Chapter 10

345 13 14
                                    

كما توقع مصعب، لم تخبر سحر صديقه بما جرى بينه وبينها، كما أنه هو أيضا كتم الأمر عن هيثم، لا يعرف لماذا، لكن ربما لأنه شعر أن هيثم لن يصدقه مهما قال، لقد سحرته سحر بفتنتها وحلاوتها

لكن في المقابل، كان مصعب عازما على أن يضع حدا لهذه المهزلة، فقال لهيثم في الصباح:- علينا الرحيل.

هيثم:- مـ.... ماذا؟

مصعب:- ماذا؟ هل كنت تظن أننا سنبقى هنا مثلا؟ لقد وجدت مكانا نذهب إليه، يكفي أننا بقينا يومين معها تحت سقف واحد وهذا لا يرضي الدين ولا الشرع.

هيثم:- صـ.... صحييح... .. سنغادر لكن.. ألن نقول لها

فقاطعه مصعب بامتعاض:- هل ستأخذ الإذن منها بالرحيل؟ لقد أبدى القرويون استعدادا وكرما كبيرا عندما علموا أننا سنترك المنزل، ثم أنا عازم على ترك القرية كلها والبحث عن عمل في مكان آخر.. هذا ليس مكاننا يا صديقي

!!!!!فقال هيثم شارد الذهن:- إذن سنغادر هذا البيت في النهاية

فجاءه صوت سحر المغناج يقول:- لا يمكنكم المغادرة هكذا

فالتفت إليها مصعب وقال ساخرا:- عفوا أيتها الملكة.. ربما علينا استعطاف جلالتك 

فردت باسمة:- هذا صحيح.. إن الإيجار الذي تدفعه للمحامي لم أتفق معكما عليه، وأنا صاحبة هذا البيت، وأنا من أحدد الثمن

!!!!!!!!قال مصعب:- ماذا تعنين؟؟

سحر:- اعني يا عزيزي أن عليك دفع ضعف ما دفعته للمحامي كي أدعكما ترحلان بسلام.. وهذا من حقي.. أليس كذلك؟

وختمت حديثها بابتسامة وهي تدير لهما ظهرها

عندئذ احس مصعب بحرارة الغضب تتصاعد إلى وجهه فقال لصديقه:- أرأيت يا هيثم؟!! أرأيت!! هذه المرأة التي قلت لي إنها لطيفة وخجولة وغير ذلك من الألفاظ التي لم يخلقها الله لأمثالها 

هيثم:- هون عليك يا صديقي.. دعنا نتفاهم معها، دع الأمر لي أنا أتفاهم معها لا تغضب

ثم انطلق هيثم خلفها، وعاد بعد لحظات متغير الوجه، فسأله مصعب:- ماذا حدث؟ هل خفضت لك السعر؟

فرد هيثم بعينين شاردتين:- لا.. قالت إنها ستمهلنا يومين آخرين لندفع لها المال قبل أن نغادر أو تشكونا للشرطة

مصعب بضيق شديد:- استغفر الله العظيم,, حسنا سأتدبر أنا أمر المال سريعا اليوم بحد أقصى.. لا أريد البقاء هنا أكثر مما بقيت

هيثم:- أنت على حق.. لا يمكن أنك تريد البقاء أكثر

مصعب باندهاش:- ماذا تعني يا هيثم؟

هيثم:- ابدا

ثم ابتسم هيثم بمرارة وأكمل:- لا شيء يا أخي وصديقي.. لا شيء مطلقا

البيت الاسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن