الفصل العاشر .. وعلى سبيل الاعتراف أنا أحبكِ ..

95 3 0
                                    

وفجأة مر الطبيب وبالكاد استطاع آلان اللحاق به وسؤاله :
" كيف حالها ؟ "
نظر الطبيب إليه وقال بعد أن تمعن فيه :
" يبدو أن كاترينا شارل خطيبتك ؛
لأن وجهك كأنه يقول أن نبضك قد يضيع بفقدها "
احمر وجه آلان وتعمق في بحر أفكاره بخجل
ثم عاد إلى الواقع وقال للطبيب بخجل :
" ليست خطيبتي يا سيدي ولكنها صديقتي المقربة ، فأرجوك أخبرني عن حالها وقل لي أنها بخير وأنها كانت مجرد حالة فقدان وعي عادية يمر بها أي إنسان "
ابتسم الطبيب ثم عاد للتحدث بجدية بعد أن نظر إلى الملف الطبي لكاترينا فقال :
" كاترينا شارل .. لا تقلق عليها إن حالتها مستقرة نوعًا ما ويبدو أنها كانت تحت ضغط نفسي عالٍ وعليها ألا تجهد نفسها بالتفكير وإلا قد يحدث ما لا تحمد عقباه "
قال آلان بنبرة حزن :
" أيمكنني زيارتها ؟ "
قال الطبيب :
" ممكن ولكن لا تصدر أي ضجة "
وأخبره الطبيب رقم الغرفة ..
فمشى إليها آلان بخطوات متثاقلة ومع كل خطوة يحس بنبضات قلبه تشتد أكثر ..
إلى أن وصل وفتح الباب ووجد كاترينا نائمة على ذلك السرير الأبيض الناعم ..
وأجهزة المستشفى على يدها ..
ووجهها حكاية أخرى لا يمكن أن يُحكى ..
أغلق آلان الباب واقترب عندها حتى صار وجهه أمام وجهها ..
فرأى دموعها قد انسكبت على خدها فمسحها وقال :
" أعدكِ أنكِ لن تبكي مرة أخرى "
ثم أبعد وجهه عن وجهها ..
وأحضر كرسيًا وجلس بالقرب من سريرها ..
كان تارةً يتأمل وجهها وتارةً ينظر إلى الساعة ..
وبينما هو هكذا وجد جوال كاترينا النقال يرن ..
فأمسك به ، فوجد المكالمة من نامي وهذه ليست أول مكالمة فقد تجاوز عدد مرات اتصالها الخمسين ..
لم يرد آلان على المكالمة وأغلق الهاتف عوضًا عن ذلك ..

في غرفة نامي ..

" هذا الرقم غير موجود في نطاق الخدمة ، الرجاء الاتصال فيما بعد "
بعدما سمعتْ هذا من آخر اتصال ..
ارتعبت وبدأت تبكي ، فهي لا تعرف ما الذي يتوجب عليها فعله ..
فاتصلت بانجلو وكان انجلو في مكتبه ويعد نفسه للخروج ..
فوجد انجلو هاتفه يرن فأمسك به ووجد أن المتصل هو " حبيبتي نامي "
فرد عليها على الفور ، فسمع صوت بكائها وقال وهو مرتعب :
" ما بك يا نامي تبكين ؟ "
قالت نامي بصوت متقطع :
" ك.. كاترينا "
" وما بها كاترينا ؟ "
" لم تعد إلى البيت "
" ماذا ؟ "
" لقد اتصلت بها كثيرًا ، ولم ترد علي وعاودت الاتصال ويبدو أن هاتفها أُغلق أو ما شابه "
" يا إلهي "
" انجلو أنا لا أعرف ما الذي عليّ فعله أنا خائفة "
" لا تبكي سنجد الحل سآتي بعد قليل إلى بيتك "
وأغلق انجلو الخط وخرج مهرولًا من المكتب نحو سيارته ..
وذهب مسرعًا نحو بيت كاترينا ..
كان المفترض أن يستغرق وصوله بالسيارة خمسة عشر دقيقة على الأقل ..
ولكنه وصل بعد ثماني دقائق !!
نزل من سيارته مسرعًا وأغلق الباب ..
وطرق باب البيت ففتحت نامي الباب والتصقت بصدره تعانقه وهي تبكي ..
وقالت :
" انجلو أنا خائفة .. خائفة عليها من مكروه قد يصيبها أو ألم قد يغافلها "
مسح انجلو على رأسها محاولًا تهدأتها ..
ثم أخرج منديلًا من جيبه ومسح دموعها وأدخلها إلى المنزل ..

ذكريات الماضي وأشواق الحاضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن