[٢- بداية حياة]

437 52 152
                                    


خرج من المنزل و وجهه يوحي بالغضب بالشر ، يوحي .

نظر في وجه تلك الملاك البرئ .... الامطار غطت المكان

و الظلام حل يرأس ذلك الجو العاصف ، و فتحت عيناها

لترى وجه ذلك الاب الذي كرهها ما ان عرف انها ستأتي

على حياته ، ابتسمت في وجهه و كأنه كتب في قدرها

ان يكون هو اول من يرى ابتسامتها الواثقة ، و كأنها

شمس اشرقت في سماء الدنيا التي ملأها الجهل

و الجشع ، دنيا محت سحبها الحزينة اي بريق او

شعاع لنور امل جديد ، يتجدد فيه الحلم ، الطموح !!

نظر لها و قد اغررقت عيناه بالدموع و همس بهدوء

" يا لجمالك يا طفلة .... سامحيني انا مجبور على هذا "

و غط في بكاء صامت و كأن المطر قد نزل ليخفي قطرات

دموعه بين قطرات الغيث الغزير .

و في ظل هذا الجو العاصف المظلم الحزين ، اضاء في وجهه

منزل بنور اشعل شعلة الظلام ليقتله في بقعة معينة ، منزل تلون

بالابيض كنبض للسلام ، و اضأ كشعلة سعادة و امل .

ما ان رأه حتى جالت بخاطره تلك الكلمات ، لكن هل الجاهل يفقه شئ

هل كل ما يعتقده جيدا يكون جيدا فعلا .... لا اعتقد ذلك ، فجهله

ربما يكون قد اعمى بصيرته .

نظر لفتاته الجميلة التي بين يديه و نظر لذلك المنزل المضئ ، و ابتسم

بحزن و طبع على جببنها قبلة و قال " وداعا صغيرتي ، لربما نلتقي

مجددا " و تركها امام ذلك المنزل ، و السماء تمطر بغيثها الغزير

كأنها تبكي حزنا على بداية حياة تلك الطفلة بأسى و حزن قبل ان تبصر

عيناها بحقد الدنيا و شرورها !!

ذهب من امامها و نظره لا يكاد يبتعد عنها ، كأن في قلبه بعض الخوف

شعور بالذنب ، من يدري ، ربما !!

و مرت لحظات حتى اختفى عن الانظار بين قطرات المطر الغزيرة

إنه حلمي _It's My Dream ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن