(1)

605 78 41
                                    

*Violin*

ڤايوليـــن اسمي .. اجل ربما غريب نوعا ما .. لَـگِنْ والدي يعشق الة الكمان .. لذلك سماني تيمنا به ..
لقد كان والدي رجل اعمال ثري لكنه ايظا عازف كمان مشهور .. لقد كنت في الرابعة من عمري حينما عزف للمرة الاخيرة في حياتـــه في المسرح الوطني معزوفــــــــة "Albinoni ; Adagio" تلك المقطوعة المشؤومة لن انساها ماحييت ، وقتها نال لقب افضل عازف كمان في المسابقة الوطنية لتبدأ معاناتي بعدها ... .
كم اتمنى لْـۆ انه لم يفز في ذلك الًيَوُمًِ ،كم اتمنى لو انه لم يعزف ابدا .. كم اتمنى لْـۆ ان اسمي لم يكــن ڤايوليـــن..

"""""""""""""""""""""""""

الى الًيَوُمًِ وبعد مرور 14 عاما من تلك الليلة .. لازال ذلك الكابوس يراودني .. حينما عدنا الى المنزل ، كانت امسية مثلجة بعد احتفالنا بفوز والدي ..
ـــ "بابا .. بابا هل سأكون مثلك حينما اكبر" 😊.. سألته وانا اتطلع اليه
ـــ "بالتأكيد ياصغيرتي لكنني حينها لن اكتفي بأن تنالي الجائزة الاولى للمسابقة الوطنية بل ستنالين الجائزة الاولى كأجمل وافضل عازفة كمان في العالم ڱڵـه انتي فقط استمري بتدريباتك يوميا" ..
ـــ "لَـگِنْ بابا انا لااريد ان اعزف بهذا الكمان الصغير اريد ان اعزف بكمانك انت" ..
طلبت منه قائلة وانا اشير الى كمانه الذي لايفارقه منذ صغره .. ولم يخسر به ايـــة مسابقة...
ـــ ممممم ..حسنا اعدك بأنني سأعطيكي اياه شرط ان تنالي المركز الاول بأول مسابقة ڵـڱ ..
ـــ حقاااا .. اتفقنا .. سأفوز يا بابا "
قلت وانا اقفز فرحة بينما والداي يبتسمان ليـّۓ .. وفجــــأة !!
ـــ ماهذا مالذي يحدث ياعزيزي !! قالت امي بعد ان اطفأت جميع انوار المنزل...
ـــ ربما اصيبت الاسلاك الكهربائية بخلل او عطل بسبب العاصفة الثلجية .. سأخرج لارى ما حدث... قال بعد ان اشعل قداحته ..
خرج والـــدي وبعد 5 دقائق عادت الانوار ..
ـــ هذا غريب .. شخص ما انزل القابص الكهربائي وقطع الكهرباء عن المنزل .. قال ابي وهو يدخل .. بينما تجمد واقفا .. حينما وجدني وامي بين ايدي رجال ملثمين و مسلحين...
ـــ م م مممن انتم ماذا تريدون اتركوا زوجتي وابنتي ؟!! صرخ والدي مرتبكا ..
ـــ هههه لاتقلق لن نؤذي عائلتك الحبيبة ان نفدت ما نطلب مـڼـڱ...
ـــ حسنا .. حسنا ماذا علي ان افعل ..
ـــ لٱ نريد سوى خزنتك يا سيد فرانكلين خزنتك التي تضع فيها كل ماتملك بدلا من البنك .. يبدو انها ستكون غلطة عمرك ههههااااااا .. ضحك الشخص الذي كان يتحدث بالنيابة عن الكل يبدو انه كان رئيسهم .. لقد كان يمسك بي فعضضت يده بقوة فصرخ متألما
ـــ ايتها الطفلة المزعجة .. وصفعني بقوة حينها ادركت الخطر الذي نحن فِيَھ وخاصة حينما امسك بوجهي وابتسم بخبث
ـــ حماقة اخرى وافجر رأسك الجميل
ـــ ابي .. ابي انقذني .. صرخت باكية ..
ـــ ارجوك لاتؤذيها سأدلكم علـّۓ الخزنة .. فقط دع عائلتي وشأنها
ـــ حسنا ســيأتي معك احد رجالي ولكن اياك ان ترتكب اية حمـاقة والااااا....
ـــ لن افعل .. قال والدي وقد استجمع شتات نفسه ثم خرج وتبعه احدهم وبقي اثنان احدهما يمسك بي والاخر بأمي .. وبدأ الرجل بالتوتر خاصة بعد ان مرت اكثر من 15 دقيقة
ـــ مالذي يفعلانه كل هذا الوقت بحق السماء !! انفجر غاضبا ثم امر شريكه الاخر:
ـــ اذهب والقي نظرة عليهما .. انتي اجلسي على الاريكة واياك ان تقومي بأية حركة غبية .. جلست امي على الاريكة وهي تنظر الي بخوف
ـــ لاتقلقي سيكون كل شيئ علـّۓ مايرام .. قالت وهي تحاول رسم ابتسامة علـّۓ شفتيها لتطمأنني .. فمسحت دموعي وابتسمت لـٍهآ
ـــ اين هم بحق الجحيم .. هل جلبت معي مجموعة من الاغبياء ..، صرخ متذمرا ثم مشى بضع خطوات الى الامام وحاول ان يقلي نظرة من خلف الباب ففوجئ بعصا انهالت علـّۓ رأسه اسقطته ارضا فتحررت من يديه لاجد ابي يمسك بعصا وقد تدمى رأسه ..
ـــ ابي .. ابي .. صرخت باكية وارتميت في حضنه بينما نهض بصعوبة وهو يحملني
ـــ عزيزي هل انت بخير .. قالت امي وهي تعانقه ..
ـــ الينور اتصلي بالشرطة حالا .. قال منهكا
.. قامت امي بالاتصال وحالما انتهت اخذت تجفف وجه والدي من الدماء بمنديلها
ـــ عزيزي مالذي حدث اين اولئك الرجال ؟
ـــ كانو مجرد حمقى ظنو بأني كنت خائفا حقا .. لقد جائو لسرقة اموالي وهم لايعلمون بأن اهم مااملك هو انتم وهذا الكمان .. قال والدي وهو ينظر الى الكمان الذي كان علـّۓ الطاولة فذهبت وحملته بين ذراعي
ـــ لاتقلق بابا انه معي لن اتركه ابدا .. قلت مبتسمة وبادلاني الابتسامة الاخيرة ..
ـــ سأريك من هو الاحمق .. ظهر رئيس العصابة وهو يحمل سلاحه .. واطلق رضاصة نحوهما .. فنظرنا جميعا .. ياللهول... لقد اصابت .. رأس والدتي 💔 لقد مرت لحظات صمت.. بينما تدلى رأس امي علـّۓ كتف والدي الذي عقدت الصدمة لسانه بينما دماءها تغطي وجهه وجسده والاريكة...
ـــ ههههه حذرتك لكنك كنت غبيا كما قال اخوك ..
ـــ ايها الحقيييييييييييير سأقتلــگــــ صرخ ابي وركض نحوه بدون تفكير فرفع ذلك المجرم سلاحه واطلق وابل الرصاص علـّۓ صدر والدي فسقط علـّۓ الارض وهو ينظر الي ويلفظ انفاسه الاخيرة ..
ـــ ڤ ڤ ڤايولين .. ناداني وحاول ان يمد يده نحوي بينما انا لم يستوعب عقلي الصغير مايحدث فانظر الى جثة امي ثم الى والدي...
ـــ لاتقلق لن اقتلها... ههههه سأجعلها تعيش لتشهد كيف يقوم عمها بسرقة ارثها وهي حية .. بينما تذهب انت الى قبرك لتتعذب فِيَھ هناك من اجلها لانها ستعيش في الشوارع...
سقطت اخر دمعات والدي من عينيه ولم يعد يتحرك .. لَـگِنْ عيناه لازالتا مفتوحتان .. وتنظران الي .. وماهي لحظات حتى سمعت اصوات سيارات الشرطة ثم اختفى الرجل اقتربت من امي احاول ايقاظها .. لاجدوى حاولت ان اناديها لَـگِنْ لم استطع كأن صوتي اختفى .. ذهبت الى والدي ظنا مِڼـّي انه لازال حيا .. هو الاخر لم يتحرك.."ربما ناما"
فكرت وانا ابتسم باكية واغلقت عينيه ولازلت احتظن الكمان .. حينها اتت الشرطة وتفحصت والداي
ـــ سيدي لقد توفيا .. قال احد رجال الشرطة وهو ينظر الى رئيسه .. بينما انا لم اصدق حاولت ان اصرخ "كلا انهما حييان" لكنني لم استطع.. لماذا لااستطيع الكلام !!! فأخذت بالبكاء حاول رجل الشرطة ان يأخذ مِڼـّي الكمان لكنني عضضت يده ولم اسمح لاحدهم ان يلمسه فلقد وعدت والدي بأنني لن اتركه ابدا .. ولن افعل .. بعدها توالت الاحداث بسرعة دفن والداي في الًيَوُمًِ التالي .. وفي الًيَوُمًِ ذاته عرض عمي بيتنا للمزاد بحجة ان يدفع ديون والدي المتراكمة فهو لم يترك فلسا واحدا علـّۓ حد قوله في الًيَوُمًِ الثالث رماني في ميتم ما وودعني بأبتسامة :
ـــ وداعا ابنة اخي الغالي .. شأشتاق ڵـڱ كثيرا ..
********
لماذا دفنوا والداي في التراب .. لماذا ماتا .. لماذا تركاني وحيدة .. ولماذا انا في ميتم .. كل تلك الاسئلة لم يستطع عقلي الطفولي الاجابة عليها ولم ادرك حقيقة ماجرى الا بعد وقت طويل ... كل ما كان بأمكاني فعله فيما بعد .. هو مقت هذا الكمان .. فكل ماحدث بسببه .. لقد رحل والداي الى الابد بسببه .. قال ليـّۓ ابي ذات مرة انه يحب كمانه لان لونه كلون شعري الكستنائي ولذلك لم يسمح ليـّۓ بقصه ..لكنه لم يعد موجودا الان ولاداعي للاحتفاظ به طويلا...
فقصصته .. اجل قصصته لكنني لم استطع ان ارمي الكمان... ابدا .. 😔

لاتنسوا ان تستمعو لهذه المعزوفة لانها ستشكل جزءا مهما من حياة ڤايولين Albinoni ; Adagin 👇👇

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لاتنسوا ان تستمعو لهذه المعزوفة لانها ستشكل جزءا مهما من حياة ڤايولين Albinoni ; Adagin 👇👇

ڤايولين : السمفونية الاخيرة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن