Macbeth

212 10 58
                                    


بعينان واسعتان نظر نحو قاتله وهو يلهث ..

لم يكن ذلك الجندي هو ما يراه حقا ، شاهد شريط حياته يمر سريعا امامه كأنه حلم يقظة .. طفولته، مراهقته ، شبابه ، حتى اللحظة التي اخترق فيها الرصاص صدره..

تفاصيل صغيرة .. لمحات من والدته وهي تبتسم بوجهها المتعب ، ذكرى غابرة لم يعلم انه يملكها ..ضحكات الاطفال حوله قرب البحيرة في يوم صيفي حار وبه خائف من شيئا ما .. حبه الاول عندما كان لديه اعجاب ب ديانا صديقة اوسم اولاد المدرسة ، رأها تنظر له نظرتها الساحرة وهو يقف عاجزا امام عيناها ، بينما تلقى دفعة من احد الطلاب ليقع ارضا ويسمع الجميع يضحكون من حوله..

اول مباراة قتالية خاضها و الالم العظيم الذي حصل عليه في سبيل ان ينظم للجيش ..

كم مرة عوقب فيها وحلق رأسه ﻷنه كان اغبى من ان يستطيع ان يجاري النحو الذي كانت عليه الامور في السرية .. رأى نفسه عندما كان بالسجن العسكري بتهمة اتلاف العتاد بعد ان نصب له زمرة من زملائه من العناصر الاخرين تلك المكيدة التي كانت نقطة تحول وجعلته يبقى مستيقظا طوال الليل و يفكر كثيرا حتى قطع على نفسه وعدا بأنه لن يكون طيبا او متهاوننا بعد الان ..

اصبح اكثر بأسا وقوة بشكل ادهشه قبل ان يدهش المحيطين و زاد من اتباعه حتى اصبح من النخبة العسكريين المتجلدين والصارمين ..

رأى نفسه وهو يقف امام الملك وبه يرتدي المزيد من الرتب حتى اصبح من الجنرالات المهمين لديه .. بداية دخوله بهذه المنطقة وتعليمات التسلل التي اعطاها للجنود الذين تحت امرته .. تلك المنطقة المحرمة التي كان فيها كمين لأحد الجنود والذي اصابه بالصدر مباشرة ..

زفر نفسه الاخير و وقع بوجهه منغرسا بالطين في ذلك المكان القريب من النهر وامامه كانت يديه متشبثة بالبندقية التي يحملها .. لن تكون تلك النهاية المفضلة ﻷي ضابط مهم بمكانته ..و لم يكن يتمنى بخوضه لهذه الحرب الموت على يد جندي صغير تافه ، لقد كان يخطط أن يلقن المانيا درسا عن من يكون الجنرال "مكبث سينيل" الذي لم يهزم له جيش في الجبهة الغربية والذي سيدخل فرانكفورت منتصرا ..

رغم ان الموت قد تغلغل الى اطرافه وشلها الا ان عقله كان على قيد الحياة في ساعاته الاخيرة .. وقف في نقطة ما بين الحياة و الموت ، لم يكن على دراية بالمكان الذي هو فيه و هل انه في المحطة الاخيرة ام ما قبل ذلك الا انه علم بأن هناك دخيل حط في منطقته ..
تلك المنطقة النائية عن عالم الاحياء ، كهف هائل و مهجور ورطب ومظلم ذو سقف صخري مسنن بترسبات صخرية حادة تنزلق منه ، جلس فيه وامامه كل لحظة صغيرة قد عاشها من حياته في عرض مستمر ..

_تحية لك يا مكبث .. تحية لك يا من ستصبح ملكا على البلاد !
نظر ناحية ذلك الصوت الانثوي الغريب وكانت قطة .. قطة سوداء بعلامة الهلال الابيض في جبينها ..

Once Upon A Time®حيث تعيش القصص. اكتشف الآن