لحظات | Moments || H.S

الفصل 18

#لارا

استيقظت على وكزات هاري في كتفي... فركت عيني ونظرت للساعة في السيارة... مرت نصف ساعة منذ أن كنا في المستشفى... حدقت بما حول السيارة... لم ألبث حتى استطردت مستغربة

- أين نحن هاري؟!

فتح السيارة وترجل منها وفعلت المثل... أظن أننا في ريف لندن الآن فالأعشاب حولنا في كل مكان... أجاب هاري مبتسما

- هذا مكاني السري

أطلقت ضحكة ساخرة وأردفت

- ماذا هل اشتريت هذه الأرض كلها؟! أعتقد أنها ملك للدولة

أشار نحو بحيرة ليست ببعيدة وبجانبها كوخ ليس صغيرا للغاية ثم أردف

- في الواقع ذاك الكوخ ملك لي وكل ما حوله قرابة الخمسين فدانا

حدقت به لوهلة لأجده لا يكذب واستطردت ساخرة

- تمزح صحيح؟! لا أحد هنا *وصرخت* لا أحد!

ضحك وهو يومئ بالإيجاب ثم أردف مبتسما

- بالضبط... وهنا المغزى... لا أحد يعلم بأمر المنزل سوى جيما وزين... والآن أنت

تركنا السيارة وأخذنا نتمشى بهدوء... تحدثت وأنا أحدق بما حولي

- وما سبب شراءك لهذا المنزل؟ بجانب أنه لا أحد يعيش هنا

شبك يديه خلف ظهره وأجاب

- كنت أجد صعوبة في قضاء الوقت بمفردي... وأردت أن أختلي بنفسي لأيام بدون أن يتبعني أحدهم أو يلحق بي أو حتى يتصل بي... كنت أبحث عن العزلة الكاملة التي افتقدتها... ووجدت هذه البقعة للبيع فاشتريتها وبنيت فيها الكوخ جوار البحيرة

سألت بتعجب

- إذا أخبرت جيما حتى لا تقلق هي ووالدتك بسبب اختفائك المفاجئ... وأفترض أنك أخبرت زين حتى لا يقلق أحد بسبب اختفائك ويشرعون في البحث عنك... وأيضا من أجل العمل إن حدث شيء مهم... ولكن لم أخبرتني؟!

صمت للحظة ثم أجاب مبتسما

- في الواقع أخبرت زين فقط لأني أثق به ثقة عمياء أما الباقي فليس مهما عدا جيما وأمي فلقد أصبت... وأنت أصبحت كزين!

حلت لحظة صمت... قررت أن أقول مافي خلدي حتى لا تزيد اللحظة غرابة

- في الواقع لا أعلم ما الذي يجب علي قوله... ولكن يسعدني أنك تثق بي