.03.

156 16 14
                                    

انّ اجمل ما يحدث لنا

لا نعثر عليه ، بل نتعثّر به .

_احلام مستغانمي _


عانقتنا اشعة الشّمس اليوم معلنة عن بداية جديدة ....
غادرت منزلي اتأمل اطياف الغيوم البيضاء التي تشوه زرقة سمائي ...

نفس الوجوه التي أقابلها كلّ يوم ، نفس الاصوات المزعجة الاليفة ، نفس الفزع من ان اتاخّر و نفس الصديقة التي سأجدها بإنتظاري .....

الشيئ المختلف الوحيد هو لهفتي للبحث عن طيفه ....

بين عشرات الوجوه !

كان دخان سيجارته يعبّق حوله ، يبتسم بمرح جعلني اكذب كل الخواطر التي كتبتها عن حزنه ...

يحرّك يديه بهدوء وينصت لصديقه بإهتمام اختفيت وراء ريان حتى لا يفضحني شرودي بوجهه و تفاصيله ...

و غادر !

درسنا مطوّلاً ... ولكني كنت شاردة استمع الى حكايات ريان الى أن طلبت مني استاذة الفرنسية ان اكمل حلّ ما بدؤوا به ...

ٱحرجت كثيرا لانه لا يليق بفتاة تبدو مجتهدة مثلي ان تقع في موقف مشابه لو كانت رياضيات او فيزياء لتداركت الامر بنظرة خاطفة للسّبورة ...

ولكنها كانت فرنسية ، عقدة حياتي التي اعجز عن حلّها .... رغم عشقي للّغات إلا انني انبذها ....

احببتها كثيرا في ابتدائيتي ثم التحقت بالمتوسطة ...

كنت طفلة نشيطة ذكيّة لا استسلم بسهولة و لا اترك مجالا لكي ابقى على الهامش ... احب الظهور و التألق الى ان غيرّوا استاذتنا المحبوبة الى شابّة مغرورة أذكر انني امضيت حصّتي الأولى احاول التّفاعل معها ولكنها تجاهلتني ...

مرتّ اشهر و بدأت اذبل تدريجيا فقد كانت تعاقبني كثيراً و تتعمّد اخراسي كلما حاولت ان انشط معها ...

اصبحت راكدة اجلس في زاوية مقعدي بصمت اخشى ان تجعلي نكتة ان شاركت و اخطأت ....
كرهت حصتها التي تكبت حيويتي فرُحت امضيها ارسم ، اكتب او اشرد في نافذة قسمي ...

تراجعت نقاطي كثيراً و لم آبه غير ان شعور الاضطهاد اصبح ملازماً لي ....
في السنوات التي بعدها وُضعت عند استاذة لا تختلف عنها كثيرا ... وٱعيد لي نفس السيناريو ...

و هكذا تولّدت داخلي عقدة نقص !

دق الجرس و انقذني من الاحراج الذي غرقت فيه ...

ازعجت ريان قليلا لتخبرني المزيد عنه و عن اسرته و عرفت انه ابن تلك المرأة الّتي الهمتني كثيراً و لمدة طويلة

و رغم انني لم اقابلها الاّ انني وجدت انه من الغريب ان تنجب كاتبة رقيقة حساسة مثلها شاباً متعجرفا مثله !

The "She"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن