المقدمة

1.6K 113 36
                                    

أخذتُ نفساً عميقاً و سمعتُ ضجيجاً مما جعلني أستيقظ. ناس يتكلمون و يصدرون أصواتاً مما أزعجني. فتحتُ عَينَييَ و شعرتُ بجسدي يؤلمني بالكامل, كنتُ مرهقاً جداً. أخذت نظرة حولي بعناية و أكتشفتُ أنني لستُ في غرفتي.

كنتُ في غرفة بيضاء مع آلات. عبستُ عندما وجهتُ نظري الى النافذة و رأيتُ كل عائلتي و أصدقائي يقفون بالخارج. كانوا يبكون و يسيرون ذهاباً و أياباً. بالطبع, أستنتجتُ أنني في المشفى, لكن ماذا كنت أفعل هنا؟

ماذا حدث؟ لم أستطع أن أتذكر أي شيئ غير أنني كنتُ أقود بعيدا عن شقة جيما.

نظرتُ الى السرير و قفزتُ يسرعة مع صرخة غادرتْ فمي. غطيتُ فمي بِدهشة عندما وجدتُ نفسي نائماً على السرير و مما أكد لي أنني لستُ ميتاً, إن الآلات كانت حولي. لقد كنتُ في حالة سيئة جداً.

الكدمات في كل مكان ولأكون صادقاً, أعتقدتُ أن هذه الآلات  تكذب بسبب حالتي.لقد كنتُ أبدو ميتاً.كيف كنتُ هنا؟ لماذا كنتُ أرى نفسي؟ أعني أنا يجب أن أكون هناك, في ذلك الجسد.

هل كنتُ ميتاً؟ لماذا أشعر و كأنني في فلم؟ هل كان هذا مقلباً او شيئاً من هذا القبيل؟ كنت مشوشاُ كاللعنة و أشعر إني سَأُجن.

وجهتُ نظري الى النافذة مجدداً ولم يكن بأستطاعتهم رؤيتي. أستمررتُ بالتلويح بِيداي لهم كرجل مجنون و الصراخ من أجلهم ليسمعونني, لكنهم لم يستطيعوا سماعي. كالذي كنتُ أشاهدهُ على التلفاز.

" كلا, كلا." تنهدتْ. " هذا ليس حقيقي, هذا حلم, استيقظ! ايقظ اللعنة, هاري," همستُ لِنفسي, إنهار جسدي على الأرض و اُغلِقَتْ  عيناي . أستمريتُ بِإخبار نفسي بأن هذا ليس حقيقياً, فقط حلم لم أستطع السيطرة عليه و شعرتُ أنه حقيقي.

" جيد, و أخيرا أنتَ مستيقظ!" فُتِحت عيناي على مصرعيهما مجدداً و رأيتُ قدمين عاريتين صَغيرتين. نظرتُ للأعلى لأرى فتاة صغيرة مبتسمة. كان لديها عينان زرقاوان و شعر بني يتدلى على كتفيها.

" أنتي تستطيعينَ رؤتي؟"

" بالطبع, أستطيع!" كانت صغيرة و جميلة. أخمن إنها بالسابعة أو السادسة من عمرها. جلستْ بجانبي على الأرض و نظرتُ إليها كأنها مُساعِدتي الوحيدة. احتجتُ أن اعرفَ ما الجحيم الذي يحدث معي؟

" ك كيف بإمكانك....رؤيتي؟"

" ممم... ربما لأنني مثلك؟" قالت بِصوتها الصغير.

" مثل ماذا؟"

"شبح"

" شبح!" قفزتُ بسرعة كما إتسعت عيناي. وَقَفَتْ أمام جسدي و وَجَهتْ نظرها إليَ كأنني مبنىً ضخم. لقد كنتُ طويلاً جداً, لِذا كان علي أن أجثوَ للأسفل لِمستواها.

" هل أنا ميت؟"

" لا أنتَ عالق ما بين الحياة و الموت."

" لابدَ من إنكِ تمازحينني." وقفتُ مجددا و دُفِعَ البابُ مَفتوحاُ لِيُظهرَ رجلاً بِمعطف أبيض. لقد كان الطبيب و الممرضات خلفه.

نَظرَ الى جسدي ثم الى بعض الملفات, أخذَ بِضعً دقائق لِيقرأها. " لقد كان على هذه الحالة منذُ ثلاثة أيام والى الان ," قالتْ الممرضة.

هزَ الطبيب رأسه و تنهدَ قائلاً " إنهُ في غيبوبة, لا أتوقع منه أن يستيقظَ في أي وقتٍ قريب. الحادثة كانت سيئةً جداً."

أي حادثة, لقد كنتُ على هذه الحالة لِمدة ثلاثة أيام

ما الجحيم الذي حدث؟

Stuck || Arabicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن