شاهد أهل القرية أضواء ذات ليلة في البيت الحزين، فعرفوا أن عائلة جديدة قد أقامت أخيرا في ذلك البيت الموحش، فذهب جمعٌ من أهل القرية لتحذير ساكنيه الذين هم- بلا شك- لا يعرفون سر المنزل المخيف..
........فتح الباب شابٌ في الخامسة والعشرين، أنيق الملابس، فسلموا عليه وقالوا:- أيها السيد أ
فقال:- اسمي مصعب أيها السادة الكرام..
قال هذا.. ودعاهم إلى الدخول لكنهم رفضوا بشكل أثار عجبه ودهشته ثم قال أحدهم:- أهلا بكم في قريتنا، إننا لاحظنا أنكم تقيمون في هذا البيت بعد أن ظل مغلقا مدة سبع سنوات..
- هذا صحيح، أقيم فيه مع صديقي هيثم.. لقد أتينا من مدينة منخفضة قرب النهر تسببت السيول والفيضانات الجارفة في فقداننا الغرفة الصغيرة التي كنا نستأجرها في منزل متهالك كنا نقيم فيه.. فأخذنا نبحث عن مأوى وعمل.. لكن الحظ لم يحالفنا في العاصمة مدة سنتين.. ثم وقع اختيارنا على هذا المنزل لأنه واسع ومريح وزهيد الأجر.. أرجو أن نجد في قريتكم عملا يناسبنا أيضا..
-.......... على الرحب والسعة.. والبيت كما تقول حقا.. لكنه موحش و
فقاطعه مصعب قائلا:- تقصد بسبب المآسي والكوارث التي حدثت لكل من أقام فيه؟..
قالوا بصوت واحد:- إذن أنت تعرف؟
فقال مصعب:-- نعم وصديقي هيثم يعرف أيضا.. لكننا لا نخاف من شيء مثل هذا.. وما حدث لأولئك الأشخاص كان قضاء وقدرا، وما يقضي به الله نحن راضيان به إن شاء الله..
فقال له أكبرهم سناً:- يا ولدي!! لا يأخذنكما غرور الشباب وحماسه، ويجعلكما غافلَين عما تخبئه الأيام، إن الأمر قَدَر كما تقول، لكن الله نهانا أن نلقي بأيدينا إلى التهلكة، فلا تبق مع صديقك في هذا البيت المشؤوم، وسوف تجدان بيتا أفضل منه بإذن الله..
فقال هيثم الذي ظهر في تلك اللحظة وسمع كلام الكهل:- لا يا سيدي!.. إنني مع مصعب لقينا من المصاعب وخضنا من المغامرات والمفاجآت الشيء الكثير، ولا نبالي بالإقامة في بيت الأشباح إن لزم الأمر، فهو تحدٍ، وسنثبت لكما أن المنزل ليس هو سبب المشاكل فيما مضى من سنوات..
فترك الرجال الصديقين وشأنهما وقالوا لبعضهم:- لقد حذرناهما وقمنا بما يجب علينا، وما على الرسول إلا البلاغ.
********
رشف هيثم رشفات متوالية من الشاي الساخن الذي أعده بنفسه ثم ابتسم وقال:- ما اجمل هذا البيت، إنه مريح، وهذا الأثاث رائع أيضا، فهو يبدو جديدا..
فقال مصعب الذي كان يمد ساقيه على الأريكة:- هذا صحيح، فآخر عائلة أقامت في هذا البيت أثثته بأفضل الأثاث وأغلاه ثم لم تُقم أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر كما قيل لي.
أنت تقرأ
البيت الاسود
Acciónمن الشائع فى هذه الايام ان اى شئ يقوله الناس نصدقه دون فحص او نقد ولكن هل حاول احد مرة ان يكتشف الحقيقة بنفسه دعونا نرى ذلك