.04.

132 14 8
                                    

كان ياما مكان ...
اين كانت السعادة تصيبني بالارتباك ...
وحدها تخيفني ..

لاني لم اعتدها ....

_غادة السّمان _

لم يكن صديقه محظوظاً بريان بقدر كونه مستمتعا بتعذيبها اللذيذ له شخصيتها الصارمة و مرحها القانونيّ ، سطوة برودها و دفئها العذب ...

تقابلا اليوم ..

و كانا مثاليين معاً و بدت ريان سعيدة وخجولة بدرجة لم اعهدها بها من قبل  .... 

وكنت سعيدة جدا ارمقها بنظرات ام تراقب ابنتها المدللة تكبر ...
شعرت انني هرمت كثيراً  ... وكادت عيني تدمع تأثراً الى ان شعرت بدفعة قوية في كتفي !

كنت مستعدة لأصفع الفاعل ....

و لكن نفسي انقطع من الغضب عندما رأيته ، تجاهلني وواصل طريقه ليفزع ريان ...

و بحركته اللامسؤولة تلك أفسد المنظر الشّاعري و شحنني بمصنع من التحليل السريع ...

اردت ان افهم ان كان قصد الارتطام بي ام لا ، كان عليه ان يعتذر ....

اندثرت سعادتي الى حمم من غضب شعرت به يتدفق في كل شراييني و كنت مستعدة لأن اجعل هذا الموعد حلبة مصارعة ... ولكن حتى لا افضح ضعفي ابتلعته بعسر .. لم استطع ان افرد ملامحي الساخطة ...

فرقنا الجرس ... و رفضت ريان ان نذهب للبقاء مع دعاء فانفجرت في وجهها ... 

إعتذرت منها بعد ان هدئت و تفهمتني لانها تعرف كيف اصبح سيئة ومتقلبة المزاج كلما مررت بموقف مشابه ... ضحكنا كثيرا و القينا اسخف النكات و فجأة تكومت الدموع في حلقي ... اخفيتها ولكن الجميع لاحظوا اضطرابي غير المبرر

ولم استطع تبرير شيئ ..

عدت للبيت مكرهة ... لأنني اعلم ان الفراغ لن يسمح لي بالتوقف عن استرجاع كل ما تسببت لي به لعنتي من ورطات شنيعة ... كل لحظات الرّعب التي عشتها و كل التّرسبات التي خلفتها هذه الحادثة ...

لم استطع التوقف عن التفكير في التشوه النفسي الذي سببته لي و لم آكل شيئا ليلتها على عكس عادتي التى تحولني الى وحش اكول كلما تأزمت معنويّاتي ...

استيقظت على صراخ امي التي حوّلت يومي الى جحيم لا يطاق ... لم الُمها لانني واعية لما تمر به من ضغوطات و لكن غضبها اغرقني اكثر في كآبتي ...

تلبدت السماء كثيرا و عصفت الرّياح خارجاً وتكوّرت انا حول ركبتيّ ادفئهما و ابتلع النّكد الذي طغى على شخصيتي فأصبحت اشكو كثيراً

جلس بجانبي يمسح على شعري و يسلّيني بأحاديثه الدافئة الى ان
غفوت ...

وعندما استيقظت لم أجده ...

The "She"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن