Julius Caesar

51 4 0
                                    


"انت عنيد .. لكني استطيع الجزم بأن تلك الخصلة تضاعف من فرصك في ان تكون مثيرا ! "

ارتسمت ابتسامة شفافة و صادقة على شفتيه قبل ان يطبع على جبينها قبلة وداع بينما تدوي النداءات الاخيرة للرحلة المتجهة الى باريس في الارجاء

_لن اغيب طويلا اعدك

_فقط عدني انها ستكون الاخيرة

_انها كذلك بالفعل !

ابتسمت بتهكم و اردفت

_اقسم اني سأشرب نخبها بعد ان ينتهي كل ذلك !

_شنشربه سويا ..

عانقها على عجلة و اخبرها بأنه يحبها قبل ان ينجرف مع تيار المسافرين المتجهين الى الطائرة حيث محطته الاخيرة برحلة جمع التماثيل الرومانية الاصلية التي كانت شغله الشاغل على مدى ثلاث سنوات !

كانت جميع دراساته في مركز الابحاث للاثار متمحورة حول هذه القطع الاثرية و عمرها و دلالتها الظاهرة و الخفية ..

تحدثت الكثير من الكتب عن كم المعاني الرمزية التي حملتها بنظر العديد من المؤريخين و علماء الاثار ، لكنه و على المدى الطويل تكونت لديه قناعة ادرك من خلالها بأن النظرية شيء و التطبيق شيء آخر ..
كان يتعرف على القطعة الاصلية ويميزها على الفور ، و يعلم انه _و من مسلمات الامور_ وقوعه تحت تأثير فتنة تلك القطع ، و لم يكن بوسع اي كتاب او عالم اثار ان يشرح ما يعنيه وقوفه المباشر امام تمثال صنعه احد اشهر النحاتين قبل الالف السنين ، كان يستطيع ان يخرج بكلمة * آسر * التي تشرح ضمنيا ما يكنه لتلك القطع ..

الا انه _و على مدار الخمسة اشهر الاخيرة_ كان قد عثر في احدى مخطوطات "الڤون دي سكوندا" ان هناك قوى كامنة في حجر التمثال الاصلي تمثل جزءا من روح المنحوت فيها و بمعنى ادق فأن القطعة تحتجز ذلك الجزء بداخلها وتبقيه حبيسها ، و ان طريقة اخراج هذا الجزء تمثل التحدي الحقيقي حيث يتضمن ذلك ارجاع الموقف الذي تم على اثره انتفاء الجزء الاخر من الوجود !

و كان من البديهي بالنسبة لدكتور هورنر_الذي لا يعطي اذنا صاغية للخوارق في العادة _ ان لا يأخذ تلك الجزئية من المخطوطات بعين العقل ، لكن روح الفضول كانت حاضرة دائما و خصوصا بما تعلق بالالغاز ذات الصلة ببحثه و التي تعني ربما الاقتراب اكثر من فهم اسلوب عيش تلك الحضارات ..

كانت وجهته الاولى عندما وصل الى باريس هي معهد الدراسات القديمة في العاصمة الفرنسية حيث التقى بالاستاذ "ارنولد غارسيا" الباحث في علم الرومانيات و الذي تكلم معه منذ مدة عبر الشبكة العنكبوتية و عبر له عن عميق رغبته في ضم آخر و اهم قطعة اثرية رومانية الى مجموعته قيد الدراسة و كان د. هورنر حريصا اشد الحرص على افهام أ.غارسيا ان الهدف الوحيد من ضم هذه القطعة للمجموعة هو للدراسة و سيحدث ذلك تحت اشراف فريق دولي و تأمين من اعلى المستويات على حياة تلك القطع ..

Once Upon A Time®حيث تعيش القصص. اكتشف الآن