لحظات | Moments || H.S

الفصل 17

#لارا

نزلت السلالم متجهة نحو المطبخ متجاهلة آريا وتوسلاتها بأن اخبرها بم حدث البارحة... استيقظت وهي تهزني لأحدثها ومنذ ذلك الوقت وهي لم تتوقف!

وضعت بعضا من رقائق الذرة في طبق وصببت فوقها الحليب فوقفت آريا أمامي بعينيها الواسعتين فاستطردت متململة

- ألا تملين يا فتاة؟! دعيني أمارس نشاطاتي الصباحية بسكينة وبعدما أعود من الجامعة سأحدثك عن كل شيء وبالتفصيل أيضا

حدقت بي بنظرتها الخبيثة تلك وأردفت

- بالتفصيل؟! متأكدة لارا؟!!

أبتلعت اول لقمة مضغتها ثم أجبت بحدة

- أجل... والآن دعيني أتناول طعام الإفطار بسلام

غادرت وهي تحدجني بنظرات ماكرة إلى أن ابتعدت عن المطبخ تماما

وأنا على حالتي هذه... منزعجة... وأشعر بالصداع... وأريد النوم... وأتناول طعامي بتباطؤ فلا طاقة لي بالمضغ حتى... وأول محاضرة سأبدأ فيها صباحي هي التشريح... لا يوجد يوم أفضل من هذا!

رن جرس الباب فصاحت آريا التي أخمن أنها تركض

- أنا سأفتح

لم أكن أنوي التحرك حتى... ثوان وأتتني عابسة وأردفت

- إنه خوسيه... يريد محادثتك

أطلقت تنهيدة وتحركت نحو الباب بتململ... وجدته واقفا ينتظرني وعندما رأني اقتربت استطرد

- صباح جميل لك سينيوريتا لارا

أجبت ببرود

- شكرا لك كاستيلار... ماذا هناك؟

ابتسم ابتسامة غبية... تلك التي تجعلك تظنين أن يكترثون لأمرك وكأنهم أحد والديك... ما لبث أن أردف بنبرة هادئة

- سينيوريتا... رأيتك البارحة قد وصلت متأخرة بسيارة رجل غريب... ولقد قلقت... آمل أن لا يتكرر هذا

حدقت به وأنا أحاول أن أغير من تعابير وجهي الجامد فلم أستطع... صوت داخل عقلي يصرخ " وما شأنك أنت أيها المتملق المستفز؟!! "

ولكن جل ما قلته كان بنبرة باردة

- شكرا لك سينيور... أقدر لك هذا... إلى اللقاء

لم أدعه يطيل حديثه وأغلقت الباب فورا... عدت لإفطاري وما إن جلست حتى رن جرس الباب مجددا فصحت بآريا

- أخبري هذا اللعين أنني متت منذ لحظة ولا أستطيع محادثته لأنني جثة هامدة!

فتحت آريا الباب وراحت تتحدث مع من رن الجرس... يبدو أنه عامل البريد ربما... لا يهمني حتى... قررت أخيرا وبعد صراع مع ضميري أنني لن أذهب للجامعة وسأشاهد المحاضرات لاحقا من جهازي المحمول وتبا لمحاضرة التشريح العملية... وسأكمل يومي في سريري... نائمة... أو شبه نائمة... الهدف أنني لا أتحرك!