ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﻳﻘﻒ ﻣﺸﺘﺮﻯ ﻋﻨﺪ ﻛﺸﻚ ﺻﻐﻴﺮ ﻟﻴﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺗﺤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﻭﻳﻨﻄﻠﻖ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺤﻈﻰ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﺑﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ،
ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﻘﻒ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﻣﺸﺘﺮﻯ ﺁﺧﺮ ﻳﺄﺧﺬ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎ ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ ﻟﺮﺩ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻯ ﺍﻷﻭﻝ
،ﻭﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﺸﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻳﻦ .. ﻛﻞ ﻳﺄﺧﺬ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ ﻭﻳﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ،
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ﻳﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺳﺄﻟﻪ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺸﻚ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻐﻀﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ؟
ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻫﻞ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﺭﺩﺍ ﻃﻮﺍﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ: ﻻ.
ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﻥ ﻟﻢ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻻ ﻳﺮﺩﻫﺎ؟
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺑﺮﺃﻳﻚ؟
ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻭﺑﻼ ﺷﻚ ﺭﺟﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻷﺩﺏ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺃﻥ ﺗُﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ: ﺇﺫﻥ ﻫﻮ ﺑﺮﺃﻳﻚ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻷﺩﺏ؟
ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ.
ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ: ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﻗﻠﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﺃﻡ ﺃﻋﻠﻤﻪ ﺍﻷﺩﺏ؟
ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻬﻮﻝ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ..
ﻭﺭﺩ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﺗﺄﻣﻞ: ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ.
ﻓﺄﻋﺎﺩ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺳﺆﺍﻟﻪ: ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﻗﻠﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﺃﻡ ﺃﻋﻠﻤﻪ ﺍﻷﺩﺏ؟
ﺛﻢ ﻋﻘﺐ ﻗﺎﺋﻼً: ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻤﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻋﺪﻡ ﺭﺩﻩ ﻟﺘﺤﻴﺘﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﻣﺎﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﺃﻥ ﺧﻴﻮﻃﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﺄﻳﺪﻳﻨﺎ ﻻ ﺃﻥ ﻧﺴﻠﻤﻬﺎ ﻟﻐﻴﺮﻧﺎ
ﻭﻟﻮ ﺻﺮﺕ ﻣﺜﻠﻪ ﻻ ﺃﻟﻘﻲ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﻟﺘﻤﻜﻦ ﻫﻮ ﻣﻨﻲ ﻭﻋﻠﻤﻨﻲ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻤﻴﻪ ﻗﻠﺔ ﺃﺩﺏ، ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﻫﻮ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮ، ﻭﺳﺘﻨﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻴﻦ ﺃﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃﻱ ﻓﻲ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﻪ،
ﻭﻋﺎﺟﻼ ﺃﻡ ﺁﺟﻼ ﺳﻴﺘﻌﻠﻢ ﺳﻠﻮﻙ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ،""
أنت تقرأ
قصص علمتني الحياة
Short Storyقصص قصيرة رائعة من كل البلاد والعصور فيها الحكمة والفائدة والمتعة والعبر للمعلمين والمدربين للامهات والاباء لكل شاب وشابة ولكل مدرسة وبيت