لحظات | Moments || H.S

الفصل 12

#آريا

سمعنا صوت خربشة مرتفع فهدأنا جميعا منصتين بحذر... اختفى صوت الخربشة سريعا... بقينا على صمتنا مترقبين نتبادل النظرات

وقفنا للحظة صامتين نستوعب ما حدث للتو

فاجأنا صوت خرير من صنبور الماء الذي خلف نايل... أخذ الصنبور بالاهتزاز والخرير وكأنه على وشك أن يخرج ماءا منه

فجأة علا صوت ارتطام السائل بالحوض ففزعنا... اقتربنا لنرى ان كان ماءا... عدنا للخلف بصدمة ومن ثم تبادلنا النظرات فتمتم نايل بصوت مسموع وعيناه لا تغادر الحوض

- دماء!

ملأت الرائحة المقززة أنوفنا... فجأة شعرنا بخفوت الضوء القادم من النافذة... التفتنا نحوها سريعا لنتفاجأ بأنها مغطاة بالدماء... اقترب ليام من النافذة ببطء ليلمسها ولكنه لم يلمسها وبالكاد اقترب منها حتى عاد للخلف فزعا واستطرد متفاجأ

- مغطاة بالدماء... ومن الداخل!

لا سبيل للخروج من هذا المطبخ اللعين!

فجأة علت أصوات تحطيم لم نستطع معرفة مصدرها بسبب الظلام... ومن شدة خوفنا لم يقوى أحد على تشغيل أي مصدر ضوئي إن كان مصباحا أو ضوء فلاش من هاتفه... أصوات طقطقة عالية وتكسير للأخشاب والزجاج... الظلام يمنعنا من رؤية أي شيء... شعرت بالتراب الخفيف يتهاوى علي من فوقي وكأن السقف سيهبط فوق رؤوسنا بعد لحظات

هدأ كل شيء بعد قرابة الخمس دقائق وتوقف الصنبور عن إخراج الدماء... توقف كل شيء... فزعنا بقوة بعد تحطم زجاج النوافذ والأبواب دفعة واحدة وبنفس اللحظة فانحنينا لأسفل بحركة سريعة منا وغطينا رؤوسنا سريعا... تحطم الزجاج صاحب صرخة لشخص ما... وأظنه أنثى

وقف ليام فورا وأشعل نور مصباحه فورا وأخذ يديره في كل أنحاء المطبخ وراح يصرخ

- من هناك؟

لم يصدر أي رد بعدها... ولا حتى خربشة... أردف نايل

- أيا كان من فعل هذا لا يهمنا الآن... لنترك هذا المكان بسرعة... من الجيد أن لا أحد هاجمنا بعد ولا أريد أن يفعل ذلك

توجه نايل نحو الباب الخارجي للمطبخ الذي يطل على الحديقة الداخلية للمنزل ومنها إلى الاصطبل وخرجنا بعدما أخرج نايل ذراعه من النافذة المكسورة وفتح الباب والذي كان مقفولا سابقا والآن وبغرابة أصبح مفتوحا!

لا أتمنى أن ترى لارا ما رأيناه... ولكنني أصبحت متيقنة أن هناك فاعلا لكل هذا... فكما كان الشبان هم السبب فيما حدث لنا في الغابة... فبالتأكيد هناك شخص ما مسؤول عما يحدث هنا... لأن القصد كان اخافتنا لا أكثر... ويالها من محاولة فاشلة لإبعادنا... خاصة لارا!