الفَصِل الثامِن

465 48 26
                                    

"هاري؟" تدلى صوت ليلى الرقيق الى مسامعي. "لِماذا غادرتَ الغرفة؟"

أستدرتُ نحوها و أعطيتُها إبتسامة. لم ارد ان اشعرها بالحزن والغضب الذي يجول بداخلي, لم أرد أن أجعلها حزينة, في النهاية, هي مجرد طِفلة, انها لا تفهم شيئاً. مشتْ إتجاهي و جلستْ بِجانبي.

القيتُ نظرة الى كل الأزهار التي تحيط بنا في الحديقة "أنا فقط...شعرتُ بالحزن."

"لِماذا؟"

"لِأنني خيبتُ أملهم."

"لكنهم يحبونَكَ." أدرتُ رأسي لِأنظر إليها مجدداً. "نعم, هم يحبونني كثيراً."

"أفسدتُ كل شيئ ليلى, أنتِ لا تفهمين."

"لكن عندما غادرت,هم تحدثوا عنك و عن كمية حبهم إتجاهك.لقد أرادوا منك أن تستيقظ." ضحكتُ على الرغم من عدم وجود ما يُضحِك. أعني بالتاكيد يريدون مني الاستيقاظ و ربما كانت محقة عن موضوع حبهم لي, لكن هذا لا يغير شيئاً.

لقد كنتُ أنانياً و هم كرهوا تصرفاتي, أنا كرهت تصرفاتي أيضاً. لقد حاولتُ أن أغيرَ نفسي, لكن الامر بدا و كأنني لا أستحق فرصةً ثانية. فقط عندما بدأتُ أتغير, الحادثة أوقفتني.

"لا أعتقد أنني سوف أستيقظ مجدداً."

"لا!" وقفتْ صارخةَ. رفعتُ حاجباي, متفاجئاً من إنفجارها. "سوف تستيقظ وتعود لهم! لا تستسلم."

"ما الخطب؟"

"أكره الاشخاص الذينَ يستسلمون, لِذا لا تفعل," قالتْ و مشتْ بعيداً. كنتُ متفاجِئاً, لماذا تصرفت بِهذه الطريقة فجاةً؟ لم أستطع فهم شيئ. لقد بدت و كأنها تريدُ مني العودة لهم بشدة, انها لا تريدني هنا.

"ليلى, انتظري!" وقفتُ و ركضتُ خلفها.أوقفتها بِأخذ كتفيها بيدي. بلطف. ركعتُ على ركبتيَ أمامها. "لِماذا أنتِ حزينة؟"

"أنا لستُ حزينة." رفعتُ حاجبي الايسر لها. "أنا غاضبة." أنا ضحكتْ

"لِماذا؟"

"لأنك تستسلم."

"إذاً؟"

"إذاً, أنا لا اريدكَ هنا."

"أوتش, هذا مؤلم." وضعتُ يدي على قلبي. "أنتِ تكرهينني؟"

"لا. أنا لا أكرهكَ. أنت ألطف شخص قابلتُه يوماً, لكن لا تستسلم. إنهم يحبونَكَ."

"أنا أحبهم أيضاً. و, أنتِ ألطف شخص قابلته كذلك." إبتسمتُ لها. "مع ذلك لِماذا تريدين مني الاستيقاظ؟ هذا ليس سبباً مُقنعاً."

"لان والدتي أستسلمتْ." عبستُ.

"كيف؟" تمتمتُ.

"لقد كانت مريضة و كنتُ أزورها مع والدي يومياً. لقد كان لدي أمل كبير بِأنها سوف تكون بخير يوماً ما و تستيقظ, لكنها أستسلمت. هي أخبرتي بِهذا في اول مرة رأتني فيها."

Stuck || Arabicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن