09

65 13 4
                                    




يقولون اننا لا يمكن ان نكتب عن ذاكرتنا الّا بعد ان نشفى منها ..

ادرك اليوم و بعد حوالي سنة طويلة من فاجعتي انني شفيت تماما و عدت لنقاوة تلك الفتاة التي اشتقتها ...

كان من الممكن ان اواصل هجراني لهذا الكتاب او ان احذفه ...

لكنني تصالحت مع ماضيي و ادركت انني توّجت الاشخاص الخطأ لبطولة روايتي ..

ادركت ايضا اني اخطأت بتسميته على جملة قالها ذلك الاحمق لريان
من السّخرية انني كنت اتمعن في انتقاء اعمق القاب المحبّة لأدعوها بها و الان اكاد ابخل بنقر حروف اسمها ...

مشكلتي انني متطرّفة في مشاعري ...
احبّ بكلّي و ذاتي و ابذل جلّ ما استطيع وما لا استطيع
اكلّف نفسي فوق التضحية و اكثر من الالم الغي نفسي و ادهس مشاعري ....

مقابل رؤية ابتسامة من احبُّ ...

بهذا التّطرف الذي يكاد يعتبر تصوُّفاً احببت كلاهما و جعلت من نفسي حبراً الكترونيا لقصة ظننت لفترة انني بطلتها و انني بطريقة ما سأستطيع ان اخلق نهاية سعيدة ان تحكّمت في ابطالها

بالحبر !....

حتّى بعد توجّسي بغريزة الانثى الغيورة داخلي قرّرت ان افسح لهما المجال ... ظننت لوهلة ان ذلك الفيلم الذي اخرجته هي بتلك الدّقة حقيقي ...

امتلكتُ الشجاعة ما لم استوعب حين اخبرته انني لن اكون عائقاً بينهما و انني افضّل ان اختفى بهدوء بدل ان اشعر بعبئي الجاثم على حدود قلبين محبّين ...

ولامني على عدم تصديقه ..

و بكت على شكّي فيها ...

يوماً وراء يوم
تواطئ بعد تواطئ
ادركت حجم الكذب الذي احاطاني به ...

لم تكن لتسمح بأن اخرج من حياته بتلك الصورة المهيبة ....
ارادت دوماً ان تبكي لي .....
وفي نفس الوقت ان تشكو مني سوء ظنني بها للآخرين ....

معظم من اكتب لهم يعرفون بقية القصة التي تناسيت تفاصيلها التافهة ...

ليست لتفاهة قصتي بل لتفاهة من سمحت لهم بتسطيرها ...

ستصل يوما ما الى فكرة انك لن تصبح كاتبا بمجرّد ان تشتري دفترا و قلم حبر بل بالتّعرض الى ألم ذريع و ان تحمل حقدا يكفيك لتكمل كتاباً كاملا ...

و بعدها ستصاب بنكسة كتابية ...
نوع مؤلم من السكتات الحبرية ....

ثم و في مرحلة النقاهة سترغب بالتخلي عن كلّ شيئ متصل بلمسة حبرك السحرية و بكل تلك الافكار التي تملأك في عزِّ فراغك ....

وعند هربك المستميت ستعود !

ستعانق ادواتك و تلثم كلماتك اليتيمة متأسّفاً على طول الهجران ...

هكذا ادركت انني كاتبة لا تعيش على الضغينة بل على قدر وافٍ من النسيان ...

وادركت انّ لي مصلاً مضادّا لحالات التدهور الكبريائيّ..

بعد كل خيبة ....

تتبعثر الفوضى المنظّمة داخلي و اعيد ترتيبها
بتنظيم أدق ...

اتخلّص من كل تلك الاوراق المكمّشة في اركاني و امسح تلك
الصّور العالقة منذ عصور في صفحات اجندة ذاكرتي القديمة
و كعادة الادارات في التخلص من مسودات سنة فارطة و طباعة دفعة جديدة للسّنة الجديدة رحتُ ارمي الكثير و الكثير ...

واخرج بحقيبة ذاكرة خفيفة منتعشة ...

كبرت بخبرةِ سنة واحدة ما تعوّدت ان اكبره في خمس سنوات ...

و تعرّفت على العالم كما لم ادركه من قبل ..

كبرت بما يكفى لأملئ فمي بالطعام بدل ان ابكي ...

بما يكفي لأكتشف نفسي دون ان استاء منها يقولون: " اذا عرفت ما فيك لن يضّرك ما قيل فيه"

وكبرت اكثر لأدرك ان طيبتي ليست ضعفاً كما يزعمون ... لأدرك انّ حِلمي و مغفرتي مكمن قوّتي ..

حبّي للخير و مساندتي للآخرين ليست عن سذاجة بل عن نُبل ورّثته لي تلك المرأة التي لن يعيدها التاريخ في شخص آخر ...

و صدقي و ثقتي في الآخرين ليست عن غباء بل عن طريقة حياة انتهجها لأصلح في طريقي ما يمكن ان اصلح ممّا افسدته "العقليات الرّجعية"

بمبدأ اصلاحيّ عظيم و ناجح ينصّ على توزيع الاحترام و المحبة لوجه اللّٰه و عدم انتظار مقابلٍ لها ..

فأنْ تفعل الخير انتظارًا لمقابل من البشر تجارة تالفة ..
ولا تجارة اربح من انتظار الاجر من اللّٰه !

تعلّمت ان ابتسم في وجه من لم يجدوا خياراً افضل من احباطي بديني و شتمي بلباسي و نعتي بالمنافقة لأنني امتلك عزيمة عتيدة في التمسك بديني في كل مرّة اكاد افلته فيه ..
عزيمة لن يجرؤوا على التحلي بها ..

اولئك الّذين علّموني انّ لا تعذيب للحاسد كجعله شاهداً على النعمة التي تمنّى زوالها عليك ...
اولئك الذين اشفقت على تهميشهم فكتبت عنهم سطرين !

الذين (عن جُبنٍ مزمن)
لم يستطيعوا ان يحرّكوا شعرة منيّ ... بل جلّ ما فعلوه هو تزويدي بذخيرة ثقيلة من الصبر و والحكمة و خبرة رزينة في فضح الحمقى بصمت ...





_____________________________

انتظروني سأجعل من هذا الكتاب مدوّنة خاصة مفتوحة لكم ❤

The "She"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن