Chapter 9

389 15 7
                                    

عندما عاد مصعب إلى البيت في ذلك اليوم استقبله هيثم بفزع شديد، كان وجهه مصفر اللون وهو يقول:- مصعب!! أخيرا وصلت!! أين كنت؟

مصعب:- مالك؟ ماذا حدث؟

هيثم بفزع شديد:- سحر أغمي عليها ولا أعرف كيف أتصرف

جلس مصعب بهدوء وهو يقول:- ظننت أن شيئا مهما قد حدث

هيثم بضيق:- ما الذي تقوله يا مصعب أقول لك أغمي عليها لابد أنها مريضة جدا ... لم تستيقظ بالرغم من كل محاولاتي لإيقاظها

مصعب:- دع عنك كل هذا ستستيقظ حالما ارادت هي ذلك.. أنا متعب وذاهب لأرتاح

دخل مصعب غرفته التي أعدها لنفسه في الطابق السفلي تاركا هيثما مندهشا للغاية

كان مصعب متعبا بالفعل، فلم يترك إنسانا رآه في القرية إلا سأله عن البيت والفتاة والوصي عليها ومالك البيت وغير ذلك.. لكن كما توقع لم يصل إلى نتيجة

كان كل ما عرفه، هو نفسه ما كان يعرفه من قبل، صاحب المنزل ليس له أولاد وورثته كانوا أبن أخيه الذي هاجر البلاد مع عائلته منذ سنوات، ومحاميه هو من يؤجر البيت ليس غير

لم يصل إلى أي معلومة تفيده حول الفتاة وعائلتها التي سكنت البيت منذ أربعين سنة كما تزعم

لم يلاحظ انه نام من التعب، عندما أفاق سمع صوت حديث خافت، وحين استعاد وعيه كاملا لم يعد يسمع شيئا.. خرج إلى غرفة المعيشة ليجد هيثما يتناول الفطائر، فلما رآه ابتسم وقال:- هل تشاركني؟

مصعب:- غريب، كنتَ منزعجا قبل قليل

هيثم:- آه!! .. نعم .. أنا مرتاح الآن فقد استعادت سحر عافيتها بعد أن وجدنا الدواء

فقال مصعب وهو يلتهم أحد الفطائر:- أي دواء هذا؟

هيثم:- الدواء الذي وضعتْه في صندوق حاجياتها، فقد أضاعت المفتاح فوجدناه أخيرا

فابتسم مصعب.. ثم قال بفتور:- جيد

هيثم:- أين كنت اليوم؟ خرجت منذ الصباح ولم تعد حتى العصر

مصعب:- قلت لك ذهبت لشراء بعض الأغراض

هيثم:- لكنك عدت وليس معك شيء

مصعب:- لم أجد ما كنت ابحث عنه.. أخبرني.. مع من كنت تتحدث قبل قليل؟

هيثم:- لم أتحدث مع أحد.. حتى سحر تركتها نائمة فوق

صمت مصعب، لابد أن ما سمعه كان حديثا، لكنْ هيثم لا يكذب ولا يوجد سبب يجعله يخفي شيئا تافها مثل هذا عنه.. إذن.. صوت مَن كان قبل قليل!! لم يكن متوهما وقتها

ثم خطر بباله أن يذهب إلى القبو، لكنه أجّل فكرته تلك حتى وقت النوم

**********

بعد منتصف الليل، تأكد مصعب أن صديقه قد نام، ثم تسلل إلى غرفة سحر، كانت نائمة في سريرها هي ايضا، فنزل إلى القبو بهدوء، ولشد ما أثار دهشته ذلك النور الذي ينبعث من القبو في مثل هذا الوقت من الليل

سمع حركة خفيفه خلفه، فالتفت بسرعة، كانت سحر واقفة تبتسم ابتسامة جذابة، كم كره هذه الابتسامة

سألها:- إذن هذه انت من أشعل الشمعة، أنت سبب كل هذه الحوادث الغريبة في البيت.. أليس كذلك؟

سحر:- مممم .. لا أعرف كيف يمكن لفتى ذكي مثلك أن تخدعه وسادة مغطاة في السرير.. ههههههه .. هل ظننت أنني نائمة؟

فقال مصعب مزمجرا:- ما غرضك من كل ما تفعلين؟ ما وجه التسلية في كل هذه الحوادث لهذا البيت؟

فردت باسمة بهدوء:- لا أعرف عم تتحدث بالضبط

مصعب بصراخ:- كفاكِ تغابيا !!.. أعرف أن الفرس والشمعدان المضاء في القبو والعواء وتلك الأصوات والمفتاح والعقد والرسالة.. كل ذلك كان من فعلك أنت... فلا أحد هنا معنا سواكِ.. لماذا؟ لماذا تفعلين بنا كل هذه الأشياء ؟ ما الفائدة التي تحصلين عليها؟!!! تكلمي

سحر وهى تشير لنفسها بكبرياء:- عليك أن تراعي ثلاثة أمور يا عزيزي مصعب.. أولا أنت هنا في بيتي أنا

وثانيا أنت رجل وأنا فتاة ضعيفة، وسوف يصدقني هيثم من غير شك حين أقول له إنك آذيتني وأبكي، فأنت أقوى مني جسدا لا تنس ذلك.. -وثالثا أنا أكبر منك سنا ومن العيب أن تتحدث معي بهذا الشكل.

ثم ختمت كلامها بضحكة حلوة.. فقال مصعب غاضبا:- كنت أعرف أنك لئيمة، فهمت الآن الكثير من الأمور.. المشاكل والمصائب التي كانت تحدث لمن يسكن هذا البيت كانت من صنعك.. كنت تسكنين هذا القبو فلا يعرف أحد مكانك حتى تفاجئي الجميع بأمثال الزهور والفرس والمفتاح

عندئذ ضحكت سحر وهي تقول:- لا شك أنك مجنون لتعتقد هذا !!.. كيف يمكن أن أكون سببا في تلك المصائب؟ انا الفتاة الضعيفة الرقيقة.. هذا غير ممكن بطبيعة الحال.. أنا أتعجب أصلا من كلامك

مصعب:- إذن لماذا أنت الآن في القبو

سحر:- هههههه أنا أتسلى، جئت خلفك لأعرف ماذا ستفعل.. هل مجرد وجودي هنا يضايقك؟ هل مجرد وجودي يجعلني متهمة في نظرك؟ هذا حقا غريب.. أنت أذكى من ذلك يا عزيزي

ثم قالت وهي تغادر القبو:- على كل حال إذا رغبت في الاعتذار فسوف أسامحك

البيت الاسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن