ڤايولين : السمفونية الاخيرة

(5)

وحيدة مرة اخرى...

للاسف الوحدة ليست خيارا .. الوحدة ماتجبرك عليه الحياة لتقاسيه ..

بوجوده كان كل شيئا مثالـــيا .. مكتمــــلا .. ابتسامته الغبية تلك كانت شمسها التي ملئت دنياها نورا..وشقت لـٍهآ في الاماسي المظلمة والموحشة سراجا .. وهاجا .. ظنت ان تلك الشمس لم ولن تغيب ابدا .. ولكن كان لابد للقمر الناكر للجميل ان يقف في طريقها ويكسف عنها نورها وكأنه لم يكتفي بسرقته بل حجبه عنها ايظا .. ليعيد اليها تلك الظلمة التي تخشاها اكثر من الموت حتى .. بل انها تموت الف مرة .. في تلك الوحدة التي رافقتها حينما غابت عنها شمسها الذهبية ..

حدث ذلك حينما كانا يصنعان طائرة ورقية في باحة الميتم .. عندما سمع ماتيو ذلك الصوت وتجمدت اوصاله :
ــــ لقد كبرت حقا خلال هذه السنوات الثلاثة ،، رفع ماتيو رأسه غير مصدق
ـــ انت ؟!! مالذي تفعله هنا .. ،، قال ماتيو مندهشا بينما ڤايوليـــن لم تهتم وطلبت منه ان يكمل لـٍهآ الطائرة فقد وعدها بذلك
ـــ لقد جئت الى هنا من اجلك ..اهذا ماتقوله لوالدك عندما تراه للمرة الاولى بعد طول غياب ،، اجاب الرجل حينها صدمت ڤايوليـــن والتفتت لتتحقق من الرجل لقد كان بشعر ذهبي وعينان زرقاوتان كـ ماتيو تماما .. ولكن مهلا .. الم يكن ماتيو يتيما ؟!! ولاتعلم لما فجاءة بدأ قلبها بالخفقان بسرعة انه يؤلمها .. ولا تدري لماذا ..
ـــ ليس لدي اب .. لقد مات منذ سنوات حينما فضل علي عشيقته .. ورماني من اجلها امام باب الملجأ .. دون ان يتذكر انني ابنه .. قبل كل شيئ .. لقد مات .. لذا عد من حيث اتيت ..
ـــ وقتها لم اكن املك مالا .. لم اكن سوى سارق .. ومدمن كحول .. لم يكن بامكاني ان اعيلك .. والان تغير كل شيئ ولذا جئت لاخذك
ـــ لااريد لن اعود معك .. لقد احببت هذا المكان واعتدت عليه .. لايمكنني ان اتركه هكذا ببساطة
ـــ انني لٱ اخيرك .. انت ستعود معي رغما عنك ،، حينها وقفت ڤايوليـــن بينهما وهي تهز رأسها رافضة ذلك
ـــ ومن هذه الصغيرة ؟؟
ـــ انها صديقتي .. لقد فقدت والديها وانا اعتنيت بها هنا ولذلك لايمكنني تركها
ـــ هههه انت تمزح صحيح ..
ـــ لٱ 😒
ـــ علـّۓ العموم لقد قابلت السيدة واتسون هنا واتممت الاجراءات وسوف اتي لاخذك بعد عدة ايام لاتنسى ان تودع اصحابك 😉،،
ـــ ماذا ؟!! من سمح ڵـڱ بذلك لااريد العيش معك ولن اذهب من هنا ابدا ،، صرخ ماتيو غاضبا بينما ابتسم والده وغادر .. امسكت ڤايوليـــن بيده فنظر اليها وكانت تهز رأسها رافضة ذهابه
ـــ لاتقلقي لن اذهب .. لن اتركك ،، قال بينما اخذت تتنفس بسرعة ثم امسكت بقلبها ونظرت اليه .. ثم اغمي عليها
ـــ ڤي .. ڤي .. ماذا حدث ڵـڱ افيقي .. ،، صرخ ماتيو خائفا وهو يحاول ان يفيقها دون جدوى فلقد اصبح جسدها باردا .. وشحب وجهها وازرقت شفتيها.. فحملها مسرعا الى الادارة
بينما كانت پولي تخبر المديرة بمقدار سعادتها لـ رحيل ماتيو الذي كان عقبة في طريقها دخل وهو يلهث
ـــ ماذا جرى كيف تدخل هكذا ،، صرخت پولي فزعة ظنا ‏​‏​منـِْهـ♡̨̐ـِْا انه قد سمعها
ـــ سيدتي .. ڤايوليـــن في خطر ..
ـــ ماذا .. ماذا جرى لـٍهآ .. نهضت السيدة واتسون ووضعتها ع احد الارائك واخذت تتفحص نبضها ..
ـــ لقد اغمي عليها فجاءة لااعلم لماذا .. ،، قال ثم بكي وتلك كانت المرة الاولى التي يريانه فيها يبكي هكذا .. الان ما هو الا طفل حقا ..
ـــ لاتقلق .. انها بخير ستصحو بعد قليل
ـــ لنأخذها الى المستشفى ،، قال راجيا ..
ـــ اي مسُتشًفيےّ ستصحو بعد قليل لماذا نذهب الى هناك وندفع تكاليف مصاريفها من اجل لٱ شيئ.. اجابت بحدة .. بينما نظر اليها مندهشا ثم حملها وغادر
ـــ اي بشر هؤلاء بحق السماء!! ،، قال ودموعه تجري كالسيل .. فأخذها الى غرفتها ووضعها علـّۓ سريرها لازال جسدها باردا .. سارع في تغطيتها
ـــ ماذا جرى اهي بخير ؟!! تسائلت ايميلي قلقة
ـــ ستكون بخير .. يجب ان تكون بخير !! قال وقد جلس امامها وامسك بيدها الصغيرة .. وبعد 5 دقائق افاقت
ـــ طماطمي لما فعلتي بي هذا !! ،، انفجر باكيا وهو يعانقها فشعر بجسدها المرتجف
ـــ اتشعرين بالبرد ،، قال وقد ابعدها عنه ثم اخذ يبحث في الدرج عن ملابس لـٍهآ والبسها كنزة صوفية طويلة العنق والاكمام ..
ـــ كيف انت الان 😊 ،، ثم ابتسم لـٍهآ .. انها لاتصدق انها ستخسر هذه الابتسامة للابد
ـــ لٱ ترحل .. ارجوك !! ،، قرأ شفتيـــها واختض* جسدها برجفة .. لم يدرك اكانت بسبب خوفها او شعورها بالبرد او الاثنين معا
ـــ يا غبية .. هل فقدت وعييك بسبب هذا .. اخبرتك انني لن اتركك .. 😧 ،،