Romeo & Juliet

275 13 33
                                    

نسمات ربيعية محملة برائحة الليليك غطت المكان و عبئت انفها لتغمر حواسها و تجعلها تفقد التركيز على ما يلقي به من حولها من شبان وفتيات الحفل المختبئن خلف اقنعتهم من احاديث سطحية صغيرة ..

استئذنت بلطف قبل ان تنسحب من دائرة النقاش بهدوء بعد ان قررت بأن الاستمتاع بالحفل سيكون بعدم الانضمام لمجموعة شبان اغنياء متعجرفين يتكلمون عن رحلات الصيد في بدايات الصيف وكيف ينتهي الامر بهم ب اصطياد ما لا يقل عن خمس ثعالب و غزالين كمتوسط !

القت تحية على تيباليت قريبها وهي تمر قريباً منه و الذي اعادها اليها ب ايماءة وابتسامة تقدير و تخطته تاركتا طرف ثوبها يداعب حشائش حديقة القصر بين حشود الضيوف والاضواء التي ازدان بها المكان
، بينما باغتها شاب همس من ورائها و بالقرب منها وجعلها تلتفت لتوجهه تماما .. و لم تعلم انها كانت تمتعض بشدة من حضوره الا عندما انحنى امامها مقتربا واخذ كفها يقبله و يعود ل ارتفاعه ، عندها شاهدته يمشي بنظره وبعينه الملتهمة الزرقاء من بداية ثوبها الابيض ذو الطابع الملكي المزخرف بنقوش ذهبية كويت في اطرافه حتى صارت تثقله .. الى قناعها الفاتن الاسود ذو الخيوط الذهبية ايضا عند الاطراف الحرة المجنحة والذي ان كان له تأثير _ فسيكون انه قد غطى عيناها السوداوين وجزء من وجنتيها وابرزهما بالوقت ذاته كأنهما لوحة مصغرة عن تلك الليلة الليلاء وما يملاء سمائها من قناديل ذهبية تتفجر جمالا وسط كل تلك الحلكة ..

_ما اسعد اللقاء بك ..

شدت جانب وجنتها محاولتا خلق ابتسامة ضعيفة وهي تتنقل بنظرها بين الحظور وبكل اتجاه عداه _ متمنيتا ما يجعلها تفلت ..

_هيا .. لاتنكري ما لحظوري من اثر ، ف انا استطيع رؤية وجنتاك تشتعلان بوجودي ؛ حتى وانتي تغلفيهما بذاك القناع !

_عذرا ؟!

علت ابتسامة جانبية شفتيه قبل ان يجيب ..

_لا بد وانك واقعة لي بشدة .. كما افعل !

_ لابد مما ليس له بد ؛ انك يا باريس ثمل !

_من الخمر التي تسكبها عيناك ؟ ..اجل !

نظرت اليه ب ازدراء قبل ان تلتفت وتشرع بالمضي عندما تسللت كفه تحيط برسغها ، واقترب ناحيتها قاتلا ما كان بينهما من مسافة ..

_هل عليك ان تطفئي ضياء الحفلة باكرا بغيابك ؟!

_احتاج ل ان استريح .. عذرا ..

افلتت ذراعها عنوة من بين اصابع كفه وسارت مبتعدتا عنه ..

لم يكن هناك وجهة محددة تقصدها ، فقط الاستمرار ب الابتعاد عن ناظريه هو ما كانت تبتغيه  ..
فكرت في كم انها ستكره مستقبلها لو كان فعلا مع باريس كما يمهدان والديها له .. انها لا تكرهه لكنها لا تحبه وتكره عنفوانه الزائد ، و كانت تعلم انه مما لا شك فيه انها لن تستطيع الموازنة بين محاولة التصرف بشكل طبيعي حوله ودفع ما يجعلها تشعر بالغثيان من طريقته في الكلام الى اعماق ذاته وعدم اظهار امتعاضها في كل مرة .. ربما كان باريس فارس احلام العديدات و هو شاب نبيل من اقرباء الامير تتمنى فتيات الحفل جميعهن ان يحادثنهم .. لكنها لا تستطيع رؤية كل ذلك بعين المشاعر ولا حتى العقل ، ولم يستطيع ان يؤثر فيها ببهرجته الانيقة الكاذبة التي تدعي اكثر مما تستطيع !

Once Upon A Time®حيث تعيش القصص. اكتشف الآن