخرى تتبادل الحديث مع الزبائن الى ان لمحته يجلس وحده على الطاولة قرب النافذة.
وضع لوغان السكين والشوكه من يده على الطبق قبل ان يرفع نظره اليها:
-ليس هذا ماكان يجول في ذهني حين دعوتك..لكن لابأس.
كانت ترتدي بلوزة عاجيةوتنورة سوداء وكان شعرها مربوطا الى الخلف ووجهها محمر بسبب عملها في المطبخ.
قال ساخرا:"ارجو الا تكوني على وشك افتعال مشكلة اخرى في مطعم والدك دارسي..مشكلتان في اسبوع واحد ليس امرا جيدا،تعرفين هذا...ففي هذه الحالة سوف يأتي الناس الى هنا للفرجة بدلا من تناول الطعام".
اخذت نفسا عميقا وحاولت جاهدة السيطرة على غضبها.لكنها كانت تعرف ان لوغان محق بشأن عدم افتعال مشكلة .
اخيرا ردت:"لا..لن افتعل مشكلة ..سألتك فقط مالذي تفعله هنا".
وكانت لهجتها رزينه بالرغم من ان اللمعان الذي ظهر في عينيها كان يقول شيئا مختلفا.
رد عليها:"اعتقد اني افعل مايفعله الآخرون هنا..اتناول الطعام!".
اشتدت قبضتاها الى جانبها وسألت:"لكن لماذا هنا؟".
نصحها بصوت منخفض:"ابتسمي يادارسي..لقد بدأ الناس ينظرون الينا".
-دعهم ينظرون فعلى عكس ماتظنه انت وأبي انا لاأبتسم عند الطلب يالوغان..
قاطعها متشدقا:"حسن جدا..هذا على الأقل يبشر بالخير. كنت اتوقع ان تناديني بشيء اكثر سوءا من مجرد اسمي الأول".
وقطبت متسائلة
يبشر بالخير..بعد الطريقة التي انهت بها المكالمة الهاتفية،كان يجفل عند التفكير ببعض الأِشياء التي ستقولها له،عندما يلتقيان ثانية. وكان لوغان ممتنا لهذه الظروف.
سأل بصوت لطيف:"هل لديك بضع دقائق؟مارأيك في الأنضمام الى لشرب كوب من العصير".
وبدت مستعدو للأنفجار:"انضم اليك...!".
وسيطرت على اعصابها بجهد:"لوغان ..لو امسكت العصير فعلى الأرجح لأسكبه على رأسك  بدلا من ان اشربه".
هذه هي دارسي التي يعرفها..و..ماذا؟ليس لديه فكرة عن ماذا؟
لكنه يعرف ان امسيته اكتسبت توهجا على حين غرة..وان الجو حولهما اخذ يضج بالحياة..مايحبه في هذه المرأة هو انها لاتصيبه بالملل ابدا،وهذا بحد ذاته امر غير عادي..ففي كل علاقاته السابقة كان يجد نفسه ضجرا بعد عدة لقاءات.
-سيكون هذا هدرا.
ورفع كأسه في نخبها قبل ان يرتشف شيئا من عصير البرتقال..وقال:
-هذا فعلا عصير طازج ممتاز..هل انت واثقة من انك لاتريدين الأنضمام الي لشرب كأس منه؟.
اكدت له من بين اسنانها:"متأكدة..ويجب ان اعود الى المطبخ..فبفضلك وفضل امك انا على عجلة من امري هذا المساء!".
تمتم وهو ينظر الى الموائد المزدحمة:"حسن جدا..ارى ان المطعم مزدحم..لكن هذا ماتريدينه بكل تأكيد اليس كذلك؟ولاارى كيف انني وامي متورطان في هذا؟".
سحبت كرسيا لتجلس قبالته:"اذن سأشرح لك..ممكن؟".
ومالت الى الأمام ونظرتها الفضية شاخصة على وجهه:"من الواضح انك قلت لأمك انها ترتكب غلطة في زواجها من ابي..".
-انا..
-هل تتركني اكمل..لطفا؟
ربما من الأفضل له ان يدعها تكمل.فقد بدا انها تنتقي كلماتها بحذر وانها مستعدة للأنفجار.
وهو لم يكن يمزح حين نصحها بعدم افتعال مشكلة.
تابعت قائلة:"شكرا لك..بناءا على نصيحتك فسخت امك خطوبتها من ابي وابي قرر على اثر هذا ،انه يحتاج الى فرصة بعيدا عن كل شيء..عن امك وعني..,عن المطعم وكل شيء..وهكذا.."
قاطعها لوغان بنعومة:"اتقولين ان والدك ليس في المطبخ هذا المساء؟".
-هذا ماأقوله بالضبط.
-اذن من..
وصمت وهو يهز رأسه وقد ضاقت عيناه:"اتقولين انك انت من تحضر كل الوجبات هذا المساء؟".
-هل هناك مالا يعجبك في وجبة طعامك؟
اكد لها بذهول:"لا..ابدا".
في الواقع كان الطعام ممتازا..لكنه لم يعرف ان دارسي تجيد الطبخ هكذا..فحين اخبرته انها تساعد والدها ظن انها على الأرجح تقشر الخضار او تفعل شيئا ما..لكنه وجد من الأفضل ان يلزم الصمت بهذا الشأن بعد النظرة الى قسمات دارسي الصارمة!
*******************************

روايا احلام/ عبير:لا تبتسميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن