#وتوقفت شهرزاد عن الكلام المباح (الجزء الثالث)
الفصل السابع
سبق السيف العزل. " سيف مسرور كان أسرع إلى رقبة زوجتي مني." هذا ما قاله شهريار لنفسه.. لم يستطع أن يوقف مسرور عن جنونه. ظل يصرخ لبرهة منادياً اسمها، ليتجمهر كل من بالقصر على باب حجرة الملكة متزاحمين ليروا ما يحدث، لكن ما رأوه أثار صيحات الرعب و الفزع في النساء، و أثار غثيان البعض من رجال الخدم و العبيد. لم يستطع أي أحد أن يوقف مسرور عن جنونه في الفتك بجثمان المسكينة شهرزاد..ظل الملك لايدري ما الذي يدور حوله.. تائهاً في فلك خاص.. وحيداً فيه بدون شهرزاده. "كفى!" صاح بها و كل ألام الكون تشتعل بين أضلعه، و يبدو أن هذه الكلمة كانت بمثابة التعويذة السحرية التي أوقفت جنون مسرور، الذي ما إن أدرك فعلته حتى أسقط في يده هول ما رأه من دماء. ليقع السيف من يده المرتجفة، و يركع أمام شهريار طالباً الصفح و الغفران.
لم ينظر شهريار إليه، بل إتجه إلى الرأس المهشم جزء منه.. بدء في مسح الدماء عن الرأس المفصول. تتساقط الدموع من عينيه ندماً، و هو ينادي اسمها. أمر بأن يأتي إليه الخدم بالماء. يريد أن يرى قسماتها للمرة الأخيرة.. حتى و إن كانت ذبيحة، ستظل تلك الذكرى تدمي قلبه مدى الحياة، فما مسرور إلا يداً نفذت الحكم، أما القاتل الحقيقي فهو شهريار نفسه.
حينما أتى أحد الخدم بإناء من الماء و قطعة قماش، أخذ شهريار بنفسه يمسح أثار الدماء عن الوجه الذبيح، غير آبهٍ لنظرات الخدم و العبيد من حوله. آآهٍ من قسمات لن ترى نور الحياة بعد اليوم، و لكن ... هذه ليست قسمات شهرزاد. نعم نفس لون البشرة و لون الشعر، و لكنها لم تكن شهرزاد. دقق النظر قليلاً في الوجه، فعلم أنها مرجانة عشيقة مسرور. تعالت ضحكات الفرح في قلبه لدرجة أن الخدم ظنوه أصيب بلوثة الجنون من هول صدمته و حزنه.
صاح في إحدى الوصيفات:" أين زوجتي شهرزاد؟ أين هي؟" كادت المسكينة أن تفقد الوعي، و ردت بإرتجاف: "م..مم..ممووو..لااايي. الملكة رر..حمممهاااا.. الل..الله." "صهٍ يا حمقاء!" فقدت الوصيفة الوعي، و بدأت باقي الوصيفات بالابتعاد عن الملك خوفاً من جنونه، لكن شهريار شرح لهم بنفاذ صبر أن الجثة المسجاة لمرجانة و ليست لشهرزاد. ساعتها صاح مسرور صارخاً، ليس حزناً على العشيقة و إنما كمداً على أنه لم يتمكن من الفتك بشهرزاد. هنا تنبه شهريار إليه. و نظر إلى السياف نظرة مقت و إحتقار، بعدها أمر العبيد الأشداء أن يأخذوه للسجن، على أن ينفذ فيه نفس القصاص الذي ارتكبه في حق كل نساء شهريار.
علم مسرور ألا فائدة من الترجي و التذلل، لذا ذهب ليلقى مصيره المحتوم. لن يدع أحداً يتشمت فيه.. لن يهاب سيفاً كان دوماً دمية في يده. فليكن ما يكون. ليس وحده المذنب، فمولاه الشريك الأكبر في كل جريمة تم إرتكابها. رفض مسرور أن يدع أحداً يمسك جسده أو يقيده، و مشى بشموخ رافع الرأس، لدرجة أن من يراه يظنه سائراً لحفل تتويجه ملكاً و ليس لمقابلة الحسام البتار.
![](https://img.wattpad.com/cover/70938576-288-k566877.jpg)
أنت تقرأ
عندما توقفت شهرزاد عن الكلام المباح
Fiction Historiqueأمتعتنا شهرزاد بالحكايات و القصص، و لكننا لم نعلم شيئاًّ عمّا حدث لها مع شهريار بعد الليلة التي تلت الألف.. ترى ما الذي حدث لهما؟ تابعوني مع أول رواية لي ستصدر على أجزاء و أتمنى أن تعجبكم. #سلوى