الفصل الثالث .. لن أضيع وقتي بالحديث معك ..

87 7 0
                                    

فجأة يقف في طريقها ذلك الفتى ..
نظرت كاترينا نحوه ببرود ..
فبادر هو قائلا :
" لم أتوقع أنك مهتمة لهذا الحد .. "
قاطعته كاترينا قائلة :
" ليس لدي وقت أضيعه بالحديث معك "
ابتسم وقال :
" تبدين مشغولة يا كاترينا .. آسف على الإزعاج
وأتمنى لك يوما سعيدا "
بادلته كاترينا تلك الابتسامة وقالت :
" وأنا كذلك "
نزلت كاترينا من السلم شيئا فشيئا أحست بالدوار
لكنها استمرت بالمشي إلى أن خرجت من الجامعة فوجدت
نامي بانتظارها ، فركبتا السيارة معا متجهتان للبيت ولكن
كاترينا كانت صامتة وشاردة الذهن ..
لاحظت نامي صمت كاترينا فسألتها وهي تنظر إليها :
" كاترينا لم الصمت يخيم عليك ويجعل من السكوت لغة تتكلميها بمفردك ؟ أجيبي كاترينا .. فأنا أعلم أن في صمتك حكاية "
قالت كاترينا ببرود :
" ليس بالأمر المهم ... مجرد أنني التقيت بشاب .. لكنه
بدا غامضا وغريبا وهادئ .. لكنه كان لطيفا .. هذا كل ما في الأمر "
" حسنا .. كيف كانت المحاضرة معك ؟؟ "
" كانت رائعة .. وكان عنوانها مقتبسات من الأدب البريطاني "
" يبدو شيقا جدا "
توقفت السيارة بجانب المنزل ..
شكرت نامي السائق بلطف ولحقت كاترينا ..
خلعت كاترينا معطفها الشتوي وأزالت ربطة شعرها الحمراء
فتطاير شعرها الأسود الطويل في الهواء ..
نظرت نامي إلى كاترينا وقالت :
" لطالما أعجبت بشعرك "
فابتسمت كاترينا ..
ودخلت غرفتها واستلقت على السرير ..
حتى غالبها النوم ..
بينما نامي ذهبت لتحضر الغداء ..

ظلت كاترينا نائمة حتى الساعة الثانية ..
استيقظت وخرجت من غرفتها فوجدت نامي نائمة على الأريكة
فابتسمت وقالت :
" أتمنى لك أحلاما سعيدة .. فقد تعبت اليوم كثيرا من أجلي "
وبينما هي تحاول أخذ هاتفها من على الطاولة تجد ورقة بيضاء
تلتقطها بهدوء وتفتحها وتقرأها بهدوء :
" أنني أخاف على كاترينا للغاية فهي ليست مجرد صديقة بل هي أجمل هدية تلقيتها من القدر ، وهذه أول مرة أحس فيها أن القدر كريم معي لهذه الدرجة فقد ظننت أنني سأعيش عمري كله بدون صديقة .. صحيح أن شخصيتها تختلف عن شخصيتي ولكنني أحس أن متشابهتان في عدة أشياء .. فكم أتمنى من القدر أن لا يبعدها عني أو أن يبعدني عنها .. وأتمنى أن تعيش بسعادة فقد عاشت في كثير من لحظات الحزن "
ابتسمت كاترينا وعيناها قد امتلأتها بالدموع وأمسكت قلما وكتبت
على الورقة :
" وأنت كذلك عوضتيني عن كل لحظة حزن عشتها ، أنت جنتي في هذه الحياة .. شكرا لك .. ستظلين صديقتي إلى الأبد ولن يفرقنا أي شيء "
وضعت كاترينا الورقة مكانها وأخذت هاتفها ومضت نحو غرفتها
وفتحت الكتاب وبدأت في التحضير والدراسة
فجأة !! وبينما هي تدرس يرن هاتفها ..
تلتقطه وبكل هدوء وتنظر نحو الرقم فتندهش أنه رقم جديد وغير مسجل في هاتفها ..
فيا ترى من صاحب هذا الرقم وماذا يريد ..
ترقبوا الجزء التالي ..

ذكريات الماضي وأشواق الحاضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن