أن يتغيرَ أكثر الأشخاصٍ قُرباً لك من أجلٍ أسبابِ غبية تتعلق بِك شيءُ سيء ، وَ الأسوأ عِندما يكونانِ هُما الأشخاصَ الذينَ كُنتَ تعتبرُهم قدوةً لك .. هه وَ مِن أجلِ ماذا ؟ مِن أجلِ أن زوجتك تنحدرُ مِن أسرة فقيرة
في الواقِع أنا لا أفهمُ نايل .. لِما هوَ منصدِم من ردةِ فعلهم أصلاً ، اليسَ مِن المُفترض أنهُ قد تناسهُم مُنذُ فترة ؟ وَ أنهُ لن يتأثر بما قد يفعلونه أو فعلوه ؟ فُهم قد ظهروا على حقيقتهمِ على آي حال مُنذ زمن بعيد .. أم أنهُ قد أتى فقط مِن أجلِ عائِلته ليسَ من أجلِ جده ، رُبما ظنَ أنهم قد يشتاقونَ إليهِ وَ بهذا سيعودنَ إليهِ ، أو رُبما قد ضجِر مِن حالتِنا المادية هذه وَ أرادَ العودة لحياتِه القديمة ؟
.. هوَ يصبحُ مُتناقِضاً فحسب
"نايل .. أمُتأكد من رغبتكَ بعدمِ توديعِ الآخرين؟"
سالتهُ بقلق .. بعدَ أن أغلقت الحقيبة وَ إلتفت ناحيته ، كانَ واقفاً أمامي بقميصهِ البسيطِ الأبيض .. مُمسِكاً بكوبي قهوة ناولي أحدهُم
إرتشفَ خاصتهُ ثُمَ أردف:
"سبقَ أن ودعتُ أخي وَ جداي عبرَ الهاتِف"
"وَ أختك؟"
"لا أمتلكُ رقمها وَ لا أظنُ بأنَ والدايَ سيرغبانِ بدخولِ منزِلهما"
تحدث بعدَ أن وضعَ كوبهُ على الطاوِلة وَ أخذّ الحقيبة لنقلِها للأسفل
"إذاً نحنُ عائِدون إلى نيويورك .. مدينةُ الفضاء ، حيثُ تكونُ قريباً مِن النجوم وَ أقرب مِن تحقيقِ أحلامك"
تحدثتُ بإبتهاجِ مُصطنع محاوِلةً رفعَ معنوياته وَ أنا الوحُ بيداي في السماء .. وَ ما كانََ لهُ غيرَ أن ينظرَ لي بطريقة غريبة .. ثُمَ يخرج مِن الغرفة وَ بيدهِ الحقيبة .. وَ أراهِن بأنني أستطيعُ سماعهُ وَ هو يسخر مِن كلاميَ الأخير
تنهدت ، صِدقاُ .. أسوء شيئاً قابلتهُ في حياتي هي عائِلة نايل وَ وجهُ نايل المُستاء .
لكن لننظُر للجانبِ المشرق .. سنعودُ لحياتِنا الطبيعية التي وَ رغمَ أنها قاسية قليلاً إلى أننا نرتاحُ فيها ، سأستيقظ كُلَ ليلة على وجهِ نايل المُتفائل وَ هو يخرج للعمل وَ أتمنى أن يجدَ عملاً هُناكَ بسرُعة حتى لا نتضر إلى الإنتقالِ وَ العيش هُنا بالقرب مِن عائِلته .. حيثُ ستزدادُ المُشحناتُ بيننا
سيعودُ للمساءِ إلى المنزل وُ يُغازلني وَ يقبلُني كعادتِه اللطيفة
وَ ساخرج أنا للعمل ايضاً وَ سأقوم ب.. اللعنة! ، العمل!!
"إلهي كيف تناسيتُ الأمر"
أخرجتُ تمتمةً غيرَ مرغوبة ، وَ سرعانَ ما أطبقتُ شفتاي خشيةً مِن أن يسمعني نايل
وَ لكن مِهلاً .. كيف نسيت ؟ ، أليسَ مِن المُفترض أن يعلقَ الأمر في عقلي؟ لانهُ عِندما أتحمس لشيئاً ما لا أنساهُ البتة .. حتى عِندما يزول حماسي له وَ لكن الأهم هوَ
هل طُردتُ الآن ؟ هل سأوبخ عِندما أعود؟
لا لا لا .. لا تتشأمي وَ إلا حصلَ ما تخشينه
تفائلي
تفائلي
تفائلي
مِن المستحيلِ ذلك! ، كيفَ أتفائل مِن شيئاً لا خياراتٍ إيجابيةٍ فيه ؟
لا تُفكري بالأمرِ إذاً.
جدياً ؟ أربعُ ساعاتِ ستُؤخذ مني وَ نحنُ عائدونَ للمنزل ، أربعُ ساعاتِ كفيلة بأن تجعلني أتذكرُ الأمر
"تعالي بسرعة ، إنتهيتُ مِن نقلِ أغراضِنا"
صدأ صوتُ نايل ينُاديني ، موقفاً الحوارَ الداخليَ بيني وَ بينَ عقلي الباطِن
وَ لكن رُبما يكونُ نصفيَ الآخر على حق .. سآحاول عدمَ التفكيرِ بالأمر وَ التحلي ببعضِ الإيجابية
أتمنى فقط أن لا تضيعَ تِلك الوظيفة مني..أنا أحتاجُها ، أنا أحتاجُها بحق أكثر بحق أكثر مِن أي شيء
-
"ما الأمر؟"
تحدثَ نايل وَ هوَ يُدلك طبقةَ الجلدِ السطحية ليدي وَ ينظرُ إليَ بعينانٍ قلقلة .. صدقني أرغبُ بإخبارك لكني لا أستطيع
"لا شيء لا تقلق، ليسَ بالأمرِ المُهم"
"لا .. يوجد شيءٌ ما لكنكِ لا ترغبينَ بالتحدث ، أخبريني!"
تحدثَ مُجددا ، آخ! ، أكرهُ عِندما يُفكر نايل بطريقة إستراتِجية ثُمَ يجبرُني على التحدث عنِ الأمر ..
"صدقني لا يوجد شيئاً نايل ، ماذا سأُخفي عنك؟"
"قلتُ لكِ تحدثي لأنني ساعرفُ الأمر بالنهاية،لما لا تنطُقينَ فحسب؟"
أولاً لانك ستغضب وَ سيؤدي فضحُ الأمر بصُنعِ تغيرٍ شامل في علاقتِنا
وَ ثانياً، لأنه عِندما كنتَ غاضباً مِن والديكَ ليلة أمس .. رفضت إخباري بالأمر ، رُغمَ أنني كُنت أعرفُ أصلاً وَ لكن ما ضرك إن أخبرتني؟
لِذالك أربحُ نقطيتنِ هُنا ، وَ لن إخبرك بالحقيقة وَ سأختلقُ شيئاً ما.
".. اه، إنهُ ألمُ بالمعِدة"
وَ ها هوَ وَ أخيراً يصمت ، ينظرُ لي نظرةً غيرَ مفهومة ثمَ ينفجرُ ضاحِكاً
"مالأمر؟"
تحدثتُ بعدمِ فهم .. ليمسحُ هوَ الدموعَ الساقِطة مِن عيناه أثرَ الضحكِ ، وَ يتحدث:
"إذاً هيَ عادتُك الشهرية؟ أكُنتِ مُحرجة مِن أخباري؟"
لا في الواقعِ لم أكنُ كذالك،أنا لم أفكر حتى بأنه سيفهم الأمر بهذهِ الطريقة.. وَ لكنِ الآن يتصاعدُ اللون الأحمر إلى خداي وَ أشتعلُ خجلاً
"لا بأس تحملي قليلاً سيزولُ الألم قريباً، أُحبك.."
يقول وَ تتسلل يداهُ لمُعانقتي، وَ تنتقلُ الأخرى لتدليكِ خصري.
هل أخبرتكم مِن قبل أنني أحبُ نايل ، وَ خاصةً عِندما يُصبح لطيفاً؟
إنتهى.
أنت تقرأ
Another way | طريق آخر
Romance"عِندما تُقرر تغيير طريقَ حياتِك وَ تذهب إلى طريقٍ آخر , سيبقى حُبك كما هوَ ؟ ". cover (c) modix9. Niall Horan fanfiction. All rights reserved. © جميع الحقوق محفوظة.