في اليوم التالي :
استيقظت كاترينا واستحمت وأستعدت للذهاب للجامعة ..
خرجت من غرفتها ومعها كتبها وبينما هي تخرج وقعت إحدى الكتب من يدها بجانب الدولاب ..
فأنحنت لتأخذه ، ولكنها وجدت شيئًا ما أسفل الدولاب ..
فمدت يدها لتأخذه ، فإذا هو كتاب قد استقر الغبار عليه ..
فأخرجت من جيبها منديلًا وبدأت تمسح الغبار ..
نظرت كاترينا نحو الكتاب ..
كان الكتاب بعنوان البؤساء ..
اتسعت عينا كاترينا وقالت :
" البؤساء .. هذه هي الرواية التي أهداها لي أبي في يوم ميلادي الخامس "العودة للذكريات ..
" كل عام وأنت بكل خير عزيزتي كاترينا لقد كبرتي سنة "
قالت أم كاترينا وهي تقبلها ..
قالت كاترينا وهي تضحك :
" لقد أكملت الخامسة من عمري "
فجأة دخل ريوهارت والد كاترينا ..
اتجه نحو كاترينا وقبلها وقال لها :
" كل عام وأميرتي الصغيرة بخير .. لقد أحضرت لك هدية "
قالت كاترينا وقد ارتسمت ابتسامة على وجهها :
" ما هي يا أبي ؟ "
" انظري بنفسك "
قال والدها وهو يقدم لها الهدية ..
فتحت كاترينا الهدية ثم نظرت نحو والدها وقطبت حاجبها وقالت :
" أبي .. إنه مجرد كتاب !! "
قال لها والدها وهو يحضنها :
" نعم إنه كتاب يروي رواية البؤساء وسأقرأها كل يوم لك قبل أن تنامي "
" هيا إذا يا أبي اقرأها لي "
ابتسمت والدة كاترينا روزا ..
أمسك ريوهارت يد كاترينا وقال لها وهو يبتسم :
" هيا يا أميرتي الصغيرة حان موعد نومك "
هزت كاترينا رأسها بالإيجاب ..انهمرت الدموع من عينا كاترينا عندما تذكرت وجه والدها وهو يروي لها رواية البؤساء ..
تذكرت أيضا صوته وكل شيء تعلق فيه ..
قالت وهي تمسح دموعها :
" يا ليتني عشت حياة كوزيت ، فهي ليست مؤلمة بقدر الألم الذي أعيشه كل يوم "
خرجت كاترينا ووضعت الكتاب في يدها وخرجت قبل نامي
أحست نامي بوجود خطب ما في كاترينا
لكنها لحقتها ووجدتها تجلس في فناء الحديقة
أقفلت نامي الباب وأعطت كاترينا المفتاح وقالت لها :
" قد انتهيت ، فلنذهب "
هزت كاترينا رأسها بالإيجاب دون أن تتكلم ..
ركبت نامي السيارة وكاترينا خلفها ..
وظلت كاترينا في الطريق صامتة ..
وهي تحدق لشوارع لندن الواسعة ..
تنظر لسكانها ومبانيها ..
وقالت في نفسها :
" لندن كبيرة للغاية وبها أناس كثر ويبدو أن كل إنسان له قصة ، وهذه القصة
إما أن تكون تفاصيلها مليئة بالسعادة وإما أن تكون قد كتبت بالدموع "
اقتربت السيارة من الجامعة ..
فنزلت كاترينا من السيارة ونامي ورائها ..
ولكن هذه المرة تحاول نامي اللحاق بكاترينا ..
وصلت نامي ووقفت أمام كاترينا مباشرة وقالت وهي تنظر نحو عينا كاترينا الباردتين :
" كاترينا ما خطبكِ اليوم لما أنتِ حزينة ؟ "
ردت كاترينا ببرود :
" أنا بخير كل ما أحتاجه أن أبقى وحيدة "
قالت نامي وهي تمسك بيد كاترينا :
" لن أدعك وحدك .. هذا محال "
أحست كاترينا بالغضب فجأة وقالت لنامي :
" ألا تفهمين ؟ أريد أن أبقى وحيدة "
ودفعت كاترينا نامي بقوة دون وعي ..
وعندما سمعت صراخ نامي عادت لوعيها وجذبت يد نامي قبل أن تسقط ..
ظنت نامي أنها سقطت ، ففتحت عينيها ..
فوجدت يد كاترينا قد أمسكت بيدها قبل أن تقع ..
قالت كاترينا وهي تنظر لنامي وعيناها قد اغرورقتا بالدموع :
" هل أصبتِ بأذى ؟ "
اقتربت كاترينا نحو نامي وعانقتها وهي تبكي بشدة وقالت :
" آسفة يا نامي ، يا لي من حمقاء لقد كنت على وشك خسارة إنسان وقف معي
بعدما خسرت كل شيء !! "
أحست نامي بوجع كاترينا ، فجرحها لم يلتئم بعد
ولم تعالجه الأيام ..
وضعت نامي يديها على شعر كاترينا وقالت بصوت حنون :
" لقد سامحتك ، وأنا أدري أنك لم تقصدي فعل هذا "
قالت كاترينا بصوت خافت :
" كم هو مؤلم تذكر الماضي !! يا ليتني فقدت ذاكرتي بعد الحادث
؛ كي لا أشعر بألم من فقدت "
لم تنطق نامي بكلمة ، فقد أحست نامي أن كاترينا قد عادت بذاكرتها إلى الوراء
أكثر مما ينبغي ..
أنت تقرأ
ذكريات الماضي وأشواق الحاضر
Romanceسنرافق كاترينا بعد أن أكملت الثامنة عشر عامًا ونتعرف على أحداث حدثت في الماضي ونمر بشيء من معاناتها وآلامها .. فيا ترى ما الذي سيحدث ؟؟